لبنان
22 أيلول 2025, 11:15

عبد السّاتر رسم كاهنًا جديدًا، وإليكم وصيّته له!

تيلي لوميار/ نورسات
رقّى رئيس أساقفة أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد السّاتر، إلى الدّرجة الكهنوتيّة، الشّمّاس سليم فارس كرم، خلال ذبيحة إلهيّة ترأّسها في كنيسة القلب الأقدس- بدارو.

بعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد السّاتر عظة توجّه فيها الكاهن الجديد فقال بحسب إعلام الأبرشيّة: "لقد اختارتك وقدّمتك الجماعة المسيحيّة المؤمنة إلى الأسقف لتخدم الأسرار وتعلن الكلمة وتعتني بإخوتك وبأخواتك وخصوصًا بالفقير وبالمرذول وبالغريب. والأسقف يقبلك ويثبّت دعوتك بوضع اليد مكرِّسًا إيّاك كاهنًا على مذبح كنيسة مار روكز- الحازميّة حيث ترعرعت وكبِرت بالقامة والحكمة والإيمان.

فتذكّر دومًا أنَّ الرّبّ هو الذي دعاك على الرّغم من ضعفك وخطيئتك وليس لاستحقاق منك بل بسبب محبّته لك. وهو الّذي انتقاك بواسطة الجماعة لا لتتسلّط عليها بل لتكون الأب السّهران الّذي لا تغمض له عينٌ حتّى يعود كلُّ أولاده إلى الحِضن الوالديّ سالمين. وهو يرسلك لتنشر بين إخوتك وأخواتك الحبّ والفرح والرّجاء، ولتعزيَهم في أحزانهم ولتشجّعهم في ضيقتهم ولتصلّي معهم في ساعة المرض والموت.

ويا أخي العزيز سليم إليك أقول:

كن مسبِّحًا للرّبِّ دومًا وخادمًا سهرانًا ينتظر قدوم سيّده بشوق وفرح.

كن مصغيًا إلى الرّوح القدس الّذي سيكلّمك مرارًا في أفواه صغار هذا العالم.

نبِّه وأصلح وأنت تتذكّر ضعفك وخطيئتك فلا تقسو ولا تدين.

إسعَ خلف اللّؤلؤة وتخلَّ عن الزّائل.

إكتفِ بالأساسيّ ولا تكدِّس الممتلكات لأنّ الأكفان لا جيوب لها.

تواضع أمام الأمّ الّتي تُفني عمرها في العناية بعائلتها وتعلّم منها.

تواضع أمام الأب الّذي يسعى كلَّ يوم خلف القوت لأحبّائه من دون تذمّر ولا ملل ومن دون منّة، وتعلّم منه.

تواضع أمام المسنّ الّذي يفرح بما يعطيه الرّبّ من ساعات وأيّام ليعيشها بالتّسبيح والشّكران وتعلّم منه.

قرِّب جماعتك من الرّبِّ يسوع في قدّاسك كلَّ يوم بوَرعٍ فتتقدَّس.

وردَّ البعيدين بالكلمة المشجِّعة والمعزّية وبالصّوم والصّلاة وبالعيش الصّالح.

إخوتي وأخواتي، الشّكر لله على عائلاتنا المسيحيّة الّتي لا يزال يُعنى فيها الوالدون بتربية أولادهم على محبّة الله والقريب وعلى المجّانيّة في العطاء ويشجّعونهم على اللّحاق بالرّبّ إذا ما دعاهم إلى الكهنوت ويحضّونهم على الأمانة في خدمتهم وعلى الصّدق في حياتهم. رحم الرّبّ والديك يا سليم اللّذين هما حتمًا يشاركاننا الفرحة في هذا الوقت. والشّكر لهذه الرّعيّة المباركة الّتي احتضنتك بحبّ عميق. والشّكر للكهنة الّذين نشّأوك ورافقوك وأسدوك النّصائح. وأعطاك الرّبّ سنين مباركة تقضيها في محبّة الله والإنسان. آمين".

بعد القدّاس، تقبّل الكاهن الجديد التهاني من الكهنة والمؤمنين.