صحّة
06 أيار 2022, 08:10

في اليوم الدولي للقابلات، دعوة إلى الاستثمار في مهنة القبالة ودعمها وتنظيمها

الأمم المتّحدة
توفر القابلات الرعاية الأساسية للحوامل والأمهات وحديثي الولادة في حالات الأزمات الإنسانية وفي أشد الظروف صعوبة في العالم مثل السياقات الإنسانية.

ومع ذلك، فهن غالبا ما يفتقرن إلى الدعم اللازم والذي يحتجن إليه لإنقاذ الأرواح، بما في ذلك الأدوية الأساسية وشبكات الاتصال والمواصلات والنظام الصحي الذي يمكنهن من توفير رعاية آمنة لإجراء عمليات التوليد في حالات الطوارئ.

بمناسبة اليوم الدولي للقابلة، دعت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، الدكتورة ناتاليا كانيم، "إلى عمل المزيد والتحرك بشكل أسرع."

وقالت في بيان أصدرته اليوم إن "جائحة كوفيد-19 علمتنا أن الأنظمة الصحية القوية عالية الجودة يجب أن تصل إلى الجميع. والقبالة هي أحد مفاتيح هذا التقدم."

وشددت على "دور القابلات كرائدات مركزيات في جهودنا العالمية لدعم الحقوق والاختيارات وتعزيز الصحة وحماية الحياة."

الاستثمار في مهنة القبالة

يعمل في المنطقة العربية ما مجموعه 1.35 مليوناً في مجال الصحة الجنسية والإنجابية وصحة الأمهات والمواليد والمراهقين، ثلثهم من الممرضات اللواتي لم يتلقين أي تدريب منهجي على القبالة.  

ويتطلب تحسين هذا المكون تعزيز الالتزام حيال القوة العاملة في مجال الصحة وزيادة الاستثمار فيها، لا سيما القابلات اللواتي يلعبن دورا محوريا في مجال الصحة الجنسية والإنجابية وصحة الأمهات والمواليد والمراهقين.

وفي هذا السياق قالت الدكتورة كانيم إن النظم الصحية في كل مكان تقريبا تحتاج إلى بذل المزيد من الجهد لدعم القابلات وضمان ظروف عمل محترمة ولائقة. "وسط النقص الحاد في القابلات، يعاني الكثير منهن من إجهاد العمل والأجور المنخفضة."

وشددت قائلة:  

"تتطلب القبالة الاستثمار، الذي لم ينجح حتى الآن."

وقد وجد تقرير حالة القبالة في العالم لعام 2021 أن الاستثمار في الوصول الشامل إلى رعاية القبالة الجيدة يمكن أن ينقذ 4.3 مليون شخص سنويا من خلال الوقاية من وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة والإملاص.  

واستشهدت السيدة كانيم بالسويد كمثال حيث إنها أثبتت بالفعل هذه التوقعات "من خلال الاستثمار في نموذج القبالة للرعاية، فقد تم الحد تقريبا من وفيات الأمهات" في هذا البلد.

نقص ملحوظ في عدد القابلات في الدول العربية

وتعاني منطقة الدول العربية من عجز في أعداد القابلات يقدر بـ 128 ألف قابلة، بحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان، الذي أكد أن عدم المساواة بين الجنسين يعد عاملا محركا لهذا العجز الكبير.  

ولا يزال نقص الموارد اللازمة للقوة العاملة في مجال القبالة هو أحد الظواهر التي تشهدها النظم الصحية التي لا تعطي الأولوية لاحتياجات النساء والفتيات في مجال الصحة الجنسية والإنجابية، ولا تعترف بدور القابلات - ومعظمهن من النساء – في تلبية هذه الاحتياجات.

وفي هذا السياق، أكد الصندوق الأممي أن "الولادة بأمان في المنزل أو في العيادات لا يجب أن تكون ترفا، بل يجب أن تكون حقا أساسيا من حقوق الإنسان المكفولة للمرأة."

ودعا الصندوق إلى اعتبار الرعاية المتعلقة بالصحة الإنجابية وصحة الأم، والتي تقدمها القابلات، عنصرا رئيسيا ومكونا أساسيا في جميع النظم الصحية على الدوام، ولا سيما في أوقات الطوارئ وفي الأوضاع المتسمة بالضعف والهشاشة.

إلى ماذا يسعى الصندوق؟

وبحسب الصندوق، وبالإضافة إلى الاستثمار، تتطلب القبالة أيضا تنظيما.  

فالترخيص يساعد الخدمات على تلبية المعايير المتسقة. ويؤدي التعليم الجيد والتطوير المهني المستمر إلى بناء المهارات الأساسية. وتوفر الجمعيات القوية للقابلات قنوات للقابلات للدعوة لظروف عمل كريمة وسياسات داخل النظم الصحية لتحقيق الإمكانات الكاملة للقبالة.

ويسعى صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى جعل القبالة مهنة مدعومة بالكامل ومتكاملة في النظم الصحية.  

وقد بدأ برنامج القبالة العالمي لدى الصندوق بالتعاون مع الاتحاد الدولي للقابلات في ثمانية بلدان في عام 2008، ويعمل اليوم في أكثر من 120 دولة.  

ومن خلال هذا التعاون، ارتقت مئات الآلاف من القابلات بمهاراتهن إلى المعايير الدولية، وهناك اعتراف عالمي متزايد بقيمة عمل القابلات ومساهماتهن في تقديم خدمات الصحة الجنسية والإنجابية الشاملة، بما في ذلك دورهن في جهود الوصول إلى صفر من وفيات الأمهات والمواليد التي يمكن الوقاية منها.

ومع ذلك شددت المديرة التنفيذية، د. ناتاليا كانيم إلى الحاجة لفعل المزيد والتحرك بشكل أسرع!