أخبارنا
08 حزيران 2014, 21:00

في عيدها الرابع والعشرين تيلي لوميار تطلق فضائيّتها الثالثة: نور الشّرق من بكركي

(تيلي لوميار) في ذكرى تأسيسها الرابع والعشرين، أطلقت تيلي لوميار فضائيّة \"نور الشّرق\" البشرويّة الرسوليّة المتخصّصة بشؤون الكنائس الشّرقيّة كافّة، لتنضمّ بذلك إلى فضائيّتيها \"نورسات\" في عيدها الحادي عشر، و\"نور الشّباب\" في عيدها الثالث.
وذلك في قدّاس مسكونيّ احتفاليّ، ترأسه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، من الصّرح البطريركيّ في بكركي، في أحد العنصرة، بمشاركة بطريرك الأرمن الكاثوليك نرسيس بدروس التاسع عشر، والمطران غطّاس هزيم ممثّلاً بطريرك الروم الأورثوذكس يوحنا العاشر، والمطارنة: رولان أبو جودة رئيس مجلس إدارة تيلي لوميار، يوحنا علوان، أنطوان نبيل العنداري، شكر الله نبيل الحاج، بولس روحانا، جرجس قسّ موسى، الياس رحال، وعدد من الكهنة من مختلف الطوائف المسيحيّة، بحضور أعضاء مجلس إدارة التلفزيون: المدير العامّ جاك كلاسي، المهندس نعمة افرام، والمهندس جورج معوّض، د. أنطوان سعد، والأستاذ ريمون ناضر، وأسرة وأصدقاء المحطّة من فعاليات رسميّة ودينيّة وشعبيّة.
في العظة، هنّأ البطريرك الراعي مجلس إدارة تيلي لوميار على إنجازاتها الكبيرة، وبخاصّة على فضائية "نور الشّرق" المتخصّصة بشؤون الكنائس الشرقيّة، والناطقة باسمها وبلغاتها، قائلاً: "نهنّئهم بفضائية "نور الشّرق" لأنّها ستحمل للعالم هويّة هذه الكنائس وكنوز تقاليدها وتراثاتها، وتجمع شمل أبنائها المقيمين والمنتشرين وستقوّيهم في شهادتهم للمسيح الربّ الذي أشرق على العالم نوراً في هذا المشرق، فيما تتخبّط اليوم بلدانه في ظلمات الحرب والعنف والقتل والدمار، بحثاً عن الهويّة والمكانة في أسرة الدّول. إنّه نور المسيح: الحقيقة والمحبة، نور العدالة والحرية، نور الغفران والمصالحة، نور الأخوّة والتضامن. هذا النور ستنشره فضائية "نور الّشرق"، ثقافة حوار بين الكنائس والأديان، وثقافة اعتدال وانفتاح وعيش للوحدة في التنوّع... بإطلاق فضائية "نور الشّرق" يهيّئ الله ربيعاً حقيقياً لعالمنا العربي. ويجعلها أداة فاعلة لروح الحق الذي أرسله الآب، يوم العنصرة، ليبدأ في العالم زمن الحقيقة التي توحّد وتحرّر... إنّها لغة الحقيقة والمحبة التي يتكلّمها عديدون في مجتمعنا، والتي تنطق بها تيلي لوميار ونورسات بكلّ فضائياتها، لا سيّما بفضائية "نور الشّرق"، وتجمع مشاهديها في كلّ أقطار الأرض."
ثمّ كانت كلمة للمهندس نعمة افرام تلاها، في ختام القدّاس، باسم إدارة تيلي لوميار، وأتى فيها: "ما أجْملَ أن نلتقي اليومَ في العيدِ الرابعِ والعِشرين لتيلي لوميار. وكُلُّنا نتذكَّرُ الانطلاقةَ الأولى وكيفَ قَطَعنا المَسافاتِ خُطوةً خطوة ويومًا بيَوم. كان الهَمُّ يومَها أنْ نستمرَّ ولو شَهراً إضافيّاً واحداً... وها هي تيلي لوميار اليومَ مع شقيقاتِها تُرسِّخ الزَّرْعَ على امتدادِ مَلَكوت الله. تَجمَع ولا تفرِّق. تُحبُّ البَعيدَ قبْلَ القريب وتُبارِكُ لاعنِيها. تُطيِّبُ الخواطر، وتَبعَثُ الأملَ لدى كلِّ بائسٍ أو خاطئ أو مظلوم، وتُليِّنُ القُلوبَ المُتحجِّرةَ عِند كُلِّ حاقدٍ ومُنتقِم. أليست هذه هي أورشليمُ السماويةُ تُرسِل مَوجاتِ المحبّةِ والتسامُحِ عَبْرَ الأثيرِ، فتَدخُلُ إلى البيوتِ المُوصَدَةِ أبوابُها، والنوافذِ المُحكَمةِ الإقفال، زارعةً رسالةً كَونيّةً دخلَت التاريخَ منذ ألفي سنة ولنْ تَخرُجَ منهُ إلى آخرِ الأزْمِنة؟"
وللمناسبة، كانت كلمة لرئيس مجلس الإدارة المطران رولان أبو جودة ذكّر فيها بانطلاقة تيلي لوميار، شارحاً عن هويّة وأهداف نور الشّرق المحطّة الأولى الّتي تعنى بالتراث العربيّ المسيحيّ، وتربط المؤمنين من أصول شرقية بكنائسهم في أوطانهم الأصليّة، قائلاً: "لماذا الشّرق؟ لأنّ الشّرق مصدر النور، رسالة حوار بين الشّعوب، ومهد الأديان الموحّدة، لأنّ لبنان "هو أكثر من وطن، هو رسالة". لماذا بشرويّة؟ لأنّ إعلان بشرى قيامة المسيح واجب كلّ مسيحي. لأنّ البشارة فعل حياة. لماذا رسوليّة؟ لأنّها صوت الرسالة الإنجيلية والمرسلين، لأنّها امتداد واستمرار لشهادة الرسل. لأنها تسعى إلى التعاون والتعاضد بين الكنائس."
أمّا مدير عامّ تيلي لوميار جاك كلاسي فشدّد في كلمته، على أنّه "ليست صدفة ان تكون تيلي لوميار وفضائياتها قد انطلقت يوم العنصرة... انطلقت في العنصرة لترجع لغة السلام، لغة المحبّة، لغة التلاقي، لغة الكرامة، لغة التفاهم والإلفة، ولتنقل هذه الصورة الرائعة عن الحضور الإلهيّ بيننا. ففي وصاياه الأخيرة وقبل صعوده إلى السماء، قطع يسوع وعده لنا وقال: "ها أنا معكم كلّ الأيام وحتّى انقضاء الدهر"، هو معنا عبر الكنيسة وعبر تيلي لوميار ونورسات ونور الشّباب ونور الشّرق، ونور القدّاس، ونور الطفل، ونور الكلمة، ونور ميوزيك، وقريباً نور مريم ونور spirit ونورنيوز... هذه المحطّات ما هي إلاّ رد على شاشات برج بابل اليوم."
من جهتها أكّدت مديرة برامج نور الشّرق ماري تريز حنين أنّ الفضائيّة الجديدة هي للجميع، فعبرها "ستلتقون الكنيسة الأرمنية التي قامت على إيمان شعب شاهد وشهيد، وكنيسة الأقباط وكلّهم أهل نسك وتقوى، والكنيسة الكلدانيّة: كنيسة الأغنياء بالروح، والكنيسة الأشوريّة ذات التاريخ العامر الغامر بحضارة لا تحتضر. وكذلك الكنيسة الإنجيليّة بمسيحها الحيّ وقد غرفت منه ماء الحياة. وتلتقون كنيسة الملكيين من أورثوذكس وكاثوليك الّذين استمدّوا إيمانهم من ملك الملوك بكلّ قوّة وعزّ. وستكتشفون سرّ الكنيسة السريانيّة حيث سَرَيان القداسة في الشهادة، وروحانّية الكنيسة اللاتينيّة الّتي غزا مؤمنوها العالم ليُغذّوه بروح الكلمة ويعزّوه، وطبعاً للكنيسة المارونيّة إطلالتها ترسيخاً للإيمان وتشبّثاً بالحرّيّات وحرصاً على الكرامات."
وفي ختام القدّاس، تحلّق الجميع حول البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، الرئيس الفخريّ لمجلس إدارة تيلي لوميار، في صورة تذكاريّة، قاطعين حلوى المناسبة.