طربيه في حديقة البطاركة: لنقل التراث من لبنان الى بلدان الانتشار
المحطة الاولى عند مطل صخرة الدبس على أعماق الوادي، ومنها الى مكتبة الوادي المقدس وجولة في ارجائها واطلاع على محتوياتها من الاوراق التاريخية والوثائق والكتب، وعلى خطة ترميم الوثائق القديمة وجمع كل ما كتب عن الوادي المقدس والكنيسة بمختلف اللغات والأمكنة والأزمنة. ثم انتقل الجميع الى حديقة البطاركة وجولة على انشاءات الموقع من معرض ومتحف ومسرح الوادي المقدس، ومحطة مار مارون من سمبوزيوم الوادي المقدس، وتماثيل البطاركة وسواها مما تحققه رابطة قنوبين للرسالة والتراث ضمن مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس، وبخاصة ما يتعلق بجمع أوراق بطاركة قنوبين واصدارها تباعا، ومنها المتعلق حاليا بحقبة الحرب العالمية الأولى.
رحب المدير التنفيذي للمشروع الزميل جورج عرب بالمطران طربيه وسائر الحاضرين وعرض لمسار تحقيق برامج المشروع، وقال: يشعرنا اللقاء في اعماق قنوبين حيث نستلهم سيرة البطاركة وشعبهم المؤمن بالفرح وبالقوة، الفرح النابع من قلب كل مؤمن يتطلع الى لقاء الله من خلال اللقاء بالآخر، والقوة من الله ينبوعها، ومن تاريخ تشكل فيه تراث روحي ثقافي ثمين أغناه بطاركتنا بشهادة الحياة المعيوشة التي يكملها رئيسنا وأبونا بطريركنا الكردينال مار بشارة بطرس الراعي ، الذي نحييه تحيات المحبة والولاء، ومن متابعة خاصة يضطلع بها النائب البطريركي، المشرف على أعمال رابطة قنوبين المطران مارون العمار الراسخ الانتماء الى روحانية قنوبين ، ومما يوليه المطران طربيه من اهتمام خاص يعتبر معه ان اولوية رسالته في اوستراليا نقل التراث من لبنان الى بلدان الانتشار ، ومن هذا المنطلق يتواصل التعاون بينه وبين رابطة قنوبين البطريركية للرسالة والتراث في عملية نقل هذا التراث ، وتتكامل مصادر القوة هذه مع جهود تطوعية تبذلها رابطة قنوبين وداعموها من المؤمنين بأهمية حفظ التراثونشره في لبنان والعالم.
وكانت كلمة للمطران طربيه حيا فيها البطريرك الراعي، وشكر استضافة المطران العمار له في رحاب قنوبين. وقال: "لقد أتاحت لي هذه الجولة الاطلاع على الأبعاد الحقيقية لمشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس، وعلى أهمية موقع حديقة البطاركة كموقع متقدم للحج الروحي والسياحة الدينية. ونحن مدعوون جميعا الى شراكة حقيقية فاعلة للعناية بتراثنا الروحي والوطني، ونقله الى حيث دعانا الله في بلدان الانتشار ويتزايد الاهتمام بهذه المسألة وقد بحثناها مطولا مع السادة الأساقفة خلال مجمعنا الأخير في بكركي وهي موضوع تواصل دائم في ما بيننا. وما بدأناه من تعاون مع رابطة قنوبين في هذا المجال وأثمر انتاجا مميزا سيعمم تباعا لتعميم روحانية قنوبين في أوساط الشبيبة المارونية في كل العالم . ونحن ندرك جيدا اننا مهما توسعنا في الانتشار يجب ان نترسخ اكثر في الجذور والجذور هي في ارض لبنان، في أعماق قنوبين ويانوح وكفرحي وارز الرب وبكركي وسائر المعالم المرتبطة بهويتنا ماضيا وحاضرا، ولا يمكننا ان نحفظ هويتنا في بلدان الانتشار بدون الارتباط العميق مع جذورنا، من هنا نحن نحيي جهود رابطة قنوبين المسهمة بفعالية غير مسبوقة في هذه المسيرة ، وسوف نطور العمل معا تحقيقا لهذه الأهداف".
وكانت طرحت خلال اللقاء مجموعة من الأفكار لمبادرات تعاون بين أبرشية اوستراليا ورابطة قنوبين لبلورتها لاحقا والاعلان عنها.