متفرّقات
31 آب 2022, 08:30

فعالية نور من حلب انطلقت وملتقى ثقافي بعنوان "حلب سطور من ذهب" توّج يومه الأول

تيلي لوميار/ نورسات
برعاية أبرشية حلب والإسكندرون وتوابعهما للروم الأرثوذكس، انطلقت فعالية أسبوع النور "نور من حلب" على خشبة مسرح كنيسة النبي الياس للروم الأرثوذكس في حلب.

ّإستهل اليوم الأول بإقامة ملتقى ثقافي بعنوان "سطور من ذهب" سلّط الضوء على مجد حلب وعزّتها وعراقتها التاريخية والكنيسة وسط حضور رسميّ كنسيّ وشعبي.

بداية الملتقى دقيقة صمت تحيّة لأرواح  الشهداء تلاها النشيد العربي السوري.

بعدئذ، ألقت سونالي غزال كلمة الافتتاح أضاءت فيها السراج على حيثيات الفعالية التي تمتد لغاية الخامس من أيلول ٢٠٢٢ والرسالة الهادفة منها.

بعدئذ، ألقى راعي أبرشية حلب والاسكندرون وتوابعهما للروم الأرثوذكس المتروبوليت أفرام معلولي كلمة الافتتاح قال فيها:""نور من حلب" أردناه أسبوعًا نثبت فيه لأنفسنا، قبل أن نثبت لغيرنا، أننا لازلنا قادرين على العطاء، وأننا حين نعطي، لا يخرج من جعبتنا إلا نور، لأننا أبناء النور.

"نور من حلب" من هذه المدينة الصامدة رغم تقلّب ظروف التاريخ عليها. ومن هذه الأبرشية التي عانت من ثقل أوزار الحرب عليها والخطف لراعيها المطران بولس، إلا أنها اليوم تنهض من جديد لتثبت للجميع أن التعب ليس إلا طريقًا للنجاح، وأن الصبر لا يتبعه إلا الفرج، وأن الصليب هو درب لا يفضي إلا إلى القيامة.

"نور من حلب" أردناه عنوانًا يليق بعراقة مدينتنا وأصالة أهلها وهمّة أبناء أبرشيتنا وحبّهم لكنيستهم وبلدهم. أردناه عنوانًا لمسيرة سنخطها معًا على سطور تاريخ كنيستنا الأنطاكية وببركة راعي رعاتنا غبطة أبينا البطريرك يوحنا العاشر الكلي الطوبى والجزيل الاحترام.

وقد اخترنا التاريخ بداية لها، لأننا أولاً نشعر أننا والتاريخ متلازمين لا يفصلنا أحد. فمنذ القديم عشنا مع التاريخ بحلوه ومره. واليوم نتعلم منه كيف نبني معًا مستقبلنا. ونؤمن أن تاريخ حلب بماضيه وحاضره ومستقبله هو إنما سطور من ذهب.

التاريخ جذور تمتد تحت الأرض، لتعطي لحياتنا أساسًا تبنى عليه، تمامًا كما الجذر للنباتات. تورق النبتة وتعطي ثمارها ويبقى الجذر مخفيًّا في التراب، وها نحن اليوم كذلك نورق محبة ونزهر تعاونًا ونثمر لحمة ونحب أن نظهر تاريخنا ولا ندفنه في التراب، لأننا من هذا التاريخ لنا قصة وحكاية وعبرة. سنسمع اليوم لونًا من تاريخ تفوح منه رائحة البخور وهو ممتلئ بعبق الصلوات والفضائل.

واسمحوا لي هنا أن أقتبس مما كتب المطران باسيليوس منصور، متروبوليت عكار، أستاذ التاريخ الكنسي، والذي كان يود أن يشاركنا بحضوره. عن حلب قال: "حلب بين المدن أغنية رائعة، وأيقونة حضارية متقنة، ولوحة فنية رسمت بأجمل الألوان. حلب بلد الإبداع والإمتاع، ويشهد على ذلك ما كانت عليه حلب قبل عام 2011 قبلة الشرق والغرب، وصين الشرق ببضاعتها ومعاملها ومشاغلها ومهارة صناعها، فجذبت كل تواق الجودة والإبداع"."

من ثم، تحدّث الأستاذ المهندس عبدالله حجار عن تاريخ قلعة القدّيس سمعان العامودي شفيع الأبرشية، الحياة النسكية وطريقة التّنسّك.

من جهته، تطرّق الأب غسان ورد إلى التّاريخ الكنسيّ في حلب ومكانة كنيسة السّيّدة العذراء التي أعيد ترميمها مرّات عدة جراء الأحداث التي تعرّضت لها حلب مؤكدًا أنّ إعادة ترميمها اليوم تهدف إلى حماية الأيّام القادمة وتأكيد أنّ حلب مدينة يقصدونها ليحييوا فيها.

أمّا الدكتور جوزيف زيتون فقدّم قراءة من سيرة من تولّى كرسي بطريركية أنطاكية العظمى من مطارنة حلب في العصر الحديث متمنيًا لفعالية أسبوع النور من حلب التوفيق لما فيه خير الكنيسة وحلب.

في ختام اللّقاء، كرّم المطران أفرام معلولي المشاركين في الملتقى الثقافي "حلب سطور من ذهب".

بعد الملتقى، توجّه الجميع إلى معرض اللوحات والأيقونات العائدة للفنّان الرّاحل جميل كنهوش الذي جعل من الأيقونة صفحة متميّزة في الفن المسيحيّ عامّة والأرثوذكسيّ خاصّة.

في حديث إعلامي، نوّه المشاركون بأهمّيّة الفعالية ونشاطاتها ومعرض الأيقونات وجميعها تؤكد إرادة البقاء والصمود.