لبنان
03 أيار 2023, 10:20

عبد السّاتر زار رعيّة سيّدة النّجاة- بياقوت، والتّفاصيل؟

تيلي لوميار/ نورسات
إستكمالًا لزياراته الرّعويّة، زار راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد السّاتر، يومي الجمعة والأحد، رعيّة سيّدة النّجاة- بياقوت، برفقة خادم الرّعيّة الخوري شربل عون والمتقدّم بين الكهنة في قطاع ساحل المتن الخوري بيار أبي صالح ومسؤول لجنة البروتوكول في الأبرشيّة الخوري نعمة الله مكرزل ومسؤولة مكتب خدمة المحبّة في المطرانيّة السّيّدة نادين أبي راشد إسبر.

وفي تفاصيل الزّيارة، وبحسب إعلام المطرانيّة، "توجّه صاحب السّيادة والوفد المرافق إلى الكنيسة القديمة الأثريّة لمعاينة حالها من أجل البدء بترميمها وكان بانتظاره عدد من أهالي البلدة، وساروا جميعًا نحو كنيسة الأمّ الحزينة حيث رُفعت الصّلاة على نيّة بياقوت وأبنائها وبناتها.

وكان المطران عبد السّاتر قد التقى رئيس البلديّة عصام زينون وأعضاء المجلس والموظّفين والشّرطة في دار البلديّة، حيث كان عرض لأوضاع البلدة والمساعدات الّتي يتمّ تقديمها في ظلّ الأوضاع الرّاهنة كما وللتّعاون القائم بين البلديّة والكنيسة.

من ثمّ، زار سيادته مؤسّسة أيادينا/ إيراب وجال في المشغل مستمعًا من المسؤولين عنه والعاملين فيه إلى التّحدّيات الّتي تواجههم وإلى مشاريعهم المستقبليّة اجتماعيًّا وتربويًّا.

والتقى المطران عبد السّاتر المختار بشارة زينون في مكتب الرّعيّة، وكان عرض لهموم أهالي البلدة.

وفي صالون الكنيسة، اجتمع صاحب السّيادة بأعضاء أخويّة الحبل بها بلا دنس، واطّلع منهنّ على نشاطاتهنّ الرّعويّة والرّوحيّة، متوجّهًا إليهنّ بالقول: "نحن نؤمن بقوّة الصّلاة، لذا أطلب منكنّ أن تصلّين كثيرًا على نيّة السّلام في العالم عمومًا وفي لبنان خصوصًا، فيعود بلدًا يصون الإنسان وكرامته. تمتّعنَ بالسّلام الدّاخليّ فهو أساس كلّ استقرار في العائلة والوطن".

من ثمّ، التقى المطران عبد السّاتر بجوقتَي الصّغار والكبار، ليستقبل بعدهما جماعة "معًا محبّة وسلام" الّتي عرضت لنشاطاتها الاجتماعيّة والمساعدات الّتي تقدّمها. وأثنى سيادته على عمل الجماعة مؤكّدًا أنّ "أساس المساعدة يكمن في المحبّة والاهتمام" ومستشهدًا بقول القدّيسة الأمّ تريزا: "ليس باستطاعة الجميع القيام بأعمال عظيمة، ولكن يمكن لكلّ منّا القيام بأعمال صغيرة بحبّ صادق وعظيم".

وبعدها، اجتمع صاحب السيادة بطلّاب المناولة الأولى ومرافقيهم ومسؤولي وأعضاء الفرسان والطّلائع، واستمع إليهم عن نشاطاتهم وتنشئتهم الرّوحيّة، قائلًا لهم: "أنتم نبض الكنيسة الّتي تستمرّ بمحبّتكم وبحضوركم".

كما التقى المطران عبد السّاتر لجنة الوقف حيث تمّ التّباحث في أمور الرّعيّة وتعاون أعضائها مع الكاهن، وزار عائلات في الرّعيّة وناول عددًا من المرضى والمسنّين.  

وإختتمت الزّيارة بالقدّاس الإلهيّ الّذي احتفل به المطران عبد السّاتر وعاونه فيه خادم الرّعيّة الخوري شربل عون والخوري نعمة الله مكرزل، بحضور رئيس البلديّة عصام زينون وأعضاء المجلس والمختار بشارة زينون وحشد من المؤمنين.

وأبرز ما جاء في عظة سيادته:

في إنجيل اليوم "ظهور يسوع للرّسل على البحيرة"، يقول لنا الإنجيليّ يوحنّا إنّ الرّسل لم يعرفوا يسوع في البداية حين ظهر عليهم واقفًا على الشّاطئ، وتعرّفوا إليه بعد العجيبة وتكثير السّمك. ونحن أيضًا، في علاقتنا مع الرّبّ، نكون مثل التّلاميذ أحيانًا كثيرة، فننتظر علامة أو عجيبة لنصدّق أنّه ابن الله المتجسّد والمخلَّص والقائم من بين الأموات.

فلنختلِ بأنفسنا ولنفحص ضميرنا لنرى على أيّ أساس بنينا علاقتنا مع الرّبّ، هل على استجابة الطّلبات والعجائب؟ أم هي مبنيّة على المحبّة المطلقة الخالية من أيّ قيد أو شرط؟  

أيّ عجيبة ننتظر بعد والرّبّ أعطانا القيامة والحياة الأبديَّة بانتصاره على الموت؟ فلنقرن إيماننا بهذه الحقيقة بعيشنا إيّاها كلّ يوم، وإذا أردنا أن نطلب شيئًا، فلنطلب من الله أن يعطينا نعمة أن نحبَّه والإنسان.  

نصلّي ونقدّم الذّبيحة الإلهيّة على نيّتكم وعائلاتكم، وبشكل خاصّ على نيّة كاهن الرّعيّة الخوري شربل عون الّذي يحتفل بذكرى رسامته الكهنوتيّة الثّالثة والعشرين. نرفع صلاتنا ليثبّتك الرّبّ في خدمتك الكهنوتيّة ويعطيك النّعم لتمجيد اسمه كلّ يوم بمحبّتك ورسالتك، وإن دلّت محبّة أبناء الرّعيّة لكَ على شيء، فعلى مدى إصغائك لكلمة الرّبّ وعملك بمشيئته. ونصلّي أيضًا على نيّة الشّدياق أنطوني نصير، إبن بلدتكم، لتكتمل مسيرته بالرّسامة الكهنوتيّة فيكون علامة على محبّة المسيح.  

كلّ من يدخل إلى هذه الكنيسة يشعر بالسّلام وبأنّه بين أهله وإخوته في جماعة مؤمنة تحبّ الرّبّ يسوع وتتضرّع إليه من كلّ قلبها وتشهد له ولمحبّته لكلّ إنسان.

أشكركم جميعًا، كهنة ومسؤولين مدنيّين وعائلات ولجان وجماعات وحركات رسوليّة، على حفاوة الاستقبال في هذين اليومين."

وكانت كلمة للخوري شربل عون قال فيها: "من سمرة الأرز الّتي في جبينك وقوّة الرّوح الّتي في كلمتك ومن عذوبة صوتك عرفناك فتبعناك.

صاحب السّيادة المطران بولس عبد السّاتر، رئيس أساقفة بيروت السّامي الاحترام، إنّنا إذ نرحّب بسيادتكم في رعيّة السّيّدة بياقوت، نشكر الله الّذي أتانا بكلّ بركة روحيّة بحلولكم بيننا ونشكر ابنه الوحيد ربّنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح الّذي اختاركم في الرّوح القدس راعيًا أمينًا وحكيمًا على أبرشيّة بيروت المارونيّة، كهنة وعلمانيّين، لتقودوا شعبه، بمشورة الرّوح القدس، إلى ميناء الأمان.

ظروف صعبة رافقت توليتكم راعيًا لأبرشيّة بيروت المارونيّة، العالم في الخارج أصبح قاسيًا ومتعبًا، من ثقله تنوء عزيمة الكادحين من أجل العيش الكريم وحتّى الأقوياء منهم.

الواقع الّذي نعيش صار أمكر وأدهى وأمرّ؛  

القرش الأبيض صار أكثر سوادًا واضمحل.  

جائحة كورونا زادت في طين الإنسان كلّ بلاياها.

انفجار ٤ آب وما خلّفه من ضحايا ودمار ضمن نطاق أبرشيّة بيروت المارونيّة وفي دار المطرانيّة، وهذا كلّه غيض من فيض.

لقد أدركتم يا صاحب السّيادة أنّ مواجهة كلّ هذه الأعاصير والنّكبات لا يمكن احتواؤها إلّا بروح الحكمة وحسن التّدبير.

فما بحثتم عن الحكمة لا في الأماكن الخاطئة ولا عند الرّؤساء والسّلاطين، ولأنّ حكمة هذا العالم عند الله جهالة، اتّخذتم من نير المسيح الهيّن والخفيف، الّذي تحملونه، الحكمة والصّبر ومن الصّليب علامة الخلاص القوّة، بتواضع قلب وعزيمة أكيدة، لتضمّدوا الجراح المفتوحة على مساحة الأبرشيّة والكنيسة، على مستوى البشر والحجر.

وها أنتم اليوم كما في كلّ يوم تتفقّدون رعايا الأبرشيّة، رعيّة رعيّة، والعين والفكر والقلب على الفقراء والأشدّ فقرًا، وعلى المحزونين والأكثر حزنًا، وعلى المرضى والبائسين والمحتاجين والأكثر قهرًا، تمحضونهم الرّجاء بالمسيح المنتصر على الألم والموت بالعمل والحبّ.

ومسرّة قلبي أن أنقل لسيادتكم محبّة أبناء الرّعيّة للكنيسة ولكاهنها، وأتحدّث عن الكرم الّذي رأيته ضاجًّا في القلوب حفيف نسمات وفي العيون بريق بسمات وفي الأفواه صدق نغمات وفي الأيادي مصافحة أوفياء. أمّا عن الغيرة على الكنيسة فهي كرامة المسيح الّتي لبسوها بالعماد.

صاحب السّيادة بإسم رعيّة السّيّدة بياقوت، أعبّر لسيادتكم عن الفرح الكبير بالعرس الّذي أقمتموه لنا جميعًا والذّي اتّخذ له موطنًا في كلّ قلب ودار. ونقدّم الشّكر لسيادتكم على هذه الزّيارة المباركة وعلى دعمكم وإصغائكم لكلّ من التقيتم كبارًا وصغارًا، من سلطات محلّيّة، وعائلات، وأخويّة، وحركات رسوليّة ولجنة الوقف.

وبإسم رعيّة السّيّدة بياقوت أقدّم مع الطّاعة لسيادتكم، بعذوبة ما هو هيّن وحمله خفيف، نير المسيح.

أهلًا وسهلًا بسيادتكم."  

وبعد القدّاس، التقى المطران عبد السّاتر أبناء الرّعيّة وبناتها في صالون الكنيسة.