الفاتيكان
15 كانون الأول 2020, 06:55

في عيد سيّدة غوادالوبي، البابا يدعو إلى الوفرة والبركة والعطاء

تيلي لوميار/ نورسات
تأمّل البابا فرنسيس بثلاثة مفاهيم تعكسها صورة العذراء سيّدة غوادالوبي: الوفرة والبركة والعطاء، وذلك خلال قدّاس إلهيّ ترأسّه يوم السّبت في عيد شفيعة أميركا اللّاتينيّة، في بازيليك القدّيس بطرس بالفاتيكان، قال فيها بحسب "فاتيكان نيوز":

"الوفرة، لأنّ الله يقدم نفسه دائمًا بوفرة، ويعطي دائمًا بوفرة. هو لا يعرف الجرعات: هو يسمح بأن نأخذ جرعات من صبره، ولكن لأنّنا- بطبيعتنا ومحدوديّتنا- نحتاج إلى "الأقساط المريحة"، بينما هو يبذل نفسه بوفرة وبشكل كامل. وبالتّالي حيث يوجد الله توجد الوفرة. وفي التّأمّل حول سرّ الميلاد، واللّيتورجيا [...] نجد لدى النّبيّ أشعيا الكثير من فكرة الوفرة هذه. إنَّ الله يعطي ذاته بشكل كامل، كما هو، بالكامل. إنَّ السّخاء-ويطيب لي أن أفكّر هكذا- هو أحد حدود الله- إذ يستحيل له أن يعطي ذاته بطريقة مختلفة غير الوفرة.

الكلمة الثّانية، هي البركة: لقاء مريم بأليصابات هو بركة. أن نبارك يعني "أن نقول حسنًا"، وقد عوّدنا الله، ابتداء من الصّفحة الأولى من سفر التّكوين، على أسلوبه هذا في أن "يقول حسنًا". فالكلمة الثّانية الّتي ينطق بها، بحسب الكتاب المقدّس، هي: "... وكان حسنًا". لذلك، فإنّ أسلوب الله هو أن يقول حسنًا على الدّوام، ولهذا السّبب فإنّ اللّعنة هي أسلوب الشّيطان، وأسلوب العدوّ، وأسلوب اللّؤم، وعدم القدرة على تقدمة الذّات بشكل كامل، و "قول الشّرّ". إنّ الله يقول حسنًا على الدّوام، ويقول ذلك بحماسة، ويقول ذلك بتقدمة ذاته: يبذل نفسه بوفرة ويبارك.

الكلمة الثّالثة هي العطاء. إنّ هذه الوفرة، وهذا القول الحسن، هو عطيّة، إنّه هبة. عطيّة تُعطى لنا، وهي نعمة بأكملها، إنّها منه وهي إلهيّة بكاملها، في المبارك؛ إنّها عطيّة تُعطى لنا في هذه "الممتلئة نعمة"، "المباركة". المبارك بحسب الطّبيعة والمباركة بحسب النّعمة: هما المرجعان اللّذان يدلّنا عليهما الكتاب المقدّس. يقال لها "مباركة بين النّساء، وممتلئة نعمة"؛ يسوع هو المبارك الّذي يحمل البركة. وبالنّظر إلى هذه الصّورة لأمّنا الّتي تنتظر المبارك، هي "الممتلئة نعمة" الّتي تنتظر "المبارك"... ربّما يمكننا أن نفهم القليل من هذه الوفرة، ومن أن نقول حسنًا، أيّ أن نبارك، ونفهم مفهوم العطيّة المجّانيّة. عطيّة الله الّتي تُقدَّم لنا في وفرة ابنه، بطبيعته، وفي وفرة أمّه، بالنّعمة. هذه هي العطيّة الّتي يقدّمها الله لنا والّتي يريد أن يؤكّدها باستمرار، وأن يوقظها باستمرار في الوحي: "مباركة أنت بين النّساء، لأنّك حملتِ لنا المبارك"- "أنا والدة الله لأنّه حيّ، إنّه واهب الحياة، المبارك".

لنطلب اليوم من الله القليل من هذا الأسلوب الّذي لديه: السّخاء والوفرة، أن نقول "حسنًا"، ولا نلعن أبدًا، ونحوّل حياتنا إلى عطيّة، عطيّة للجميع."