ثقافة ومجتمع
21 تشرين الثاني 2019, 14:00

عارضة أزياء تجد هويّتها وسرّ جمالها في يسوع المسيح

ريتا كرم
كلّهنّ يصبونَ إلى كمال الجسد، هنّ مراهقات يبحثن عن أصغر التّفاصيل في صور عارضات الأزياء وفي حسابات جميلات العالم وأوسعهنّ شهرة ليخطونَ خطوة في عالم الجمال، فيحذونَ حذوهنّ في طريقة الملبس وتسريحة الشّعر وتزيين الوجه... وحتّى في عمليّات التّجميل. هنّ لا يكتفينَ بما أنعم الله عليهنّ من جمال طبيعيّ، هنّ ينسينَ أنّ الله خلقهنّ على صورته ومثاله فيضعنَ في دهاليز غرف العمليّات وتداعياتها، رافضات "خلقة الله". ولكلّ هؤلاء تأتي تجربة عارضة الأزياء الشّابّة سادي روبرتسون، إبنة العشرين عامًا، لتوقظهنّ وتشجعّهنّ على البحث عن هويّتهنّ في المسيح وحده.

 

بحسب موقع infochretienne، تلقّت سادي أثناء جلسة تصوير "بدون ماكياج"، نقدًا من المخرج سببه أنّ وجهها لا يناسب هذا النّوع، ما دفع فريق العمل إلى الاجتهاد لمدّة ساعتين من أجل تزيين وجهها بطريقة تبدو فيه طبيعيّة المظهر.

تلك الحادثة كشفت عن جوهر سادي المتأصّل في الإيمان. إذ بالنّسبة لها، كلّ إنسان يملك وجهًا يناسب جلسات التّصوير "الطّبيعيّة" تلك، لأنّ الله جعل كلّ واحد فريدًا وكاملاً على صورته ومثاله. والماكياج ليس سوى أمر إضافيّ مكمّل يمكن الاستغناء عنه.

في الواقع، لو لم تكن تلك الشّابّة جميلة الرّوح لما أدركت سرّ الجمال الحقيقيّ ولأضاعت هويّتها في زواريب مهنة الأضواء تلك، ولما كانت فأل خير يبشّر أنّ يسوع لا يزال يتربّع في قلوب شبيبة اليوم بالرّغم من كلّ الظّروف الّتي تحيط بهم وتلهيهم.

لنقف اليوم أمام هذه التّجربة البسيطة، ولنخطف بضع دقائق خلال نهارنا المُثقل بالأعمال والواجبات، ولنعاين وجه الله فينا ولنكتشف الجمال الفريد الّذي وضعه في كلّ منّا، هذا الجمال الّذي لا يخبو مع تقدّم العمر، بل يزداد إشعاعًا وحلاوة لأنّ يد الله تباركه.