ثقافة ومجتمع
01 آذار 2019, 08:00

شكوك أطفالنا الرّوحيّة... كيف نبدّدها؟

ماريلين صليبي
الشّكّ في الإيمان المسيحيّ حالة طبيعيّة تكتسح الأطفال الذين تميل بهم هذه الأيّام صوب الفساد والضّلال فيقعون ضحيّة شدّ حبال بين الإيمان والشّكّ، أخطر ما فيه وأكثر ما هو سامّ فيه هو الصّمت الذي يرافقه.

 

هذا الصّمت كان إشكاليّة دراسات أجراها معهد fuller youth institute على مدّة ٣ سنوات، دراسات هدفت إلى تفكيك هذا الصّمت القاحل الذي يغمر الأطفال ويخنقهم.

كسر جليد الصّمت حول هذا الموضوع أساسيّ في ما خصّ شكّ بعض الأطفال المسيحيّين ببعض المفاهيم الدّينيّة، فقلائل هم الذين يتشاركون والآخرين هموم إيمانهم وأفكارهم. هو صمت أشبه بسلاح موجّه صوب الإيمان، يطلق الطّفل النّار عبره فيقتل الثّقة بالرّبّ من دون أن يدرك ذلك.

 لذا سلّط موقع infochretienne الضّوء على أهمّيّة مفاتيح ثلاثة على الأهل استحواذها لحثّ أولادهم على الفصح عن أيّ شكّ روحيّ يراودهم، وللمساهمة في رفع مستوى الشّجاعة على الكلام والحوار من أجل إيمان سليم وأفكار نيّرة.

يتمثّل المفتاح الأوّل بـ"عمليّة خلق فرص للتّحدث"، من خلاله يقوم الأهل على بناء جوّ عام من الرّاحة والطّمأنينة لإطلاق عنين الحديث عند الأبناء من دون خجل. إنّ هذه المرحلة ضروريّة لإثارة أسئلة تحثّ الطّفل على التّكلّم.

المفتاح الثّاني هو "مدّ أسئلتهم الكبرى بالحقائق"، إذ إنّ الهدف من هذا الحديث العميق هو إيصال الطّفل إلى برّ الخلاص والحقّ، وإبعاده عن الفضاء الغامض الذي يسكر فيه. فعندما يقول الطّفل "إنّني ما عدت أؤمن بالرّبّ" على الأهل أن يتشاركوا وإيّاه قلّة الإيمان هذا، عليهم السّماع إلى هواجسه والإفصاح أمامه عن ماهيّة الإيمان. وعلى الأهل أيضًا الإدراك أنّ أسئلة كثيرة يعجز العقل عن الإجابة عليها، لذا من الضّروريّ تشجيع  الطّفل على البحث عن الحقائق في الكتب المقدّسة وعند الكاهن والمختصّين.

أمّا المفتاح الثّالث فيتجسّد بـ"دفع الطّفل إلى إخبار قصّته وتجربته الشّخصيّة" ما يساهم في تزويده بالمعرفة المسيحيّة وبتمتين علاقته بالرّبّ.

أطفال اليوم قلّما يعرفون علامَ يرتكز الإيمان المسيحيّ، ما يحتّم على الأهل الحديث عن رحمة الله وعن العلاقة المتينة معه، وهذا ما يشكّل انطلاقة قيّمة لأولادنا في عالم الإيمان والخلاص.