ثقافة ومجتمع
01 أيلول 2016, 06:51

في اليوم العالميّ للعناية بالخليقة.. عذراً أيّتها الأرض!

ريتا كرم
اليوم الأوّل من أيلول/ سبتمبر هو "اليوم العالميّ للصّلاة من أجل العناية بالخليقة"، هو وقفة ضمير للصّلاة والتّفكير والتّوبة وتبنّي نمط حياة متناسق مع قيمنا المسيحيّة، يوم أعلن عنه البابا فرنسيس في عيد التّجلّي على أين يكون احتفالاً سنويّاً تنضمّ فيه الكنيسة الكاثوليكيّة إلى الكنائس الأرثوذكسيّة الّتي تحيي هذا اليوم منذ العام 1989.

 

في هذا اليوم، لا يسعنا إلّا أن نفكرّ في أرضنا الّتي أوجدها الله قبل الإنسان، هي هديّته لنا، هي "بيتنا المشترك" الّذي يجب أن نهتمّ به ونحافظ عليه.

اليوم، وفي ظلّ كلّ التّشوّهات الّتي يصنعها سكّان الأرض بحقّ البيئة، والتّلوّث الّذي تنتشر سمومه في سمائنا، وتحديداً في لبنان الّذي عادت نفاياته لتملأ ساحاته وشوارعه وتقتل الطّبيعة والإنسان في آنٍ واحد، لا بدّ لنا أن نتوب "توبة روحيّة عميقة عن تصرّفاتنا وأخطائنا ضدّ الخليقة" كما ورد على لسان البابا فرنسيس، "لأنّ أيّ جريمة ضدّ الطّبيعة هي جريمة ضدّ أنفسنا وهي خطيئة ضدّ الله".

اليوم، نحن "حرّاس الخليقة" نتقدّم من "أختنا وأمّنا الأرض" بالاعتذار عن كلّ أذى ألحقناه بك، وكلّ استعمال غير مسؤول أو انتهاك للخيرات الّتي وضعها الله فيك. نعتذر عن العنف الّذي نمارسه بحقّك يوميّاً: لقد استأثرنا بالهواء وكأنّه ملكاً لنا وحدنا، لوّثنا التّربة بأنانيّتنا، دنّسنا المياه ينبوع الحياة فنثرنا في أجواف البحار والمستنقعات والينابيع نفاياتنا ودفعنا الأرض الخصبة إلى الموت الرّحيم فقحُلت وشحّت وضاقت الأرض على الإنسان وما عادت تتّسع له ولأخيه، فكيف تسعه إذاً مع باقي الكائنات الحيّة؟

سامحنا يا ربّ، فأنت فوّضتنا للعناية بالخليقة، دعوتنا إلى حراثة الأرض وحراستها، لكنّنا أسأنا معاملتها فخنّا الأمانة ونسينا أنّ الأرض هي لك بكلّ ما فيها ونحن ضيوف عندك.

ساعدنا أن يكون "اليوم العالميّ للصّلاة من أجل العناية بالخليقة" نهضة روحيّة لكلّ واحد منّا، "وتوبة إيكولوجيّة، شخصيّة وجماعيّة" فنعي دورنا ومسؤوليّتنا، فنتكاتف لنضع حدّاً لكلّ الانتهاكات والتّطاولات على خليقتك.

اليوم، نصلّي مع كلّ الكنائس في العالم، ومع رؤساء الكنائس المسيحيّة والمطارنة والإكليروس والمعنيّين بشؤون البيئة في لبنان في ساعة الصّلاة الّتي سيترأّسها البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي، في كنيسة سيّدة الانتقال في بكركي عند السّادسة مساء بالتّزامن مع الاحتفال الّذي ستقيمه الفاتيكان، ونطلب من الله أن يملأنا همّة ونعمة كي نصون أرضنا ونحافظ على خليقته وخلقه.