لبنان
17 كانون الثاني 2022, 14:30

في المركز الكاثوليكيّ للإعلام ندوة حول الشّركة في الكتاب المقدّس

تيلي لوميار/ نورسات
عُقد اليوم في المركز الكاثوليكيّ للإعلام النّدوة الثّانية لجمعيّة الكتاب المقدّس: إطلاق أسبوع الكتاب المقدّس 2022 "الشّركة في الكتاب المقدّس"، وقد افتتحها رئيس اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام قائلاً:

"بَعدَ إَطلاقِ أُسبُوعِ الكِتابِ المُقَدَّس لِهذِه السَّنة، في النَّدوَةِ الصَّحَفِيَّةِ الأُولى- يَومَ الإِثنين المَاضي- نَستَأنِفُ النَّدوَةَ الثّانِيَة مِن أُسبوعِ الكِتَابِ المُقَدَّس حَولَ الشَّرِكَة في الكِتابِ المُقَدَّس معَ إِخوَةٍ مُنتَدينَ أَحِبّاء يَتَناوَلونَ مَوضوعَ الشَّرِكَة وَالمُشَارَكَة بِأَبعادٍ ثَلاثَة.

لا شَكَّ أَنَّ هذِهِ المُداخَلات الثّلاثَة تُشَكِّلُ دَافِعًا لِديناميكِيَّةٍ جَديدَة أَرادَها قَداسَةُ البابا فرَنسيس في مُناسَباتٍ عَديدَة مِن بَينِهَا.

فالشُكرُ لَكُم اَيّها الإِخوَةُ الرُّعاة على حُضورِكُم، ومُشَارَكَتِكُمُ، تَلبِيَةً لِلدَّعوَة سَائلينَهُ تَعالى أَن يُفيضَ عَلَيكُم وَافِرَ النِّعَم وَالبَرَكات".

وَفي المُداخَلَة الأولى للنّائب البطريركي،ّ وأمين صندوق الجَمعِيَّة، المطران أَنطوان عَوكَر عَن المُشَارَكَة في الكِتَاب المُقَدٍّس، ركّز على أربع نقاط أظهرت في الكتاب المقدّس، العهد الجديد، كيف تجلّت هذه المشاركة في حياة الكنيسة مع يسوع المسيح برسائل بولس في حياة الكنيسة الأولى.

1- أساس المشاركة الأوّل هو الإيمان الّذي يوصلنا إلى شراكة العماد (أعمال الرّسل) حيث يأتي مار بولس ويوضّح شراكة جسد المسيح

2- تجلِّيات المشاركة

مشاركة ﺑﺎلمواهب الرّوحيَّة الاجتماعيّة الخاصَّة؛ مشاركة الزّمنيَّة/ الماليّة ضمن الخيور الكنسيّة

3- خلفيَّة المشاركة

التّعبير عن جذريَّة الإيمان؛ تعبير لاهوتيّ عقائديّ (حياة الجماعة الأولى؛ قصّة حنانيا وسفيرة)

4- هدف المشاركة

الخير العامّ؛ نموّ جسد المسيح

وإختتم بأنّ

• امتداد (نتيجة) المشاركة زمنيًّا: الرّسالة

• إمتداد (نتيجة) المشاركة إسكاتولوجيًّا: علاقة كنيسة الأرض بكنيسة السّماء

وعن أهداف المسيرة السّينودوسيّة، شدّد متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما للرّوم الكاثوليك، ونائب رئيس جمعيّة الكتاب المقدَّس، المطران بقعوني على أهمّيّة السّير معًا والإصغاء إلى الآخر، والتّحدّث بشجاعة وصراحة ومحبّذة للوصول إلى الحقيقة البنّاءة الّتي تساعد على دمج العمل بين أبناء الكنيسة وداخل مؤسّساتها بشفافيّة، وبالتّالي نعزّز المشاركة في وضع القرار داخل الجماعة المسيحيّة، من هذا المنطلق فإنّ روحانيّة السّير معًا مدعوّة لتصبح مبدأ تربويًّا لتنشئة الإنسان والمسيحيّ والعائلات والجماعات. كيف نربّي الأشخاص، وخاصّة أولئك الّذين يشغلون مناصب المسؤوليّة داخل الجماعة المسيحيّة، لجعلهم أكثر قدرة على "السّير معًا" والاستماع إلى بعضهم بعضًا والحوار؟"

أمّا المُداخَلَة الثَالِثَة فكانت للنّائب البطريركيّ لأَبرَشِيَّة بيروت لِلسُّريان الكاثوليك المطران شَارل مراد، أكّد فيها أنّ ثلاثِ كلماتٍ أساسيّة تمكّنُنا من عيش المشاركةَ في سبيلِ السّينودوس: لقاء، إصغاء وتمييز.

في المجتمعُ الواسِعُ الّذي نعيشُ فيه، المشاركةُ في اللّقاءِ تجعلَنا، أعني كبشرٍ على صورةِ اللهِ ومثالِه، نثقُ بالآخرِ ولا نخافُ منه.

إنّ المشاركةَ تدعونا إلى الإصغاءِ، الاصغاءِ الى الروحِ القُدُسِ، الإصغاءِ إلى صوتِ الآخرِ لنكتشِفَ صورةَ اللهِ فيه، فبمجرّد إصغائِنا إليه، نكون قد اعترفنا به وبوجودِهِ ومن خلالِهِ نصغي إلى كلمةِ الله. فتصبحُ المشاركةُ في الإصغاء مسيرةَ عنصرةٍ جديدةٍ على الكنيسةِ لكي يسيرَ شعبُ الله في تجربةٍ سينودسيّةٍ حقيقيّةٍ للاستماعِ لبعضهِمِ البعض والسّيرِ معًا بتوجيهٍ من الرّوح القدس.

إنّ الرّوحَ القدسَ يحرّرُنا من انغلاقِنا ويحوّلُ مسيرتَنا اليوميّةِ السّينودوسيّةِ إلى مسيرةِ تمييزٍ روحيٍّ على كافّةِ الأصعدةِ، الشّخصيّةِ والجماعيّةِ، لأنّ الكنيسةَ هي شعبُ اللهِ الحيِّ الّذي يختبرُ حضورَ المسيحِ في أصغرِ تفاصيلِ حياتِه. وهذه المسيرة لا تَتِمُّ إلّا بالصّلاةِ والإصغاءِ إلى كلمةِ اللهِ الّذي يجعَلُنا قادرين على التّمييزِ بواسطةِ الرّوحِ القدسِ فنتفاعلُ بشكلٍ أفضلَ مع عملِ اللِه، كي لا يكونَ السّينودوسُ مؤتمرًا كنسيًّا أو مهرجانًا زمنيًّا أوحملةً سياسيّةً، هكذا يعلو صوتُ المسيحِ على أصواتِنا، عندها نستطيعُ السّيرَ معًا للقاءِ الآخرِ والإصغاءِ إليه ومشاركتِهِ كلمةَ اللهِ بحرّيّة.

وفي ختام النّدوة كانت كلمة لمدير المركز الكاثوليكيّ للإعلام الأب عبده أبو كسم الّذي بدأ بمعايدة المطارنة وجميع الحاملين إسم القدّيس أنطونيوس، وبشكل خاصّ الرّهبانيّات الّتي تحمل اسم هذا القدّيس، وقال: "الكلام الّذي قيل اليوم كلام جميل جدًّا، وهو كلام بسيط وبنفس الوقت خطير لأنّه صادر عن أعمدة في الكنيسة، فحيث يكون الأسقف تكون الكنيسة. أربع مطارنة تكلّموا بشكل شفّاف، لا بل وضعوا الإصبع على الجرح حتّى نعاود تصويب المسار، البوصلة، فالمسيرة السّينودوسيّة هي السّير معًا، قد يكون هناك من خلل أو نقص في مسيرة الكنيسة الجامعة، لكن فيما يخصّ كنيسة لبنان، نحن اليوم بأشدّ الحاجة إلى أن ننتبه إلى بعضنا البعض، لأنّ الحاجة كبيرة تدفع شبابنا وعيلنا إلى الهجرة، لا بل إلى المجهول، ما يشكّل خطرً على الوجود اللّبناني وخاصّة على الوجود المسيحيّ. حاجاتنا ملحّة بالمشاركة بخدمة المحبّة إن كان على الصّعيد الصّحّيّ أو التّربويّ أو الاجتماعيّ.

على أمل أن تثمر هذه النّدوات محبّة، وتخلق فرصًا، بالاتّجاهين، تساعد كلّ إنسان،  للمّ الشّمل والسّير معًا للخروج من هذه الأزمة الّتي نعيشها."