دينيّة
17 كانون الأول 2022, 08:00

في عيدك السّادس والثّمانين، شكرًا!

ريتا كرم
إليك يا أيّها الحبر المتواضع الأشيب الرّأس والقلب الشّابّ، ستّ وثمانون انحناءة نقدّمها لك اليوم على عدد سنين عمرك، ونبادلك إيّاها أنتَ يا من انحنيت أمام العالم كلّه يوم انتُخبت أسقفًا للكنيسة الكاثوليكيّة فبدأتَ مسيرتك يومها بعلاقة أفقيّة معنا وعاموديّة بالصّلاة للرّبّ.

إليك ستّ وثمانون تحيّة شكر يا من علّمتنا "الثّورة" بهدوء، والنّضال برزانة، والدّفاع عن الحقّ بتجرّد وجرأة.

أنتَ يا من أتيتَ، مثل يسوعك، لتخدم خدّام الله فأخرجت البابويّة "من برجها العاجيّ ونقلتها إلى الشّارع"؛ يا من دفعتَ أكبر كنيسة في العالم إلى مواجهة حاجاتها العميقة ومواجهة أكبر مشاكلها المستورة والمعلنة؛ يا من جذبتَ بسرعة فائقة الكبار كما الصّغار إلى حضن أب دافئ يرعى بيعته ويخاف عليهم ويصلّي من أجلهم مهما بعُدت المسافات بينهم، ويزورهم إن اضطرّ إلى ذلك، ويفاجأهم بمكالمة أو رسالة فيضمّد جراحهم وينتشلهم من ضعفهم.

أنتَ الّذي كنتَ ولا تزال مثالاً للقائد الحقيقيّ الّذي لم تبهره الأضواء ولا الشّهرة، والّذي رفعتَ صوتك من أعلى المنابر مناديًا بالسّلام والحقّ.. شكرًا لأنّك صورة حيّة عن يسوع المسيح.

شكرًا لأنّك مشيت بيننا وشعرت بلمسة كلّ منّا.

شكرًا على كلّ مرّة صافحتنا فيها أو لوّحت لنا بيديك المباركتين من سيّارتك المخترقة الحشود.

شكرًا على ابتسامتك الدّائمة والمعدية.

شكرًا على بركتك لأطفالنا ومعانقتك لمرضانا وزيارتك للفقراء والمساجين...

شكرًا على كلّ مفاجآتك الّتي قوّت عزيمة الكثيرين وثبّتتهم في الرّجاء.

شكرًا يا رسول الرّحمة ويا أب الفقراء الّذي لا ينعس ولا ينام.

في عيدك السّادس والثّمانين، تحيّة أبناء يرفعون يوميًّا نظرهم إلى العُلى شاكرين الله على نائبه الأرضيّ، وقبلة منهم يطبعونها على جبينك أيّها الأب الطّيّب والحنون والرّحوم.