الفاتيكان
09 تموز 2024, 09:00

ضوء أخضر لتكريم السيّدة العذراء روزا ميستيكا (الوردة السرّيّة)

تيلي لوميار/ نورسات
بناء على المعايير الجديدة (التي تجزم أنّ ظاهرة ما فائقة الطبيعة)، أعربت دائرة عقيدة الإيمان (د.ع.إ) عن رأيها الإيجابيّ في ما يتعلّق بتكريم سيّدة مونتيكياري في شمال إيطاليا. تمّ إيصال هذه الموافقة عبر رسالة (الرسالة في ما يلي من النصّ) إلى الأسقف بييرانتونيو تريمولادا، بتأييد من البابا فرنسيس، وفق "فاتيكان نيوز".

 

ذكرت دائرة عقيدة الإيمان أنّها لم تجد أيّ عناصر في الرسائل التي نشرتها بيرينا جيلي، تتعارض مع تعاليم الكنيسة الكاثوليكيّة حول الإيمان والأخلاق. تمّ تضمين هذا الإعلان في رسالة نشرت في 8 تمّوز/يوليو، وقّعها فيكتور مانويل فرنانديز، رئيس الدائرة ووافق عليها البابا فرنسيس.

تتناول الرسالة التكريم لـماريا روزا ميستيكا ("مريم العذراء الوردة السرّيّة") والرسائل التي تقول بيرينا جيلي إنّها تلقّتها من العذراء في عامي 1947 و 1966. وتسلّط الرسالة الضوء على الجوانب الإيجابيّة لهذه الرسائل، مع الإشارة أيضًا إلى بعض العناصر التي تتطلّب توضيحًا لمنع سوء الفهم.

يوافق "الضوء الأخضر" للاختبار الروحيّ لما جرى في ما صار يُعرف بـ"سيّدة فونتانيلّي" المعايير الجديدةَ لتمييز الظواهر الخارقة للطبيعة الصادرة في 17 أيّار/مايو 2024. تعطي هذه المعايير الأولويّة لتقييم النتائج التعليميّة والرعويّة للظاهرة بدلًا من تحديد طبيعتها الخارقة للطبيعة.

تؤكد الرسالة حول "الوردة السريّة" على الجوانب الإيجابيّة لكتابات بيرينا جيلي، ولا سيّما ثقتها المتواضعة والكاملة في عمل مريم الأموميّ. تلاحظ د.ع.إ أنّ كتابات جيلي لا تُظهر الغرور أو الاكتفاء الذاتيّ أو الكبرياء، بل تظهر وعيًا بالبركة من خلال وجود الوردة السريّة وتمجّد مقتطفات جمال مريم وصلاحها.

وتسلّط الدائرة الضوء على أنّ جيلي تعترف باستمرار بأنّ أفعال مريم توجّه المؤمنين نحو يسوع المسيح.  

من بين الظهورات المذكورة في الرسالة أيضًا ظهورٌ للمسيح نفسه، وهو أوحى في صاحبة الرؤيا ثقةً عميقةً فيه.  

كذلك، تعبّر رسائل جيلي عن شعور قويّ بالشركة الكنسيّة، يتجسّد في تقديرها لليتورجيا الجديدة التي وضعها المجمع آنذاك.  

توضح رسالة د.ع.إ أنّ بعض التعبيرات في مذكّرات جيلي تتطلّب تفسيرًا، لا سيّما تلك التي تصوّر السيّدة العذراء كوسيط يقيّد العدالة الإلهيّة والعقوبات. لا يراد بذلك أبدًا القول إنّ الله بعيدٌ أو قليل الرحمة، فرسائل جيلي تتضّمن مقاطع أخرى تفيد بتأكيد مريم العذراء ديمومةَ استعدادِ ابنها لسكْبِ رحمته على العالم.

تعترف المعايير الجديدة لتمييز الظواهر الخارقة للطبيعة بأنّ الثمار الروحيّة الحقيقيّة قد تنشأ من الاختبارات التي تتضمّن تعبيرات غير دقيقة لاهوتيًّا. لا ينبغي النظر إلى الورود الثلاث التي تشير إلى "الصلاة - التضحية - التوبة"، وهي مركزيّة في اختبار جيلي الروحيّ، على أنّها رسالة عالميّة للمؤمنين جميعهم. بدلًا من ذلك، تبقى الرسالة المركزيّة للإنجيل هي المحبّة، كما يشدّد كامل العهد الجديد.  

تتناول رسالة د.ع.إ بعض التعبيرات غير المفسَّرة التي استخدمتها جيلي، مثل "مريم الفداء" و "مريم النعمة" و "مريم الوسيطة". لكنّ رسائل جيلي عينها تؤكّد، من جديد، أنّ يسوع المسيح هو الفادي الوحيد وأنّ الربّ وحده هو الذي يستطيع أن يمنح نعمة التقديس. بالتالي، نفهم دور مريم على أنّه شفاعة أموميّة، تساعد المؤمنين على الانفتاح على عمل تقديس النعمة.  

ترتبط ظهورات مريم "الوردة السرّيّة" و"أمّ الكنيسة" بفونتانيل، الواقعة جنوب مونتيكياري في مقاطعة بريشيا، شمال إيطاليا. ولدت بيرينا جيلي، صاحبة الرؤيا، في عائلة فلّاحيّة وعملت كمدبّرة منزل وممرّضة. تمتدّ اختباراتها الصوفيّة على فترتين: الأولى في عام 1947، عندما ظهرت لها السيّدة العذراء بألقاب "الوردة السريّة - روزا ميستيكا" و"أمّ الكنيسة"، والثانية في عام 1966 في فونتانيل. في 13 أيّار/مايو 1966، أشارت السيّدة العذراء إلى نبع معيّن كمكان للتطهير ومصدرٍ للنعم. بدأ بناء مزار في عام 1966 في الموقع، تمّ تصميمه كمدرّج مفتوح مع كنيسة صغيرة للاحتفالات الإفخارستيّة وكنيسة أصغر تحمي النبع.

عيّن الأسقف جوليو سانغينيتي، في نيسان/أبريل 2001، في الذكرى العاشرة لوفاة بيرينا جيلي، كاهنًا للإشراف على الأعمال التقوية التي تجري في فونتانيل. في 17 كانون الأوّل/ديسمبر 2019، تمّ إعلان الموقع المريميّ "مزارًا أبرشيًّا على اسم روزا ميستيكا - أمّ الكنيسة" إبّان احتفال إفخارستيّ بقيادة بييرانتونيو تريمولادا، أسقف بريشيا الحاليّ.