عبد السّاتر من دقّون: نصلّي ليعطينا الرّبّ جرأة القدّيسة تقلا لنصمد أمام الصّعوبات والظّلم والآلام
وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد السّاتر عظة جاء فيها: "إخترتم القدّيسة تقلا شفيعة لرعيّتكم وبلدتكم لأنّكم تؤمنون، على مثالها، أنّ يسوع المسيح هو الأساس وهو المخلّص الوحيد، ولأنّكم مستعدّون أن تعطوا ذاتكم حتّى النّهاية من أجل إيمانكم هذا، فتكونوا شهودًا للرّبّ ولمحبّته.
مطلوب منكم أن يكون وجودكم، بنعمة الرّوح القدس وبشفاعة القدّيسة تقلا، علامة لمحبّة الله لكلّ إنسان من دون تمييز أو استثناء. وهذه المحبّة تنعكس عبر احترامنا لكلّ إنسان، وعبر خدمتنا له وغفراننا لمن يسيء إلينا، لأنّ همّنا الأوّل خلاص النّفوس وليس هلاكها.
بسبب الأوضاع المعيشيّة والاقتصاديّة الصّعبة، والهموم المتراكمة، نضيّع أحيانًا كثيرة الوقت الثّمين الّذي يجب أن نقضيه مع الرّبّ. علينا جميعًا أن نجعل من يسوع المسيح محور حياتنا، هو الّذي أحبّنا حتّى الصّليب، وأن نصلّي ونصلّي كثيرًا، بمفردنا وضمن الجماعة المسيحيّة، فتمتلئ قلوبنا من محبّة الله وننشرها في عالمنا ومحيطنا. وعندها، نحن المسيحيّين الّذين نعيش مع الرّبّ يسوع وبتضامن ومحبّة مع بعضنا البعض، نستطيع مواجهة كلّ الصّعاب، اقتصاديّة كانت أم معيشيّة أم سياسيّة أم اجتماعيّة؛ وعندها لا يعود للخوف والقلق مكان في حياتنا، لأنّنا على يقين أنّ كلّ ما نعيشه إنّما نعيشه مع يسوع المسيح المخلّص الوحيد.
نصلّي ليعطينا الرّبّ جرأة القدّيسة تقلا لنصمد أمام الصّعوبات والظّلم والآلام والموت، متمسّكين بيسوع المسيح وبالقيامة بعد كلّ صليب وموت".
وكانت كلمة للأب بيو سليمان، شكر فيها المطران عبد السّاتر على حضوره قائلًا: "تتميّزون يا صاحب السّيادة بالتّواضع والعطاء والمجّانيّة. دعاؤنا لكم أن يجعلكم الرّبّ نجمة مضيئة في كنيستنا، وأن تعطيكم السّماء كلّ النّعم الّتي تستحقّونها، بشفاعة القدّيسة تقلا. نحبّكم يا صاحب السّيادة لأنّكم الوكيل الخادم الأمين الّذي ائتمنه الرّبّ يسوع على خدمة أهمّ وأصعب أبرشيّة هي أبرشيّة بيروت المارونيّة. إسمحوا لي باسم أبناء الرّعيّة أن أقدّم لكم نسخة عن مخطوط يعود إلى العام 1810."
وبعد زيّاح أيقونة القدّيسة تقلا، التقى المطران عبد السّاتر أهالي البلدة.