فنُّ تجاهلِ الفنّ..
ولكنّ الفنّ هذا لا يبدو أنّه ترسّخ في ذاكرة مسؤولي دولتنا، مسؤولون لامبالون يهملون الفنّان عندما يتقدّم في السّنّ ولا يتطلّعون إلى احتياجاته. ومن هنا تُطرح التّساؤلات حول اهتمام الدّولة بهؤلاء الفنّانين، فهل يستحقّ مَن رفع اسمها ونقله بفنّه الشّريف إلى العالم العربي بل إلى العالم أجمع أن يكافَأ بهذه اللّامبالاة؟ أيُعقَل أن يُترك وحيدًا من كان فنّه سببًا أساسيًّا لتقدّم البلد وتطوّره؟ كيف يمكن للدّولة أن تتجاهل أعمدة الفنّ الأصيل ومن استطاع أن يستقرّ في أذهان اللّبنانيّين والعرب؟ هل يحقّ للدّولة أن تمزّق بإهمالها ثوب الفطرة والعشق للفنّ والتّخصّص والدّراسة لمن جمع خيوط هذا الثّوب لسنين عديدة؟
دولتنا الكريمة لا تهتمّ بفنّانيها رغم بذلهم سنين طويلة من العطاء المجدي مساهمةً، عن قصد أو عن غير قصد، في محو بصماتٍ في رصيد الفنّ تركوها رطبة، وفي إطفاء هذا النّور السّاطع الذي يزيد لبنان بهاءًا وتألّقًا. يحتاج الفنّان إلى من يمدّ له يد العون ويخرجه من ضيقته ويفتح له أبواب المساعدة الواسعة. فالفنّان بحاجة إلى أن يشعر أنّ عمله مقدَّر وتعبه مشكور.
تشكو نقابة الممثّلين اليوم من إهمال الدّولة فالحلّ يكمن في تنفيذ صندوق التّعاضد لأنّه الحماية الأساسيّة للفنّان من التوسّل والموت أمام المستشفيات، وعلى جميع الممثّلين أن يدفعوا اشتراكاتهم لضمان آخرتهم وآخرة زملائهم.
عبثًا نجد في بحثنا عن فسحة أملٍ، نورًا مجدّدًا ينظّف قليلًا صفحة الفساد في لبنان. فحتّى الاهتمام بالفنّ وروّاده بات استحقاقًا مهمًّا يندرج في سلسلة واجبات الدّولة، لتبقى الفنون نتاجًا إبداعيًّا إنسانيًّا ولونًا مميّزًا من الثّقافة الإنسانيّة وغنًى أصيلًا لبلدنا لبنان.