ثقافة ومجتمع
19 تموز 2016, 07:09

عندما يصبحون مراهقين..

ماريلين صليبي
دمعة الفرح تدحرجت على خدّها الحارّ، البسمة زيّنت ثغرها الممجِّد نِعَم الله، هي اللّحظة المنتَظَرة حلّت بعد تسعة أشهر، هو الطّفل وُلد فجوّب القمر جليًّا لتفتُّح ثمرة جديدة من ثمار أرضٍ سَهِر على حراستها.

 

كبر بالحكمة والقامة من كان يبكي طوال اللّيل ليتربّع بين ذراعي أمّه ويستسلم للنّوم، نما من كان مدلَّلًا من العائلة فلا تُرفَض طلباته ولا يحزن قلبه، فما عاد هذا الطّفل طفلًا بل أصبح شابًّا صغيرًا بربيع العمر، ومن كان برعمًا في طبيعة الحياة بات اليوم زهرة متفتّحة، مراهقًا تخطّى عقدًا من العمر ليسير بخطًى شبه مستقرّة صوب العقود الآتية.

شبه مستقرّة؟ نعم! إذ قد تكون تربية الآباء لأبنائهم صعبة تتطلّب صبرًا وتفهّمًا وحوارًا بين الطّرفين، إلّا أنّ فترة المراهقة تُعدّ جسرًا أساسيًّا ليعبر المرء من الطّفولة البريئة إلى الرّشد المسؤول، لتكون بهذا الأصعب شبيهة نفق مُظلم طويل يودي بالمرء إمّا إلى مفرق الإستمراريّة المشرق أو إلى درب الهلاكك القاضي.

هذه المرحلة العمريّة دوّامة يتوه فيها المراهقون بين أجساد تميل صوب النّضوج وأفكار تبقى أسيرة الطّيش ليسقطوا في هاوية المعضلات والآفات الخبيثة كالتّدخين والشّرب والمخدّرات وفقدان القيم الأخلاقيّة، خصوصًا أنّهم يلجؤون في كثير من الأحيان إلى تقليد آبائهم أو أقاربهم معتقدين أنّ ذلك دليل قوّة وجاذبيّة.

في هذه الفترة العسيرة أيضًا، تتزعزع علاقة المراهقين بآبائهم وتنهار جسور التّواصل والتّفاهم بينهم، إذ يعصي الأولاد كلام أهلهم وإرشاداتهم، يتّهمونهم بعدم التّفهّم لتهبّ طوال هذه الفترة عاصفة من المشاكل والتّخاصم.

"يا مَحلاهُن هنّي وزغار".. عبارة يردّدها الأهل لإدراكهم أنّه كلّما كبر الطّفل كلّما ازدادت الصّعوبة في تربيته والتّعامل معه لتبقى المراهقة مرحلة لا بدّ من تخطّيها ليصل المرء إلى عمر الرّشد والشّيخوخة ويطوي صفحات كتاب حياته ويسلم الرّوح...