لبنان
20 كانون الأول 2023, 07:30

عبد السّاتر كرّس المذبح الجديد لكنيسة سيّدة النّجاة في النّاعمة

تيلي لوميار/ نورسات
كرّس راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد السّاتر المذبح الجديد لكنيسة سيّدة النّجاة في النّاعمة وأيقونتها الجديدة، بعد أعمال إعادة التّرميم، فاحتفل بالقدّاس الإلهيّ، عاونه فيه خادم الرّعيّة الخوري إميل داغر والمتقدّم بين الكهنة في قطاع السّاحل الجنوبيّ الخوري خليل شلفون، بمشاركة المطران بولس مطر والنّائب الأسقفيّ لشؤون القطاعات المونسنيور بيار أبي صالح ورئيس دير مار جرجس- النّاعمة الأب سمير غاوي، ولفيف من الكهنة والرّهبان، وبحضور عدد من الرّاهبات، وجمع من الفعاليّات وأبناء النّاعمة.

وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد السّاتر عظة جاء فيها:

"جميل أن يجتمع الإخوة تحت سقف واحد، هكذا يقول المزمور ١٣٣. فكم هو جميل أكثر أن نجتمع، إخوة وأخوات، تحت سقف كنيسة معمّرة أردتم بمحبّتكم أن تحافظوا عليها، فعمدتم إلى ترميمها وتجميلها بكلّ تفانٍ ومحبّة. فشكرًا لكم من القلب وآجركم الرّبّ على محبّتكم له ولكنيسته.

إنّنا الآن في مكان مقدّس، ليس فقط لأنّ الله حاضر فيه، ونحن جسد المسيح السّرّيّ حاضرون فيه أيضًا. إنّه مكان مقدّس لأنّ بين هذه الجدران عاش العديد من أجدادكم أفراحهم وأحزانهم وتوبتهم وقداستهم.

وكنت أتأمّل كم من أسلافكم قدموا إلى هذه الكنيسة من أجل أن يفرحوا مع الرّبّ في عماد أو زواج وغيرهما، وكم من بينهم سجدوا أمام هذا المذبح وتضرّعوا من أجل أحبّاء لهم واستجيبت تضرّعاتهم، وكم محزون أو محزونة أتوا يطلبون التّعزية من ربّ كلّ تعزية وذهبوا بسلام.

وأنا أصلّي لتبقى هذه الكنيسة ملجأكم في الضّيقات وبيتكم في الأفراح، تصلّون فيها على نيّة بعضكم بعضًا وتمجّدون الله المحبّة، وتصلّون فيها على نيّة لبنان والسّلام فيه وفي المنطقة وعلى نيّة بلدتكم النّاعمة التي تحبّون والّتي أسرعتم في العودة إليها.

حفظكم الرّبّ وحفظ سيادة المطران الّذي يقف دومًا إلى جانبكم أخًا أكبر، وحفظ المكرّسين والمكرّسات من بينكم، وحفظ لنا لبنان وبلدتنا النّاعمة أرض قداسة، آمين".  

وفي ختام القدّاس، كانت كلمة للخوري إميل داغر قال فيها: "أشكر الله أوّلًا على نعمه وبركاته في هذا اليوم؛ وأرحّب باسم بلدة النّاعمة بقدومكم، يا صاحب السّيادة، شاكرًا إيّاكم على نعمة الله الّتي تصحبنا وترافقنا على الدّوام مهما اشتدّت الصّعاب والمخاوف، فإنّ زيارتكم اليوم وتكريسكم لهذا المذبح هو تجلّي لمرافقة الله لشعبه، وعلامة لفرح اللّقاء بالرّبّ الآتي إلينا في زمن الميلاد هذا.

هي أيضًا مناسبة شكرٍ لكلّ من ساهم ببناء وترميم وتزيين ورسم هذه الكنيسة، وأؤكّد لكم، يا صاحب السّيادة، أنّ محبّة اولاد النّاعمة للعذراء، المتجذّر منذ أكثر من ٣٠٠ سنة، هو الدّافع الأوّل والأخير لما نفرح بإنجازه اليوم.

ولا بدّ لي من أن اذكر في هذه المناسبة أيضًا، صلاة وبركة سيادة المطران بولس مطر؛ وفضل الرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة، على هذه المنطقة وهذه البلدة، روحيًّا وزمانيًّا، علمًا وقداسةً، فاطلب منكم يا صاحبي السّيادة ومنكم يا إخوتي الآباء، الصّلاة من أجلي على الدّوام.

ولا بدّ من أن نذكر، أمام الرّبّ وأمامكم، من حمل راية المحبّة للعذراء مريم ومَقامها، اعني لجنة الوقف، الّتي اتّكلت على الله وعلى أمّه، فأتى ترميم هذا البيت بنعمته وجهودهم، ومساهمة كثيرين، أعجوبة لهذه البلدة.

وأخيرًا ألتمس منكم الصّلاة، من أجل أبناء وبنات بلدة النّاعمة، الثّابتين في الأرض، كأغراس الزّيتون، والسّنديان، فأصبحوا بشهادة حياتهم، علامةَ رجاءٍ وصمودٍ في الإيمان.

بارك الله، بشفاعة أمّنا سيّدة النّجاة، أبرشيّة بيروت المارونيّة، بارككم يا صاحب السّيادة، بارك الرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة، بارك أبناء وبنات النّاعمة. آمين".

وبعد القدّاس، التقى المطران عبد السّاتر المؤمين في باحة الكنيسة، وقدّمت الرّعيّة له أيقونة العذراء حاملة الطّفل الإلهيّ.

وانتقل بعدها المطران عبد السّاتر إلى دير مار جرجس للرّهبانيَّة اللّبنانيّة المارونيّة حيث رحّب به الأب سمير غاوي باسم رئيس عامّ الرّهبانيّة، مؤكّدًا له افتخاره بالعلاقة التّاريخيّة المتينة بين المطرانيّة والرّهبانيّة والرّغبة في المحافظة عليها، بحسب ما أفاد إعلام المطرانيّة.