في عيد الاستقلال، نصلّي ليعود الوطن!
هو يحلّ ولبنان الكبير تخطّى عتبة المئة. يأتي وقلوب اللّبنانيّين تلتهب نارًا وحرقة وألمًا، بخاصّة بعد أن مرّ أكثر من عام على الانفجار الّذي هزّ عاصمته في الرّابع من آب/ أغسطس. هو يحلّ ورائحة الموت لا تزال تعبق في بيروت، ودم الشّهداء الّذي روى العلم اللّبنانيّ وزاد حُمرة مع كلّ نعش رُفع على الأكفّ، لم يجفّ بعد، لاسيّما وأنّ الحقيقة وراء هذا العمل الإرهابيّ لم تنجلِ بعد.
عيدٌ بأيّ حال عدتَ يا عيد؟!
عُدتَ وبيروت لا تزال مجروحة.
عُدتَ وما من خيط كُشف ليبرّد قلوب أهالي الضّحايا واللّبنانيّين من شماله إلى جنوبه.
عُدتَ ولا تزال الأحلام أسيرة تنازعات داخليّة وسياسيّة واقتصاديّة، تهدّد الغنيّ كما الفقير، وتحفر في الهاوية عميقًا، حتّى بات نور الأفق بعيدًا بعيدًا.
عُدتَ وسط أزمات متلاحقة. أزمات مخرجها الوحيد: "الحياد الإيجابيّ"، حياد "ناشط" ينادي به من أعلى المنابر الصّوت الصّارخ في الكنيسة اليوم البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، َحياد أجمعت على أهمّيّته غالبيّة القوى السّياسيّة في لبنان.
نعم، هكذا هو عيد الاستقلال في بلادي هذا العام. عيد يأتي وسط أوجاع كثيرة تُثقل كاهل كلّ فرد وتكبّله وتقيّد مستقبله، وتهدّد لقمة عيشه وصحّته.
ولكن، هذا الشّعب الّذي صمد إبّان الحروب وتحت القصف، ونجا من الهلاك مرّات ومرّات، لن يقبل الهزيمة اليوم، ولا الاستسلام. فهو كتلك الأرزة المغروسة في وسط علمه جبّار، شامخ، قويّ وصامد بوجه كلّ العواصف.
هو كلّه إيمان بأنّ فجر الاستقلال الحقيقيّ سيبزغ قريبًا، وحتّى موعد هذا البزوغ، نصلّي ليعود الوطن!