عيد البشارة فرح روحيّ ووحدة لبنانيّة
"عيد البشارة، 25 آذار، عيد وطنيّ في لبنان، يعيّده المسيحيّون والمسلمون معًا. حول نصّ البشارة في إنجيل لوقا الفصل 1/ 28- 35 ونصّ البشارة في القرآن الكريم سورة آل عمران 69/ 41- 46، توحّد اللّبنانيّون، مسيحيّين ومسلمين، وجعلوا من هذا النّهار نهارًا روحيًّا ونهارًا وطنيًّا فريدًا لا مثيل له في جميع أقطار العالم.
في مدرسة الجمهور، ناجي الخوري يتمنّى ويحلم، والشّيخ محمّد النّقري يخطب في كنيسة الجمهور عن البشارة، واللّجنة الرّوحيّة في الجمهور تسارع لالتقاط الفكرة وحملها وجعل يوم البشارة يومًا روحيًّا ووطنيًّا جامعًا.
وتحمّس للفكرة الوزير ميشال إدّه مع الوزير إبراهيم شمس الدّين والدّكتور محمّد السّمّاك والأستاذ حارس شهاب. نقلت الفكرة إلى فؤاد السّنيورة رئيس مجلس الوزراء، وأقرّ يوم البشارة يوم عيد وطنيّ غير معطّل.
ثمّ طلب الوزير ميشال إدّه من رئيس الوزراء سعد الحريري أن يكون عيدًا معطّلاً، فأقرّ مجلس الوزراء بالإجماع في 18 شباط 2010 هذا العيد أن يكون عيدًا وطنيًّا لبنانيًّا مسيحيًّا ومسلمًا معطّلاً.
وهكذا من الجمهور ومن اللّهفة في قلب أستاذ علمانيّ إلى صوت شيخ يخطب عن وحدة البشارة إلى دور لبنان المميّز، كان هذا العيد المميّز الّذي أخذ يعمّ العالم.
لا نسأل من يحمي لبنان في هذه الأيّام السّوداء، في هذه الأيّام الصّعبة الّتي نعيشها والخوف يملأ قلوبنا والفزع يرعد فرائسنا والقلق يعصف بنا والرّعدة والهلع والرّعب تنهش وجودنا كأنّنا متروكين لقدرنا ولا أحد يرعانا أو يحمينا أو يهتمّ بنا. وننسى أنّ العذراء مريم هي السّيّدة حارسة لنا ولوطننا لبنان.
لكنّنا ننسى أنّ وطننا لبنان مكرّس لسيّدة لبنان وهي حارسة أرضه وسهوله وجباله وأناسه المنشدين لها صلاتك معنا يا أطهر العباد كوني عوننا الآن وفي ساعة موتنا. فإنّك أنت ملجانا، وعليك رجانا، ولا تهملينا يا حنونة يا سيّدة المعونة الدّائمة.
وشاح حمايتها يمتدّ على كلّ الأرض اللّبنانيّة من الشّمال إلى الجنوب، ومن الشّرق إلى الغرب، من البحر حتّى السّهل، حتّى أعالي الجبال وإلى أعمق الوديان، على كلّ بيت وكلّ شخص، لأنّنا إلى ظلّ حمايتها نلتجئ، وهي والدة الله القدّيسة ولا تغفل عن طلباتنا إليها.
حتّى أنّ عيدها، عيد البشارة الواقع في 25 آذار أصبح في لبنان عيدًا وطنيًّا يعيّد فيه المسيحيّون والمسلمون سويّة، لأنّ لبنان هو أرض الحوار والعيش معًا. وأصبح نصّ البشارة كما ورد في إنجيل لوقا الفصل 1/ 28- 35 وقصّة البشارة كما وردت في القرآن الكريم سورة آل عمران 69/ 41- 46، إنّه عيد فريد قام به كبار من لبنان، رجال حوار ولقاء، وجعلوا منه عيدًا يلتقي ورسالة لبنان الحواريّة والعيش معًا وتبادل الثّقافات والحضارات والاختيارات الوجوديّة والرّوحيّة والإنسانيّة الكبيرة المميّزة في تاريخ البشريّة. لأنّ السّيّدة مريم العذراء موجودة في قلب لبنان وفي قلب أهله. فلا يخلو بيت من مذبح أو صورة لها، ولا يخلو عنق من أيقونتها، واسمها تحمله كثير من النّساء. ولا تخلو ضيعة من كنيسة تحمل اسمها كسيّدة الشّبانيّة المنمّقة الوجه مثلًا، إنّها السّيّدة الحامية.
وهي اليوم في لبنان، لها مزاراتها على كلّ منعطف أو تلّة أو درب من دروب لبنان. فإن اتّجهت جنوبًا أو شمالاً، شرقًا أو غربًا تجد لها مقاماتها ومزاراتها ومعابدها وتماثيلها. فمن سيّدة الجنوب إلى سيّدة البشارة إلى سيّدة مغدوشة إلى سيّدة خلدة إلى سيّدة النّوريّة إلى سيّدة حريصا إلى سيّدة البقاع إلى سيّدة الحصن إلى سيّدة قنّوبين إلى سيّدة الغسّالة إلى سيّدة النّهر الكبير في كنيسة سيّدة القلعة.
عيد مبارك على كلّ من يحمل إسم البشارة، وعلى الكنائس والمزارات الّتي تحمل هذا الإسم.
ونحن نصلّي لها لتحمي وتخلّص لبنان، وأن ينتخب له الرّئيس الّذي يحمل له بشارة السّلام والمصالحة والنّموّ والخير والأيّام المباركة."