لبنان
29 أيار 2023, 07:50

عبد السّاتر: نحن اليوم مدعوّون على مثال مريم العذراء إلى الإصغاء إلى من يأتون إلينا طالبين المعونة

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل المجلس العامّ المارونيّ بختام الشّهر المريّمي في قدّاس إلهيّ ترأّسه راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد السّاتر، في كنيسة السّيّدة أمّ النّور- المدوّر، عاونه فيه خادم الرّعيّة الخوري إيليّا مونس ومسؤول دائرة التّواصل في الأبرشيّة الخوري مروان عاقوري، بحضور فعاليّات وحشد من المؤمنين.

وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد السّاتر عظة جاء فيها:

"أمّنا مريم العذراء كانت متميّزة بإصغائها لكلام الله ولكلام ابنها الوحيد، ربّنا وإلهنا، وبإصغائها في كلّ وقت وحتّى اليوم للأشخاص الّذين يلتجئون إليها لطلب شفاعتها. ونحن اليوم مدعوّون على مثالها، إلى الإصغاء إلى من يأتون إلينا طالبين المعونة. لأنّ الإصغاء مهمّ كتقديم مساعدة، فلنجلس مع الآخر ونصغي إليه ونحاول التّخفيف من وجعه بالمحبّة الّتي نظهرها له.

أشكر المجلس العامّ المارونيّ على الخدمات الّتي يقدّمها إن بتوزيع الحصص الغذائيّة في المناسبات والّتي تتطلّب منكم تضحيات شخصيّة أحيانًا كثيرة من أجل تأمينها، وإن بالعناية الطّبّيّة في المستوصف في هذا المبنى وفي رعيّة مار يوحنّا في الأشرفيّة.  

نطالب المسؤولين في الدّولة أن يقوموا بواجبهم ويهتمّوا بالمرضى والعاجزين وأن يوجدوا الأموال الضّروريّة لهذه الخدمات الأساسيّة، تمامًا كما يؤمّنون الأموال لأهداف أخرى تهمّهم وتعنيهم. فليس مطلوبًا أن تحلّ الجمعيّات مكان الدّولة في كلّ خدماتها الواجبة عليها تجاه المواطن."

وكانت كلمة لرئيس المجلس العامّ المارونيّ المهندس ميشال متّى، جاء فيها: "بعد التّرحيب الحارّ بسيادة راعي أبرشيّة بيروت المطران بولس عبد السّاتر الّذي سيُحيي الذّبيحة الإلهيّة، في هذه المناسبة العابقة بالصّلوات،

أرحّبُ بكم جميعًا لتلبيتكم دعوتَنا لنتشارَكَ معًا بالصّلاةِ عندَ أقدامِ العذراء القدّيسة الّتي نُعتدُّ بها كشفيعة لبنان، من أجلِ وطننا وعائلاتِنا، ولنشكُرَ ربَّنا وإلهَنا على جميعِ نِعمِه وبَركاتِه.  

أيُّها الأحبة،

هذا اللّقاء الرّوحيّ الجامع، أصبح تقليدًا سنويًّا ثابتًا، مُدَوّنًا في روزنامة المجلس العامّ المارونيّ، إذ إنّه يَعكِسُ روحيّة المجلس عَبر التّاريخ، ويهدِفُ إلى جَمعِ الأحبّاء، بحضور وبركة صاحب السّيادة، تحتَ قِبّةَ هذا الصّرح، إحتفالًا بالشّهرِ المريميّ.

لقاؤُنا اليومَ يَكتَسِبُ مَعنًى خاصًّا، إذ إنّه يأتي من ضمنِ نشاطات السّنةِ الأخيرةِ من ولايتِنا. وهنا، لا بُدَّ لي أن أنقُلَ لكم إيماني الكبير بالحضورِ العجائبيّ لهذا المكان، وبهالةِ النّورِ الّتي ظلّلت أعمالَنا طيلةَ هذه الفترة، بعنايةِ أمّ النّور مريمَ العذراء، وبركة شفيعِنا القدّيس مارون.

مِن لا شيء قُمنا بالكثير.

فبقُدرةٍ إلهيّةٍ، كانت تتبدَّدُ كلّ العراقيل الّتي واجهناها، وأصعبَها كانَ نُهوضَنا من تحتِ الأنقاض بعدَ انفجارِ المرفأ المُدمّر، مرورًا بأعمالِ التّرميم، والمشاريع الإنسانيّة والصّحّيّة الّتي قامَ بها المجلس العامّ المارونيّ دون انقطاع، بالرّغمِ من الضّائقةِ المادّيّةِ الّتي نعاني منها جرّاءَ الأزمةِ الاقتصاديّةِ الحادّة،

إذ كانت السّيّدة أمّ النّور حصنَنا المنيعِ في وجهِ العقبات، واضعةً في طريقِنا الخيّرين من كافّة أقاصي الأرض، إلى جانب دعم سيادة المطران بولس عبد السّاتر المُطَّلِع على كافّة نشاطاتنا.

فكانَ المجلس العامّ المارونيّ حاضرًا أكثرَ من أيّ وقتٍ مضى بجانبِ أهلِه ومحيطِه، يمدَّهم بالغِذاءِ والدّواءِ والطّبابة.  

أيّها السّادة،

في واقعِنا الصّاخب بالأزمات، حيثُ باتَ الفَقرُ مصيرَ الشّريحةِ الكبرى من اللّبنانيّين، وأصبحَ اليأسُ والبؤسُ مُخَيّمًا على مجتمعِنا، اخترنا أن نكونَ الأملَ،  

وأن ننشُرَ ثقافة العطاء والتّعاون الاجتماعيّ، ومَدّ يد العون والمساعدة، وأن نكونَ امتدادًا لرؤساء المجلس العامّ المارونيّ السّابقين، قدوَتَنا في العمل الإنسانيّ والاجتماعيّ. وإسمَحوا لي هنا أن أذكر منهم عميدَ المجلس السّابق المهندس ريمون روفايل، رحمه الله، الّذي يُصادف الذّكرى الخامسة عشر لوفاته.  

إنّ المرحلة لصعبة ودقيقة، ونحنُ، إذ نَتَطلَّعُ معكم، أن يحمِلَ المستقبل انفراجًا علَينا جميعًا وعلى وطنِنا العزيز لبنان، لاسيّما في الملفّ الرّئاسيّ الّذي يفتقدُ إلى الجدّيّةِ في التّعاطي، إذ تترافقُ خطورة الشّغور الرّئاسيّ والاستحقاقات الأساسيّة الأُخرى وتداعياتِها على القطاعاتِ الحيويّةِ كافّة.  

نحنُ هنا اليومَ، مُجتَمعين في كنَفِ كنيستِنا السّيّدة "أمّ النّور"، ملجأَنا الأخير، لنرفَعَ دعاءنا إلى الرّبّ القدير أن يُزيحَ الغَمامةَ عن أَعيُنِ حكّام الوطنِ، المدعوّينَ إلى التّلاقي والتّعاون لحلّ المُعضِلات، في سبيل أن تكونَ للُبنانِنا قيامةً قريبةً ليبقى "وطَنَ الرّسالة".

أشكركُم مجدّدًا بإسمي وبإسم أعضاء المجلس العامّ المارونيّ، لتلبيَتِكم هذا اللّقاء الاحتفاليّ.  

والشّكر الكبير لسيادة راعي أبرشيّة بيروت المطران بولس عبد السّاتر على رعايته ومشاركته في هذه المناسبة الغالية".