لبنان
01 تشرين الثاني 2021, 11:20

عبد السّاتر في قدّاس الشّبيبة: أنتم قدّيسو هذا العالم... الرّبّ عليكم يعتمد

تيلي لوميار/ نورسات
في عيد يسوع الملك، احتفل راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد السّاتر بقدّاس شبيبة الأبرشيّة، في كاتدرائيّة مار جرجس المارونيّة في بيروت، عاونه فيه رئيس راعويّة الشّبيبة الخوري روجيه سركيس، ومعاون كاهن الكاتدرائيّة الخوري جاد شلوق، والخوري إميل داغر والخوري فرنسيس داوود، بحضور مندوبي الشّبيبة في الرّعايا وممثّلين عن مختلف الحركات الرّسوليّة في الأبرشيّة.

وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد السّاتر عظة توجّه فيها إلى الشّبيبة قائلاً:

"إخوتي وأخواتي،

بدايةً، أودّ أن أشكركم على رغبتكم في أن يكون المونسنيور توفيق بو هدير حاضرًا معنا في هذه الذّبيحة الإلهيّة، فهذا دليل على وفائكم لمَن كان وفيًّا لكم حتّى آخر لحظة من حياته.

كم أنا سعيد اليوم للقائكم يا شبيبة أبرشيّة بيروت المارونيّة، يا قلب الأبرشيّة المحبَّ والنّابض. لم أنسَ، ولن أنسى اندفاعكم في مدِّ يد العون، ومجّانيَّتكم في الحبّ والعطاء، وبسمتكم المميّزة في دار المطرانيّة، وفي شوارع بيروت، وفي بيوت المنكوبين بعد انفجار 4 آب 2020 القاتل.

لم آتكم اليوم لأقول لكم ما يجب عليكم ان تفعلوه في حياتكم أو كيف تبنون مستقبلكم. جئتكم لأشكر الرّبّ معكم على حضوره معنا وعلى خلاصه لنا. جئتكم لأفرح وإيّاكم ببعضنا البعض وبما أعطانا الرّبّ أن نحقّقه في حياتنا في بناء الملكوت.

لست هنا لأقول لكم كيف تعيشون حياتكم وماذا تفعلون أو لا تفعلون بها بل لأقول لكم كم أنتم محبوبون من الرّبّ يسوع ومن الكنيسة وكم أنتم مهمّون بالنّسبة إلى الكنيسة جمعاء وإلى الوطن لبنان. ما سأقوله لكم هو نصائح أخ أكبر محبّ لإخوة وأخوات عزيزين على قلبه.

لا تخافوا من شدّة أو اضطهاد لأنّ الله معكم. لم ينكسر شعبنا يومًا أمام شدّة ولا تخلَّى عن إيمانه وقيَمه بسبب اضطهاد. في الشّدّة كان يصلّي ويقدِّس ويقوم بالزّيّاحات ويتكِّل على الرّبّ. كان يعيش الضّيق بالتّضامن فيما بينه وهو مؤمن أنّ بعد الصّليب هناك القيامة حتمًا.  

وفي زمن الاضطهاد سكن شعبنا قمم الجبال الصّخريّة وفتّت الصّخر ليزرعه ويقتات منه بكرامة، وأقام في عمق الوديان حيث لا تصل دابة وكلّ ذلك لأجل المسيح ومع المسيح لأنّه كان يؤمن أنّ عند المسيح وحده الحياة الأبديّة. لا تنسوا أنتم أبناء وبنات هؤلاء وأنتم هذا الشّعب.

لا تضحّوا بالحاضر من أجل المستقبل. من بيننا من صمَّم على الرّحيل وهذا حقَّه. ومع أنّ رحيله هو حزن لنا وانتكاسة لوطننا ولكنّه حقّه. وله (ولها) أقول: لا تضَّحوا بالحاضر من أجل المستقبل بل اعملوا اليوم كلَّ ما تستطيعون من أجل بنيان ذواتكم والآخرين والوطن ولا تتوقّفوا عن ذلك حتّى بعد رحيلكم. حاضركم هو وزنة وضعها الرّبّ بين يديكم فلا تطمروها في التّراب بل كثِّروها ففي ذلك غنى لكم ولغيركم وتمجيد للرّبّ. والشّيء ذاته أقوله لمن اختاروا أن ينتظروا فرصة العمل الملائمة.

لا تتأثّروا دومًا بالآخرين بل أثّروا فيهم. كم هو مهمّ تأثير المجموعة على الفرد! وكم هو عظيم تأثير الحزب على العضو المنتمي إليه! وكم نتأثّر بالخطابات الشّعبويَّة والأناشيد الحماسيَّة! وكم من مرّة ومرّة غيَّرنا مواقفنا وآراءنا بسبب ما شاهدناه أو قرأناه على وسائل التّواصل الاجتماعيَّة؟ لكم اليوم أقول: في المسيحيَّة قيَم إنسانيَّة وأخلاقيّة عظيمة، عيشوها وانشروها بالمثل أوّلاً فيتبنَّاها من حولَكم ويتغيَّر المجتمع. إمتنعوا عن نقل أو تكرار كلِّ ما يزيد العصبيَّة الدّينيّة أو المناطقيَّة وانشروا ثقافة الانفتاح وقبول الآخر. فليكن الكتاب المقدّس مرجعكم وكلام الرّبّ فيه مرشدكم. حاربوا الشّرَّ بالخير والحقد بالمحبّة وروح الانتقام بالغفران.  

لا تستحوا بقيمكم المسيحيَّة ولا بإيمانكم ولا بأهدافكم. لا تصمتوا عن إدانة الرّوح الفرديَّة والاستهلاكيّة وابتعدوا عن حبّ التّملّك والتّسلط.

أخواتي وإخوتي، أنتم قدّيسو هذا العالم وأنتم شركاء المسيح في مشروعه الخلاصيّ. الرّبّ عليكم يعتمد".

وبعد القدّاس الإلهيّ، اجتمعت شبيبة الأبرشيّة حول راعيها المطران عبد السّاتر، وأطلقت شعارها لهذا العام الّذي حمل عنوان "ويبقى الرّجاء".