لبنان
25 كانون الأول 2016, 10:16

ضاهر في قدّاس الميلاد: نصلّي لتحل مشاكل بلدنا ويعود الجنود الأسرى إلى كنف عائلاتهم ووطنهم

ترأّس متروبوليت طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار جاورجيوس ضاهر، قداس عيد الميلاد المجيد، في كاتدرائية القديس جاورجيوس - الزاهرية - طرابلس، عاونه فيه المونسنيور الياس البستاني، في حضور المختار عبدالله البقا ممثلا الوزير السابق اللواء اشرف ويفي وعدد من المؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، ألقى ضاهر عظة العيد قال:"أتمنى لكم جميعاً ميلاداً مجيداً وسنةً جديدة مباركة، صلاتي أرفعها لكل واحد منكم ليكون الميلاد فيكم ولتكونوا في الميلاد فيتجسد المسيح في أعمالكم وتكونوا بناة سلام وحاملي بشرى الفرح. نرجو لبلادنا بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة جديدة، في هذه المناسبة، كل خير، مصلين إلى الله أن يحل مشاكلها السياسية والاقتصادية ويمنحها الرخاء والسلام. ويسبغ عليها من جوده وكرمه سلاما وطمأنينة. ويعيد الجنود الأسرى إلى كنف عائلاتهم ووطنهم. ونصلي إلى جميع الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين الأبرياء في كل العالم ولاسيما الذين سقطوا شهداء في الحرب الدائرة في سوريا والعراق واليمن. وينعم بالسلام والسكينة بدلاً من الجو المضطرب في البلدان المذكورة. ولتكن بركة الرب على كل موضع في أنحاء العالم. هكذا فليمنح الله الاستنارة للعالم الآن".

أضاف:"أتوجّه إليكم بكلمات قداسة البابا فرنسيس التي وجّهها إلى المؤمينين بقوله:"إنّ المغارة تنقل لنا الرجاء عبر كل واحد من أشخاصها:"يسوع الذي يلتقي فيه رجاء الله ورجاء الإنسان، مريم والدة الرجاء التي تتأمل الطفل وترى فيه حب الله الذي أتى لإنقاذ شعبه والبشرية أجمع، ويوسف الذي صدق كلمة الملاك والذي سمى الطفل "يسوع"، وهو اسم يعني الرجاء لكل إنسان". أمّا الرعاة فيمثلون المتواضعين والفقراء الذين يرون في هذا الطفل تحقيق وعد الله، ويأملون في أن يتمّ خلاصه لكل واحد منهم.
وأضاف البابا قائلاً:"عبر التأمل بالمغارة، فلنستقبل يسوع - بذرة الرجاء التي يضعها الله في تاريخنا الشخصي وفي مجتمعنا - لأنّ كل " نعم" نقولها ليسوع هي بذرة رجاء". وأنّ ولادة المسيح تكلمنا عن رجاء موثوق وواضح ومفهوم، لأنّه مبنيّ على الله، متابعاً سلسلة تعاليمه حول الرجاء المسيحي، شرح البابا أنّ المغارة تتجلى في التسبيح وشكر الله الذي أطلق ملكوت الحب والعدل والسلام. وأنّ الرجاء بالنسبة إلى المسيحي يعني "السير في طريق المسيح نحو الآب الذي ينتظرنا". وأنّ الرجاء يدعو كل واحد منا إلى فحص ضمير لنسأل أنفسنا "هل لدي رجاء أو أن قلبي درج مقفل؟" ثمّ قال:"فلنفهم هذا جيّداً: إنّ ضماناتنا الشخصية لن تنقذنا".

وتابع: "لعيد الميلاد أكثر من رمز، منها ديني محض ومنها اجتماعي وعائلي. ومن هذه الرموز التي تجمع بين الروحي والاجتماعي: المغارة. وعندما كنّا نقول في الماضي كلمة مغارة، كنّا نعني مكاناً بدائياً، فقيراً، بارداً، مرفوضاً. لكن مولد يسوع المسيح في مغارة بيت لحم غير معنى الأمور. فقد ولد في المغارة، ومنذ ذلك الحين، أصبحت المغارة التي ولد فيها يسوع الطفل مغارة حب. مغارة حب لا بيت حب ولا فيلا حب ولا قصر حب. مع مولد المسيح، أصبحت للمغارة روحانية نختصرها بثلاث كلمات: الدفء والخصوصية والحماية".

وقال:"الدفء المقصود هو دفء المحبة التي كانت تجمع بين عائلة يسوع ومريم ويوسف. ففي المغارة الضيقة، الجميع يستدفئ معاً، وحرارة الدفء تمر من شخص آخر في المغارة. روحانية المغارة هي روحانية المشاركة في الدفء والمحبة بالرغم من الفقر المادي، والمشاركة نعمة وتعطي النعمة. والخصوصية تعني أنّ ما يحدث داخلالمغارة يبقى - ويجب أن يبقى- في المغارة. وإنْ كانت العائلةالمسيحية مغارة حب على مثال مغارة بيت لحم، فالخصوصية داخل مغارة الحب لها أهمية كبيرة. المقصود هو أن ما يحدث في العائلة يجب أن يبقى في العائلة. نحن نعلم والجميع يعلم أنّ معظم مشاكل العائلات في بلادنا سببها خروج السر المقدس من المغارة، وتدخلات خارجية قد تصل إلى كسر رباط الزواج. ما يحدث في مغارة الحب في العائلة يجب أن يبقى في العائلة ويجب أن يحل في العائلة. أمّا الحماية، فاللاجىء يحتمي في المغارة، والغريب يلجأ إلى المغارة، والهارب من المطر يحتمي في المغارة. إنّها تحمي من العواصف الخارجية ومن التدخلات والمشاكل الخارجية، وكل ما يهدّد سلامة العائلة".

وختم: "فلتشرق شمس هذا العيد، ونور الطفل المولود في المغارة في قلوبكم جميعاً ولتنزل بركاته عليكم غزيرة فياضة، له المجد والشكر والحمد على أنعامه وعطاياه الكثيرة، ونطلب منه أن ينقلنا بميلاده المجيد إلى سنة جديدة ملؤها الخير والبركة وتغير القلوب لتتفجر فيها الرحمة والمحبة ويسود عليها سلام الله. عيد ميلاد مجيد لكم جميعاً".

بعد القداس، تقبّل ضاهر التّهاني بالعيد.