ثقافة ومجتمع
06 تموز 2018, 13:00

عن إمام يأوي ٢٦٢ مسيحيًّا..

ماريلين صليبي
العنف في نيجيريا لا يزال يفجّر بشاعته وقساوته ووحشيّته.. ها هم ٢٠٠ مسيحيّ يقعون ضحيّة هجوم إرهابيّ لحقه هجوم آخر بعد أسبوع.

 

غير أنّ العناية الإلهيّة لم تترك الحزين ولا الموجوع، إذ وضعت في درب الأبرياء الضّحايا في نيجيريا إمامًا مسلمًا همّ إلى مساعدتهم بمحبّة فائقة.

أمام الإنسانيّة والإيمان والمحبّة لا شيء مستغرب، فالإمام الذي خلّص ٢٦٢ رجلًا، امرأة وطفلًا مسيحيًّا لا يمتّ للإرهابيّين المسلمين الذين أطلقوا النّار في المدينة بأيّ صلة.

إذ، ومتى هرب المسيحيّون من عاصفة العنف صوب القرية المسلمة المجاورة حيث يسكن الإمام، هرع الأخير ليساعدهم بإنسانيّة عالية.

أوّلًا خبّأ النّساء في منزله وبعدها أرسل الرّجال إلى المسجد، وهناك رفض الرّضوخ إلى المسلّحين ممتنعًا عن إخراج الرّجال. 

رغم كلّ التّهديدات، ظلّ الإمام مثابرًا، أحاط به مسلمون آخرون وبدأوا يطلبون الرّحمة من المسلّحين بدموع صادقة نابعة من قلوب موجوعة.

عندها، تفاجأ المسلّحون من ردّة فعل الإمام ومن حوله، فحرقوا كنيستين فارغتين وغادروا المكان من دون أخذ رهائن أو إيقاع ضحايا.

عن إنسانيّته هذه، ردّ الإمام إنّه يتذكّر المسيحيّين الذين قبل ٤٠ عامًا سمحوا بحرّيّة ومحبّة للمسلمين بإقامة مسجد على أرض تابعة لهم.

لهذا، هو اليوم يساعدهم، يأويهم ٥ أيّام في المسجد، يحميهم ويطعمهم ويهتمّ بهم.

المسيحيّون، من جهتهم، الذين يقابلون إنسانيّة المسلمين بالامتنان، يؤكّدون أنّ إخوتهم المسلمين لم يخرجوهم يومًا من المسجد من أجل الصّلاة، بل كانوا يأتون إليهم بالغداء والعشاء بفرح واهتمام.

كم هي الإنسانيّة عظيمة وكم هي المحبّة خارقة! هما تكسران هاجس الدّين والانتماء لتتكلّل المساعدة والعطاء ملكة على العلاقات بين الإخوة، فنعم مسلمين يعكسون تعاليم المسيح هكذا!