لبنان
16 تشرين الثاني 2018, 13:30

في ختام دورته، مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان يرحّبون بالمصالحة الوطنيّة

إختتم مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان دورته السّنويّة العاديّة الثّانية والخمسين في الصّرح البطريركيّ في بكركي، الّتي انعقدت من الثّاني عشر حتّى السّادس عشر من شهر تشرين الثّاني الحالي برئاسة بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للموارنة الكاردينال مار بشاره بطرس الرّاعي، وبمشاركة بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق والإسكندريّة وأورشليم للرّوم الملكيّين الكاثوليك مار يوسف العبسيّ، بطريرك السّريان الأنطاكيّ مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان، كاثوليكوس الأرمن الكاثوليك على كرسيّ كيليكيا مار كريكور بيدروس العشرين، والمطارنة والرّؤساء العامّين والرّؤساء الأعلين، والرّئيسات العامّات أعضاء المكتب الدّائم للرّهبانيّات النّسائيّة.

 

وقد شارك في جلسة الافتتاح السّفير البابويّ المطران جوزف سبيتري.

ورحّب رئيس المجلس البطريرك الرّاعي في الجلسة الافتتاحيّة بالسّفير البابويّ الجديد، وتلا رسالة تعيينه وتقديمه للكنيسة في لبنان، الموقّعة من أمين سرّ دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين. كما رحّب بالأعضاء الجدد، وهم: المطارنة الياس سليمان، ومتياس شارل مراد ويوحنّا رفيق الورشا، وبالأب العامّ وسام معلوف. وصلّى مع الآباء لراحة أنفس بطريرك السّريان الأنطاكيّ السّابق مار إغناطيوس بطرس الثّامن عبد الأحد والمطرانين جورج إسكندر وأندره حدّاد. ثمّ عرض موضوع الدّورة العامّ الّذي يتناول مشروع "شرعة التّعليم المسيحيّ للكنائس الكاثوليكيّة في لبنان"، "وهو موضوع يلبّي حاجة ملحّة في زمننا بسبب المتغيّرات الّتي أصابت في العمق إنساننا والعائلة والمجتمع". هذا بالإضافة إلى موضوعين آخرين: الأوّل، إجراء انتخابات إداريّة، والثّاني، البحث في الأوضاع الرّاهنة في لبنان وما يتّصل بالكنيسة وأبنائها".

السّفير البابويّ
ثم ألقى السّفير البابويّ كلمة عبّر فيها عن فرحته بالمشاركة للمرّة الأولى في أعمال المجلس، ونقل "إلى الأعضاء وإلى أرض الأرز النّبيلة" سلام قداسة البابا فرنسيس وقربه بالصّلاة من الجميع". وشدّد على أنّ "مهمّة الكنيسة في نقل الإيمان وتعليم الحياة الصّادقة تصبح أصعب كلّ يوم في لبنان بسبب عوامل عدّة، منها الجراح النّاتجة عن الحروب والصّراعات المسلّحة في المنطقة وعن تهجير شعوبها، فضلاً عن الأزمات السّياسيّة والاقتصاديّة، وبخاصّة الأزمة الّتي تواجهها المدارس الخاصّة والمستشفيات والمؤسّسات الاجتماعيّة".

البيان
وبعد أن وجّه الرّاعي باسم المجلس برقيّة إلى البابا فرنسيس عن أعمال الدّورة، وطلب بركته الرّسوليّة عليها وعلى كنائسنا في لبنان، باشر الآباء بدراسة المواضيع، أصدروا بيانًا تلاه امين عامّ المجلس المونسنيور وهيب الخواجة، نصّ على ما يلي:

"أوّلاً: شرعة التّعليم المسيحيّ للكنائس الكاثوليكيّة في لبنان
إستمع الآباء إلى كلمة رئيس اللّجنة الأسقفيّة للتّعليم المسيحيّ في لبنان سيادة المطران سيزار أسايان، عرض فيها مسيرة عمل اللّجنة في تحضير مشروع شرعة التّعليم المسيحيّ للكنائس الكاثوليكيّة في لبنان. وأضاء على عدد من التّحدّيات الّتي تواجه رسالة التّعليم المسيحيّ، ومنها: تعدّد المناهج والبرامج واختلاف المضامين ونشر الكتب من دون الأخذ في الاعتبار المنهاج الموحّد ومن دون العودة إلى اللّجنة الأسقفيّة، وواقع التّعليم المسيحيّ في المدارس الرّسميّة والخاصّة غير الكاثوليكيّة. وشدّد على دور الرّعيّة لقبول كلام الله ونعمة الأسرار المقدّسة، في قلب الكنيسة الّتي هي أمّ ومعلّمة منذ اللّحظة الأولى للحياة، وحتّى لحظة اللّقاء وجهًا لوجه بين الله والإنسان. أمّا التّحدّي الأكبر فهو رؤية شبابنا والرّاشدين يفقدون المرجع الأساس لهم، وهو الإنجيل والكنيسة كمكان لتمييز خياراتهم، ورؤيتهم للحياة، ولعلاقاتهم بالآخرين. لذا ينبغي التّفكير بجدّيّة، ليس فقط حول إعداد برنامج ملائم للتّعليم المسيحيّ الّذي نريده لبلدنا، بل أيضًا حول الطّريقة واللّغة الّتي يجب استخدامها مع شباب اليوم.

ثمّ استمعوا إلى كلمة الأمين العامّ للّجنة الأب كلود ندره الّذي عرض الجزء النّظريّ من الشّرعة متوسّعًا في شرح الأسس والأهداف والخيارات التّربويّة في التّعليم المسيحيّ، وفي إشكاليّات التّعليم المسيحيّ اليوم مع اقتراحات للمعالجة وآليّات للتّطبيق، وأخيرًا في نظام ومنهج معاهد إعداد معلّمي التّعليم المسيحيّ في لبنان.

ثمّ توالت ندوات ومناقشات على مدى ثلاثة أيّام متناولة "الجزء التّطبيقيّ من الشّرعة وفيه:
" الإطار القانونيّ للتّعليم المسيحيّ في لبنان والإشكاليّات النّاتجة عنه،
" الواقع الميدانيّ والإشكاليّات النّاتجة عنه،
" إشكاليّات التّعليم المسيحيّ في المدارس الكاثوليكيّة والخاصّة والرّسميّة، في إطار التّعليم العامّ والمهنيّ والجامعيّ،
" التّعليم المسيحيّ للبالغين في الأبرشيّة والرّعيّة والعائلة وفي السّجون، وفي مراكز أصحاب الاحتياجات الخاصّة، وفي وسائل الإعلام ومواقع التّواصل،
" وأخيرًا الإشكاليّات المطروحة على معاهد إعداد معلّمي التّعليم المسيحيّ وعلى اختيار المعلّمين.

درس الآباء هذه المواضيع وتداولوا في اقتراحات الحلول المعروضة عليهم واتّخذوا بشأنها القرارات والتّوصيات المناسبة.

ثمّن الآباء الجهود الكبيرة الّتي تصرفها إدارات المدارس والجامعات والهيئات والمؤسّسات الكنسيّة والحركات الرّسوليّة والّتي يبذلها معلّمو ومعلّمات التّعليم المسيحيّ من أجل توفير تعليم مسيحيّ وتنشئة إيمانيّة للأولاد والشّباب والعائلات ولذوي الاحتياجات الخاصّة. وهم، إذ يشكرونهم على كلّ ذلك، يشجّعونهم لكي تبقى شعلة الإيمان دافعهم إلى خدمة البشارة، فيسعون دائمًا إلى تعميق معرفتهم بالمسيح وإلى صقل مؤهّلاتهم الإنسانيّة واللّاهوتيّة وكفاءاتهم التّربويّة من أجل خير من يعلّمونهم.

إطّلع الآباء من أصحاب الغبطة البطاركة وأصحاب السّيادة المطارنة الّذين شاركوا في الجمعيّة العاديّة الخامسة عشرة لسينودس الأساقفة في روما طوال شهر تشرين الأوّل المنصرم برئاسة قداسة البابا فرنسيس على المداخلات والمناقشات وشهادات الحياة الّتي تقدم بها آباء السّينودس والشّباب المشاركون. وهم يتبنّون ما جاء في الرّسالة الّتي وجّهها آباء السّينودس إلى الشّبيبة في العالم ليقولوا لهم: "كونوا رفاق الدّرب لمن هم أكثر هشاشة وللفقراء والّذين تجرحهم الحياة. أنتم الحاضر؛ كونوا أيضًا المستقبل المنير".

وإذ يؤكّد الآباء أنّهم واثقون من أنّ الشّباب سيكونون مستعدّين للالتزام برغبتهم في الحياة لكي تتجسّد أحلامهم في حياتهم وفي التّاريخ البشريّ، وإنّهم سيصغون إليهم ويرافقونهم ويعملون معهم على تطبيق أهمّ توصيات السّينودس، إنّهم يدعون شبيبتهم وشبيبة لبنان إلى عيش الرّجاء بالمسيح القائم من الموت والتّطلّع إلى بناء مستقبل لهم في لبنان الوطن الرّسالة بتحمّل مسؤوليّاتهم في قلب الكنيسة وفي المجتمع.

وكان لأعضاء المجلس لقاء مميّز صباح الأربعاء 14 تشرين الثّاني مع وفد من "تجمّع المؤسّسات المعنيّة بمساعدة الكنائس الشّرقيّة (ROACO) برئاسة نيافة الكاردينال ليوناردو ساندري رئيس مجمع الكنائس الشّرقيّة في الفاتيكان. وهم في زيارة عمل للبنان بمناسبة الاحتفال بيوبيل خمسين سنة على تأسيس هذا التّجمّع للقاء الكنائس والجمعيّات والمؤسّسات والمراكز الّتي تعنى بخدمة المحبّة وبمساعدة النّازحين إلى لبنان وللوقوف على أعمالها ودعمها لتشجيع المسيحيّين على الثّبات في أرضهم ووطنهم.

ثانيًا: انتخابات إداريّة
أجرى الآباء انتخابات إداريّة داخليّة، وكانت نتيجتها كالتّالي:

- المطران شكرالله نبيل الحاج رئيسًا للّجنة الأسقفيّة "عدالة وسلام".
- المطران حنّا علوان، رئيسًا للّجنة الأسقفيّة للشّؤون القانونيّة والمحاكم الرّوحيّة.
- المطران إيلي حدّاد، رئيسًا للّجنة الأسقفيّة للتّعليم العاليّ والجامعيّ.
- المطران منير خيرالله، مشرفا على جمعية كشافة لبنان وجمعية دليلات لبنان.
- المطران متياس شارل مراد، نائبًا لرئيس اللّجنة الأسقفيّة للعلاقات المسكونيّة ونائبًا لرئيس اللّجنة الأسقفيّة "عدالة وسلام".
- المطران جورج أسادوريان، نائبًا لرئيس اللّجنة الأسقفيّة للتّعاون الرّساليّ بين الكنائس.
- الأرشمندريت أنطوان ديب، نائبًا لرئيس اللّجنة الأسقفيّة لرسالة العلمانيّين.
- الأمّ منى وازن، نائبًا لرئيس اللّجنة الأسقفيّة للتّعليم المسيحيّ في لبنان.
- الأمّ ماري أنطوانيت سعادة، نائبًا لرئيس اللّجنة الأسقفيّة للعائلة والحياة.
- الأب بطرس عازار، أمينًا عامًّا للمدارس الكاثوليكيّة حتّى دورة المجلس للعام 2020.

ثالثًا: الأوضاع الرّاهنة في لبنان
سرّ الآباء جدًّا، مع كلّ اللّبنانيّين، في الدّاخل والخارج، بالمصالحة التّاريخيّة الّتي جرت أمس الأوّل في بكركي، برعاية السّيّد البطريرك بين رئيس تيّار المردة سليمان فرنجية، ورئيس حزب القوّات اللّبنانيّة الدكتور سمير جعجع، وبالوثيقة الّتي صدرت عنهما. وهم، إذ يهنّئون اللّبنانيّين بطيّ صفحة أليمة من الماضي، يتطلّعون إلى أن تشمل المصالحة جميع الأطراف اللّبنانيّة، ويصار إلى بناء الوحدة الدّاخليّة الّتي هي المدخل الأساس لاستعادة الثّقة المتبادلة بين اللّبنانيّين، وللخروج من أزماتنا السّياسيّة المتتالية المتسبّبة بالتّراجع الاقتصاديّ والمعيشيّ والإنمائيّ.

ويعتبر الآباء أنّ فقدان الثّقة المتبادلة وغياب الوحدة الدّاخليّة وطغيان المصالح الخاصّة، بالإضافة إلى التّدخّلات الخارجيّة، هي السّبب لعدم التّوصّل إلى إعلان الحكومة الجديدة بعد أكثر من خمسة أشهر على تسمية الرّئيس المكلّف وبدء المفاوضات. فمن دون الثّقة والوحدة والتّجرّد، يظهر المسؤولون السّياسيّون كأنّهم لا يريدون بناء دولة القانون والعدالة الاجتماعيّة، لأنّها تتنافى ومكاسبهم ونفوذهم وزعاماتهم، كما يظهرون غير مبالين بمعاناة الشّعب الّذي أوكل السّلطة العامّة إليهم للاعتناء به.
ثمّ تناول الآباء الأوضاع الاقتصاديّة والمعيشيّة المتردّية، وهي في الأساس من مسؤوليّة الدّولة بمؤسّساتها الدّستوريّة، وعلى الأخصّ الحكومة كسلطة إجرائيّة. فلا يمكن القبول بعد اليوم بعدم وجودها. وهم يطالبون جميع الأطراف السّياسيّة المعنيّة تسهيل تأليف الحكومة، اليوم قبل الغد، بالتّعالي عن مصالحهم ومواقفهم، رحمة بالبلاد وبالمواطنين.

أمّا الكنيسة فتواصل من جهتها بذل ما يلزم من جهود، وتحمّل ما ينبغي من تضحيات أمام حجم الفقر المتزايد عند شعبنا بسبب الأزمة الاقتصاديّة والمعيشيّة الخانقة، وبسبب اتّساع رقعة البطالة، وارتفاع كلفة المعيشة، طعامًا وكسوة واستشفاء وأدوية وتربية.

أمام هذا الواقع، يؤكّد الآباء أنه يبقى من واجب الكنيسة الرّاعويّ الدّفاع عن الشّعب اللّبنانيّ ولاسيّما الفقراء والمظلومين، وإعلان المبادئ الدّستوريّة والدّيمقراطيّة والثّقافيّة، الّتي تنظّم العمل السّياسيّ وتنقذه من انحرافاته، ومن أخطاره على الوطن والمواطنين، إذا ما انحرف. لذا تعنى الكنيسة في مؤسّساتها بالتّربية على خلق ذهنيّة جديدة لدى شبابنا وأجيالنا الطّالعة. فلبنان قيمة حضاريّة ثمينة ينبغي الحفاظ عليها وتثميرها. وهو صاحب دور ورسالة في هذه المنطقة بسبب واقعه السّياسيّ والجغرافيّ. وهو بالتّالي عامل استقرار في محيطه، كما يشهد له الجميع.

إنّ الجامعة اللّبنانيّة، الّتي أنشئت لتكون جامعة وطنيّة بامتياز في خدمة الشّريحة الأوسع من شبيبتنا السّاعين إلى العلم، تشهد اليوم غرقًا في الفئويّة والمذهبيّة الضّيّقة قد تصل إلى الاستئثار والإقصاء.

وعليه يسجّل الآباء بأسف التّعدّي على الحرّيّات العامّة في الجامعة، والانقلاب على الميثاقيّة فيها والإخلال بالتّوازن الوطنيّ وبالأعراف الأكاديميّة وانتهاك استقلاليّة الجامعة والتّدخّل الفاضح في مساراتها الأكاديميّة. ويدعون المسؤولين في أعلى المستويات إلى الإسراع في إنشاء المجمّعات الجامعيّة الّتي نصّ عليها قرار مجلس الوزراء بتاريخ 5- 5 - 2008 والتّوجّه نحو خيار جامعات لبنانيّة مستقلّة قانونيًّا، إداريًّا وأكاديميًّا، ينسّق بينها مجلس أعلى للتّعليم العاليّ الرّسميّ للسّهر على وحدة التّوجّهات الوطنيّة وعلى المستوى الأكاديميّ.

أعرب الآباء عن ألمهم لاستمرار الحروب الدّائرة في الشّرق الأوسط، الّتي لا زالت تزعزع الاستقرار والسّلم وتتسبّب بالخراب والدّمار وتهجير المواطنين. فإنّهم إذ يجدّدون إدانتهم العنف بكلّ أشكاله وتشجيعهم على الحوار البنّاء بين المسؤولين، يدعون أبناءهم المسيحيّين الى أن يصمدوا بنعمة الله في رجائهم بإعادة بناء أوطانهم مع إخوتهم المسلمين في تكافؤ الفرص والمواطنة المتساوية والمسؤولة. ويناشدون المجتمع الدّوليّ والدّول المعنيّة لإيقاف الحرب وإحلال السّلام الشّامل والعادل والعمل الجدّيّ على عودة النّازحين واللّاجئين والمخطوفين والمبعدين إلى بلدانهم وبيوتهم وممتلكاتهم. ويؤكّدون على المبادئ الّتي أعلنها قداسة البابا فرنسيس حول منطقة الشّرق الأوسط، وهي: حلول السّلام هو شرط لبقاء المسيحيّين في أرضهم وأوطانهم، لا شرق أوسط من دون المسيحيّين الّذين هم عامل توازن واستقرار فيه، واجب الدّفاع عن حقوق الأفراد والأقلّيّات تحت سقف المواطنة.

خاتمة
وفي الختام، يطلب الآباء بركة الله على أبنائهم وبناتهم ليفتحوا قلوبهم للنّعمة ويعيشوا المصالحة والالتزام بتحقيق السّلام، ويعلنوا رجاءهم بمستقبل أفضل يعملون فيه معًا على تحقيق ملكوت المحبّة والعدالة والسّلام بشفاعة السّيّدة العذراء سيّدة لبنان وحاميته.

وفي ما يجري الاستعداد للاحتفال بذكرى الاستقلال الخامسة والسّبعين، يأمل الآباء أن يعمل جميع المسؤولين السّياسيّين على تسهيل إعلان الحكومة العتيدة لتبدأ بورشة الإصلاح السّياسيّ والإداريّ والاجتماعيّ والاقتصاديّ الّتي باتت أكثر من ملحّة؛ ويقدّمونها بذلك هديّة إلى كلّ اللّبنانيّين في عيد الاستقلال".