ثقافة ومجتمع
22 أيلول 2017, 13:00

شبح حوادث السّير يخيّم فوق لبنان.. إلى متى؟

تمارا شقير
كم هو موجع ومؤلم أن تنغرس في قلب الأهل رصاصة الموت الحادّة مطفئة شعلة الأمل والفرح في حياتهم، سارقة منهم الابتسامة والبهجة.. كم هو صعب أن يعترض حادث سير قطار حياة فلذة كبدهم حارمًا الضّحية من تحقيق أحلامها وإنجاز طموحاتها.

 

يصحو لبنان يوميًّا على أخبار الموت، فحوادث السّير لا تكفّ تسرق شبابًا في ربيع عمرهم، وتعيق مشوار حياتهم مسبّبة بانحرافهم صوب هاوية الموت.

شبح الموت على الطّرقات اللّبنانيّة يتابع مهمّته اليوميّة، وكأنه مكتوب على لبنان ألّا يستيقظ من كابوس حوادث السّير، ذاك الكابوس الّذي أسدل السّتار عن مسيرة الكثيرين، فكان وقعه أليمًا وحزينًا على الجميع.

حلقات كثيرة من مسلسل حوادث السّير تُعرض يوميًّا على شاشات التّلفاز وعلى مواقع التّواصل الاجتماعيّ، فبين تجاوز القواعد المروريّة والسّرعة الزّائدة والقيادة تحت تأثير الكحول والطّرقات غير المؤهّلة وغير المنارة.. يُصدر الحكم بالقتل المحتّم.

وأنت أيّها الشّاب إن كنت تتجاوز القواعد المروريّة فاعلم أنّ قواعد الحياة قادرة على التّغلّب عليك بكلّ بساطة، وإن كنت تقود بسرعة هائلة فاعلم أنّ الموت قادر على خطفك بلحظة واحدة، وإن كنت تقود تحت تأثير الكحول فاعلم أنّ كأس الموت قادرة أن تسقي قلب أهلك مرّ العذاب الأبديّ.

شظايا الحزن ولهيب المصيبة وبؤس المأساة تنخر قلوب الأحبّاء لتبقى الصّلاة الملاذ الوحيد الّذي يهدّئ لوعتهم لتتويج الضّحيّة ملاكًا في البيت السّماويّ.

شباب أبت الحياة إلّا أن تقطفهم من بستانها وتزرعهم ورودًا في السّماء، لتبقى حرقة القلوب ودموع الأحبّاء أصدق من كلّ الكلمات، فإلى متى ستبقى هذه الدّموع تُذرف وإلى متى سيستمرّ مسلسل حوادث السّير في لبنان؟