الفاتيكان
29 تشرين الأول 2017, 14:32

في كلمته قبل صلاة التّبشير الملائكي البابا فرنسيس يتحدّث عن وصيّة المحبّة

تلا قداسة البابا فرنسيس، ظهر الأحد، صلاة التّبشير الملائكي مع وفود من المؤمنين احتشدوا في ساحة القديس بطرس، ووجّه كلمةً، استهلّها مشيراً إلى أنّ ليتورجيا هذا الأحد تقدّم لنا مقطعاً إنجيليّاً قصيراً، وإنّما في غاية الأهميّة (راجع متى 22، 34 – 40).

يخبر متّى الإنجيلي أنّ الفرّيسيين اجتمعوا ليحرجوا يسوع، فسأله واحد منهم"يا معلّم، ما هي الوصيَّةُ الكبرى في الشريعة؟ وقد أجاب يسوع قائلاً "أحببِ الربَّ إلهَكَ بكلِّ قلبكَ وكلِّ نفسِكَ وكلِّ ذهنِكَ"، وأضاف "أحبب قريبَكَ حبَّكَ لنفسِك". وأضاف الأب الأقدس أنّ يسوع أراد إفهام أنّه بدون محبّة الله والقريب لا توجد أمانة حقيقيّة للعهد مع الرّب. وتابع كلمته متوقّفاً عند ما جاء في سفر الخروج (راجع 22، 20 – 21)، وأشار البابا فرنسيس إلى أنّ يسوع مجيباً على الفريسيين الذين سألوه، أراد أيضاً أن يساعدهم في اعادة تحديد ما هو مهم حقّاً وما هو أقلّ أهمية، ويقول"بهاتين الوصيّتين ترتبطُ الشريعةُ كلُّها والأنبياء" (متى 22، 40)، وأضاف أنّ يسوع عاش حياته هكذا تحديداً: معلِّما وفاعلاً ما هو مهم حقّاً وجوهري، أي المحبّة. وأكّد البابا فرنسيس أنّ المحبّة تُعطي اندفاعاً للحياة ومسيرة الإيمان: بدون المحبّة، الحياة والإيمان هما عقيمان.

تابع الأب الأقدس كلمته مشيراً إلى أنّ ما يقدّمه يسوع في هذا المقطع الإنجيلي هو مثال رائع يتطابق مع الرغبة الأكثر صدقاً لقلبنا. بالواقع، لقد خُلقنا لنُحبّ ونحَب. إنّ الله الذي هو محبة خلقنا ليجعلنا مشاركين في حياته، كي يحّبنا ونحبه، ونحب معه جميع الأشخاص الآخرين. هذا هو "حلم" الله للإنسان. ولتحقيقه، أضاف البابا فرنسيس، نحن بحاجة إلى نعمته، نحتاج أن ننال القدرة على المحبة والتي تأتي من الله نفسه. ولهذا تحديداً، يعطينا يسوع ذاته في الافخارستيا. وفي ختام كلمته، قال البابا فرنسيس لتساعدنا مريم العذراء كي نقبل في حياتنا "الوصية الكبرى"، محبّة الله والقريب.

وبعد صلاة التّبشير الملائكي، وجّه البابا فرنسيس كلمةً أشار فيها إلى الاحتفال يوم أمس السبت في كاكسياس دو سول بالبرازيل بتطويب الكاهن جوفاني سكيافو، الذي ولد في فيشينسا، وأُرسل إلى البرازيل حيث عمل بحماس في خدمة شعب الله وتنشئة الرهبان والراهبات. وقال البابا فرنسيس: ليساعدنا مثاله كي نعيش بشكل كامل انتماءنا إلى المسيح والإنجيل.