ثقافة ومجتمع
21 آذار 2016, 13:43

عندما تزهر الطّبيعة.. في عيد الأمّ

ليس بالصّدفة وحدها اجتمع فصل الرّبيع بعيد الأمّ، فللمناسبتين قصص وحكايات متشابهة وكلام يفوق الكلام..

 

بالإعتدال والجمال والهدوء والسّلام يمتاز ربيع الطّبيعة؛ يشابه بذلك الأمّ التي تضفي بجمالها وحنانها ورقّة قلبها جوًّا معتدلًا يتوسّط جزم الأب وفوضى الأطفال.

كالبراعم الزّهريّة على أغصان الأشجار وكالأزهار الملوّنة ذات الأريج المسكر، يتفتّح قلب الأمّ ويسع حضنها وتُفتَح ذراعاها لاستقبال أطفالها في مختلف أحوالهم، فتنعش المنزل بعبير العاطفة والمحبّة والمساعدة اللّامتناهية.

يلتقي إذًا ربيع الطّبيعة بـ"ربيع العائلة" أو الأمّ عند فرح العطاء الأزليّ الأبديّ غير المحدود. إذ يأتي فصل الرّبيع إلى العالم بخيرات كثيرة، فتُبرعم فيه الأشجار وتُزهِر فيه النّباتات، مغدقًا الطّبيعة بثماره وخضاره وفاكته الطّيّبة، بعد أن يوكل شمسه الدّافئة ونسيمه المعتدل وأمطاره الخجولة بهذه البراعم لتنضج وتصبح ثمارًا يانعة لذيذة.

كالرّبيع هي الأمّ.. تعطي الكثير وبدون مقابل، تعتني بأطفالها ليكبروا بالصّحة والحنان، وتسهر اللّيالي لتؤمّن سلامة صحّتهم. أطفالها براعمها، تسخّر كلّ طاقاتها لتؤمّن لهم العاطفة والنّصح والطّعام والعلم والقيم، فينضجوا بمطر غزير من حنانها، وأشعّة حارقة من اهتمامها.

 

في الواحد والعشرين من آذار، وبحلول فصل البهجة، ترسم الطّبيعة بحبر أخضر صاخب لوحات بديعة ترقص وسط ابتهاج مهرجان من الألوان. في التّاريخ نفسه، وفي عيد الأمّ، يرقص العالم ويبتهل تقديرًا وإجلالًا لعطاءات الأمّهات ودورهنّ البارز في استمراريّة العائلة. لهذا التّاريخ إذًا طعم مميّز وشذًى غريب، إذ يجمع عيدَين، يجمع أجمل ما في العالم، يجمع ربيعَين، "ربيع العائلة" و"ربيع الطّبيعة"..