دينيّة
16 أيار 2016, 14:42

عيد العنصرة.. قوّة ورجاء

ماريلين صليبي
"ولمّا حضر يوم الخمسين، كان الجميع بنفس واحدة وصار بغتة من السّماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملأت كل البيت حيث كانوا جالسين وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنّها من نار، واستقرّت على كلّ واحد منهم وامتلأ الجميع من الرّوح القدس وابتدأوا يتكلّمون بألسنة أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا، فلمّا صار هذا الصّوت اجتمع الجمهور وتحيّروا لأنّ كلّ واحد كان يسمعهم يتكلّمون بلغته". (أع 2: 1-6)


هو عيد العنصرة، عيد حلول الرّوح القدس على الرّسل ليبشّروا بكلّ اللّغات بإسم يسوع المسيح.
هو عيد الأمل والرّجاء، عيد يدفع بالمؤمنين، في كلّ حين، إلى الاطمئنان لمرافقة العناية الإلهيّة دائمًا أقوالهم وأفعالهم وأحداث حياتهم.
هو عيد الأمان والسّلام، عيد العين السّاهرة والحارسة، عيد مصباح النّور الذي يضيء دروب الظّلم والحيرة.
هو عيد الإكراز بكلمة الحقّ، عيد التّبشير بأعلى صوت بحدث يسوع المسيح؛ عيد المجاهرة بولادة إبن الإنسان، بآياته، بسرّ الفداء: الألم والموت والقيامة المقدّسة.
عو عيد الشّجاعة والقوّة، عيد يبعث في نفس المؤمنين المعرفة والقدرة على مشاركة الإيمان المسيحيّ مع الغير بدون خجل وبدون خوف. ألَمْ يقل يسوع: "لا تخافوا"؟ فبسلاح الإيمان يقوى المرء وبرسالة النّور يثبت، فكلّما تفوّه بكلام معسول يعكس الخير والبِرّ والمحبّة، يُحاط بشعلة القداسة، شعلة لا تُحرق بل تحمي، شعلة لا تُدمّر بل تبني، تبني إيمانًا صلبًا ومسيحيًّا محصّنًا.
عظيمة هي أسرارك يا الله! أسرار وأحداث ونعم تؤكّد في كلّ مرّة محبّتك للإنسان، لكلّ إنسان، على الرّغم من خطاياه الطّائشة، فالدّعوة لكلّ مؤمن اليوم، لأن يكون لسانه سلاحًا غير قاتل؛ سلاح يحيي ويفيض روحًا جديدة؛ روح يزيّنها كلام الله، روح تُرفَع بالخير والفرح، علّنا نُكمل مهمّة التّبشير لنوصل كلمة الحقّ إلى أبعد حدود...