أوروبا
12 أيار 2017, 13:15

فاتيما، قصّة طويلة مع أربع بابوات

رحلة الحجّ الّتي يقوم بها البابا فرنسيس اليوم وغداً إلى البرتغال هي السّادسة لأربع باباوات إلى المزار الّذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً وحميماً بالكرسيّ الرّسوليّ.

 

الزّيارة البابويّة الرّسوليّة الأولى إلى هذا المزار المريميّ الأبرز عالميّاً كانت للبابا بولس السّادس سنة 1967 لمناسبة مرور خمسين عاماً على الظّهورات، تلتها زيارة البابا يوحنّا بولس الثاني سنة 1982، الّذي كرّر لمرّتين أخريين زيارتين لفاتيما سنتي 1991 و2000، ثمّ أتت زيارة البابا بنديكتوس السّادس عشر سنة 2010، واليوم يكمل البابا فرنسيس ما درج عليه أسلافه من الباباوات ليقوم بزيارة حجّ بلباس رسول سلام وصلاة في الذّكرى المئويّة الأولى لظهورات مريم على الرّؤاة الثّلاث الصّغار في فاتيما.

منذ الظّهورات في سنة 1917، تذكّر رسائل فاتيما بوضوح وصراحة بدور البابوات، كما حذّرت أنه بعد انتهاء الحرب العالميّة الأولى ستشتعل حرب أخرى أكثر ضراوة إن لم يكفّ الشّعب عن الإساءة إلى الله أثناء حبريّة البابا بيوس الحادي عشر وحتّى قبل أن تنتهي حبريّة البابا بنديكتوس الخامس عشر. والجزء الأهمّ في أسرار الظّهورات هو السّرّ الثّالث الّذي كشفته الرّائية لوسيا في العام 2000 بناء على طلب البابا يوحنّا بولس الثّاني والّذي يتحدّث حرفيّاً عن الاعتداء على أسقف يرتدي الأبيض في إشارة إلى الاعتداء على البابا يوحنّا بولس الثّاني الّذي أعلن الحرب على التّوتاليتاريّة في القرن العشرين.

يعتبر البابا يوحنّا بولس الثّاني الأكثر تعلّقاً بمزار فاتيما الّتي زارها ثلاث مرات معتبراً بعد الاعتداء عليه في الثّالث عشر من أيّار من العام 1981 حين أعلن أنّ من أنقذه كانت يد أمّ حوّلت مسار الرّصاصة الّتي كادت تقتله. وبعد عام واحد وفي خلال زيارته إلى فاتيما، لشكر العذراء لامسه الموت مرّة ثانية حين هاجمه كاهن أصوليّ أسود مسلّح بسكّين وهو يصيح أنا أتّهمك بتدمير الكنيسة الموت للفاتيكان. وعلى أثر ذلك قرّر الأب الأقدس تكريس العالم وروسيا إلى قلب مريم الطاهر.

وتابع البابا بنديكتوس السّادس عشر ما بدأه البابا يوحنّا بولس الثّاني حين أعلن أنّ من يعتقد أن الرّسالة النّبويّة لفاتيما قد اكتملت فهو مخطىء تماماً فالرّبّ في بحث دائم عن الأخيار من أجل إنقاذ مدينة الإنسان مضيفاً أنّ السّنوات السّبع الّتي تسبق مئويّة الظّهورات يمكنها حسم انتصار قلب مريم الطّاهر وتحقيق مجد الثّالوث الأقدس.