لبنان
28 كانون الأول 2020, 13:30

عبد السّاتر: لن نترك بيوتنا تمسّكًا بإبقاء لبنان بلد الإنسان والتّلاقي والعيش المشترك

تيلي لوميار/ نورسات
عبّر رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد السّاتر عن فرحه بالاحتفال بالذّبيحة الإلهيّة في كنيسة مار أنطونيوس- الرّميل، بعد انفجار الرّابع من آب/ أغسطس، وذلك في ليلة الميلاد، عاونه فيه الخوري داني جلخ والخوري ريمون قسّيس، بحضور عدد من الرّاهبات والمؤمنين.

بعد الإنجيل المقدّس، ألقى عبد السّاتر عظة قال فيها: "إختار الله الآب لابنه الوحيد، موضوع حبّه وسروره، أن يولد في زريبة وينام في مذود، في غربة عن بيته وعن السّرير الّذي أعدّه له يوسف ليدرك الكلّ أنّ لا أحد غريبًا عن الله الابن الّذي تنازل عن ألوهيّته وعن ملكوته وعن ملائكته حتّى الانمحاء على صليب ليرفع المتواضعين ويخلّص الغرباء ويقبل في ملكوته من اكتفى بحجر ليسند إليه رأسه ومن اختار أن لا يتعلّق بمال أو بمقتنى ليكون قلبه متعلّقَا بالله وحده.

إختار الله الآب لابنه الوحيد، موضوع حبّه وسروره، أن يولد في زريبة وينام في مذود يحيط به رعاة نكرة لم يذكر الإنجيل حتّى أسماءهم. إختار الله الآب لله الابن أن يقترب منه من رذلهم كهنة الهيكل وعلماء الشّريعة ليعلّم الكلّ أنّ الحبّ الإلهيّ يشمل أيضًا من ليسوا من روّاد الهيكل الدّائمين ومن مقدّمي الذّبائح المتحمّسين ومن متمّمي الشّريعة الغيارى، وأنّ هؤلاء هم أيضًا شعب الله.

إختار الله الآب لابنه الوحيد، موضوع حبّه وسروره، أن يولد في زريبة وينام في مذود يحيط به رعاة نكرة وفقراء ليفهم الكلّ أنّ الغنى ليس بركة من الله والفقر ليس لعنة منه وأنّ الحياة الهانئة ليست في كثرة المقتنيات وعظم السّلطان بل في عظم محبّة الآخر وخصوصًا المهمّشين والمرذولين وفي عيش الفقر الاختياريّ. الله الآب اختار لابنه الوحيد، موضوع حبّه وسروره، أن يولد في زريبة وينام في مذود في غربة عن بيته ليقول لمن خسر بيته ويعيش اليوم في غربة عن حيّه وأصدقائه إنّه ليس وحيدًا بل هو معه والجماعة المؤمنة أيضًا وإنّ بيته الحقيقيّ هو في قلب الله.

لمن سعى ولا يزال يسعى إلى إبعادنا عن بيوتنا وعن منطقتنا أقول: لن نترك بيوتنا مهدّمة الجدران وحيّنا المنكوب بفعل الشّرّ والأنانيّة وحبّ التّسلط لا تعلّقًا بالحجر ولا بالتّراب بل تمسّكًا بالشّهادة ليسوع المحبّة وتعلّقًا بالرّسالة الّتي أوكلت إلينا بإبقاء لبنان بلد الإنسان والتّلاقي بين الحضارات والعيش المشترك بين الفقير والغنيّ، بين الكبير والصّغير، بين المسيحيّ والمسلم في عالم يكاد ينتهي".