ثقافة ومجتمع
11 أيار 2016, 11:45

عن المسنّين في لبنان

ماريلين صليبي
يعيش الإنسان طيلة حياته مُرفَقًا بهاجس الشّيخوخة على الدّوام، فيعمل ويجمع الأموال ويهتمّ بصحّته علّه يهرب من هذه الفترة العمريّة الصّعبة أو يقلّل من وطأتها عليه. وقد يكون هذا العمل الدّؤوب أسهل وأبسط في بلد يوفّر لأبنائه الأمان والطّمأنينة حيال هذه الفترة.

 

أمّا في لبنان، فالخوف الدّائم من التّقدّم في السّنّ يدفع المواطنين إلى اتّخاذ تدابير وقائيّة تسهّل واجب الطّبابة والاستشفاء.

وبالرّغم من وجود هيئة وطنيّة دائمة لرعاية شؤون المسنّين تابعة لوزارة الشّؤون الإجتماعيّة، تبقى حقوق المسنّين مسلوبة وغير محترَمة. فهل تقوم الهيئة بدورها الرّعائيّ؟

حدّدت الأمم المتّحدة وخطّة العمل الدّوليّة للشّيخوخة مبادئ أساسيّة على المسنّين التّغنّي والتّمتّع بها، ومنها الإستقلاليّة والمشاركة والرّعاية وتحقيق الذّات والكرامة.

في بلد هو نفسه غير مستقلّ عن الخارج ومتأثّر بجدارة بالأحداث الإقليميّة والقرارات الدّوليّة، لا يُستَغرَب عدم إعطاء المسنّين إستقلاليّة أي تأمين فرص للعمل مناسبة لحالاتهم الصّحّية أو تأمين بيئات آمنة لهم قابلة للتّكيّف مع احتياجاتهم وقدراتهم المتغيّرة.

في بلد بعيد كلّ البعد عن تحقيق ذاته، عن الصّمود بكرامة وعن المشاركة بين سلطاته ومؤسّساته في ظلّ غياب رئيس الجمهوريّة وتمديد المجالس الدّستوريّة، لا بدّ من أن ينعكس ذلك على وضع المسنّين فيه وأحوالهم.

كيف إذًا يؤمّن لبنان ضمانًا نزيهًا للشّيخوخة لإعالة المرضى العجزة، وهو نفسه عجوز عليل على فراش الموت؟...