لبنان
26 نيسان 2023, 05:00

في ختام دورته الاستثنائيّة، بيان من المجمع الأنطاكيّ المقدّس!

تيلي لوميار/ نورسات
صدر الثّلاثاء بيان عن المجمع الأنطاكيّ المقدّس للرّوم الأرثوذكس، جاء فيه:

"إنعقد المجمع الأنطاكيّ المقدّس برئاسة غبطة البطريرك يوحنّا العاشر (يازجي) في دورته الاستثنائيّة السّادسة عشرة في البلمند في 25 نيسان 2023 وذلك بحضور كلّ من أصحاب السّيادة:  

الياس (أبرشيّة بيروت وتوابعها)، الياس (أبرشيّة صور وصيدا وتوابعهما)، سلوان (أبرشيّة جبيل والبترون وما يليهما)، باسيليوس (أبرشيّة عكّار وتوابعها)، أفرام (أبرشيّة طرابلس والكورة وتوابعهما)، إغناطيوس (أبرشيّة فرنسا وأوروبا الغربيّة والجنوبيّة)، غطّاس (أبرشيّة بغداد والكويت وتوابعهما)، أنطونيوس (أبرشيّة زحلة وبعلبك وتوابعهما)، نقولا (أبرشيّة حماه وتوابعها)، أثناسيوس (أبرشيّة اللّاذقيّة وتوابعها)، أفرام (أبرشيّة حلب والإسكندرون وتوابعهما) ونيفن صيقلي متروبوليت شهبا وممثّل بطريرك أنطاكية لدى بطريرك موسكو. وحضر الأسقف غريغوريوس خوري أمين سرّ المجمع المقدّس والأسقف رومانوس الحناة الوكيل البطريركيّ.

وإعتذر عن الحضور المطارنة سرجيوس (أبرشيّة سانتياغو وتشيلي)، دمسكينوس (أبرشيّة ساو باولو وسائر البرازيل)، سابا (أبرشيّة نيويورك وسائر أميركا الشّماليّة)، إسحق (أبرشيّة ألمانيا وأوروبا الوسطى)، سلوان (أبرشيّة الجزر البريطانيّة وإيرلندا)، باسيليوس (أبرشيّة أستراليا ونيوزيلاندا والفيلبين)، إغناطيوس (أبرشيّة المكسيك وفنزويلا وأميركا الوسطى وجزر الكاريبي)، يعقوب (أبرشيّة بوينس آيرس وسائر الأرجنتين). وقد حضر المطران بولس يازجي المغيّب بفعل الأسر في صلوات آباء المجمع وأدعيتهم.

وبعد الصّلاة واستدعاء الرّوح القدس واستمطار الرّحمة الإلهيّة تناول الآباء أوّلاً قضيّة مطراني حلب المخطوفين بولس يازجي ويوحنّا إبراهيم واستنكروا الصّمت الدّوليّ المطبق تجاه القضيّة الّتي أكملت عقدًا من الزّمان. ودعوا إلى فكِّ لغز لهذا الملفّ الّذي يختصر شيئًا ممّا يعانيه إنسان هذا الشّرق من ويلات.

وإذ يأتي هذا الاجتماع في غمرة الفصح المبارك، وبعد الزّلزال المدمّر الّذي ضرب غير منطقة من أرض البطريركيّة الأنطاكيّة، رفع آباء المجمع الشّكر إلى المسيح القائم الّذي حلّ اقتدار الموت الّذي أتى به هذا الزّلزال وجعل من شهادة الشّعب المؤمن في الأرض الأنطاكيّة الأمّ خير شاهد على قوّة قيامته المجيدة. ومن هنا، شارك آباءُ المجمع صاحبَ الغبطة الاعتزازَ الّذي كان عبّر عنه بالشّعب الأنطاكيّ الأرثوذكسيّ وبصلابته وتمسّكه بإيمانه رغم المحنة الّتي حلّت به، الأمر الّذي اختبره والوفد المرافق خلال زيارته الافتقاديّة إلى المدن الأنطاكيّة المتأثّرة بالزّلزال. يسأل آباء المجمع الرّبّ من أجل أن يقدّر الأبرشيّات الأنطاكيّة لكي تستمرّ بسعيها بشتّى السّبل للتّخفيف من هذا المُصاب الأليم، ويشكر المؤمنين في الوطن وبلدان الانتشار، وجميع الّذين هبّوا لمساعدة الإخوة المنكوبين على المحبّة الّتي أظهروها.

رفع آباء المجمع صلاتهم من أجل العالم الأرثوذكسيّ أجمع سائلين الرّبّ القائم من بين الأموات أن يحفظ كنيسته من الانقسامات. وعبّروا عن تضامنهم مع الإخوة في الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة الّذين يعانون من ويلات الحرب ومن ظلم الاضطهاد الدّينيّ. وناشدوا قادة هذا العالم إلى أن يلتفتوا إلى ما يتعرّض له أبناء هذه الكنيسة وقادتها من تمييز وتعدٍّ على حقوقهم الإنسانيّة ومن انتهاك لحرّيّاتهم الدّينيّة، الّتي وصلت لدرجة طردهم من أديرة اللّاڤرا في كييڤ الّتي أعادوا بناءها من الدّمار الّذي طالها في السّابق.

كذلك توجّه آباء المجمع بالمعايدة القلبيّة للطّوائف الإسلاميّة الكريمة بحلول عيد الفطر المبارك، الّذي يعود هذه السّنة في أجواء تبعث الرّجاء في العالم العربيّ لاسيّما في جوّ التّقارب الّذي يبادر إليه القادة بحكمةٍ تستدعي كلّ تقدير وثناء لأنّها تقدّم السّلام بين شعوب هذا الشّرق وتعليه على كلّ اعتبار آخر. يصلّي آباء المجمع من أجل أن يسدّد الرّبّ خطى القادة والرّؤساء إلى كلّ عمل صالح كي تنعم شعوب المنطقة بحياة سلاميّة تليق بطيبة أهلها وبشهادة التّآخي الّتي تدعوهم السّماء إليها.  

تبلّغ المجمع رسميًّا من صاحب الغبطة كتاب الاستقالة الّذي تقدّم به سيادة راعي أبرشيّة حمص وتوابعها المطران جاورجيوس أبو زخم. كما اطّلعوا من صاحب الغبطة على الإجراءات التّحقيقيّة الّتي اتّخذها غبطته ورأي اللّجنة الّتي شكّلها بشأن الظّروف والأحداث المحيطة بالاستقالة. وقد قبل المجمع المقدّس استقالة المطران جاورجيوس أبو زخم وأعادهُ إلى الحالة الرّهبانيّة داعيًا له أن يمضي بقيّة عمره مشمولاً برحمة الرّبّ وسلامه.

يسأل آباء المجمع المقدّس من أجل أبناء الكنيسة الأنطاكيّة وبناتها أينما حلّوا كي يحفظهم الرّبّ من الاضطرابات الّتي تتكاثر أسبابها في العالم، مثلما يسألون أبناءهم وبناتهم في كلّ الأبرشيّات أن يصلّوا من أجلهم كي تبقى خدمتهم مرضيّةً للرّبّ وغير معابة قاطعِين باستقامة كلمة حقّه.

المسيح قام!".