عن الإبادة الأرمنيّة... وسريلانكا!
وهنا، تأتي إلى الفكر مجموعة الاضطهادات والاعتداءات والهجومات التي يرفع رايتها الإرهاب بلا شفقة ولا رحمة، وآخرها سريلانكا الذي استفاق في أحد الفصح على دويّ ثمانية إنفجارات ذهب ضحيّتها مئات المسيحيّين الأبرياء وتبنّاها تنظيم داعش الإرهابيّ.
هذا الحادث المأساويّ الذي حرّك وهزّ سبات العالم العميق يصادف تقريبًا وذكرى الإبادة الأرمنيّة ليذكّرنا بأنّ العالم بات بركانًا متأجّجًا بالحقد والرّغبة بالقتل والبغض والعنف الدّامي.
104 أعوام مضت ولا يزال السّلاح سبيلًا للتّعاطي ومصدرًا للقتل وإحداث المجازر بحقّ الإنسانيّة. أطفال ونساء ورجال وقعوا سابقًا ضحيّة فساد عالم ولا يزالون حتّى اليوم رهائن الشّرّ والغدر.
المعبد الذي نزف من القتل أثناء الإبادة الأرمنيّة، والكنائس التي تلطّخت بالدّماء بعد الانفجارات، تبكي اليوم حال هذا الواقع المُرّ. واقعٌ ضحاياه أبرياء ذنبهم الوحيد أنّهم روّاد المحبّة والإنسانيّة والإيمان والعطاء.
في ذكرى الإبادة الأرمنيّة الأليمة وحادثة سريلانكا المدوّية، تحيّة إلى شعوب الأرض المضطهدة، تحيّة إلى الإنسانيّة التي تصارع للبقاء في هذا العالم، وصلاةٌ إلى الرّبّ من أجل حماية البراءة من سيف الشّرّ ومن أجل تكريس المحبّة على حساب البغض، وتضرّعٌ إلى مريم العذراء لتُلقي نظرها الحنون فوق لبنان والعالم أجمع.