ثقافة ومجتمع
19 آب 2016, 08:13

في يوم التصوير العالمي.. صور هزّت العالم

ميريام الزيناتي
"التصوير الفوتوغرافي يُساعد الناس لكي يرون"، تقول المصوّرة الفوتوغرافية بيرنيس ابوت، فكم من مرّة كانت الصّورة أبلغ من الكلام، وكم من مرّة تغيّرت أحداث التاريخ بسبب انتشار صور هزّت العالم؟

في اليوم العالمي للتصوير، لا بدّ من التوقّف عند أهم الصّور التي هزّت العالم وساعدت في تغيير أحداثه، صور لمست قلب الإنسانية وعكست واقعاً مريراً من خلال عدسات مصوّر شاء أن يشرك العالم في نظرته للحياة.

من منّا لا يتذكّر صورة الطّفل الزّاحف الذي حفرت المجاعة بصماتها على جسده النحيل وذاك الصّقر الأسود المنتظر موت الصّبي لإشباع جشعه، جشع يشبه حقارة الحروب وموت الإنسانية في العالم.

ومن لم يتأثّر بصورة المجاعة التي عكست الواقع الأليم المبني على التناقضات والفروقات الإجتماعية، في الصّورة تظهر يد طفل صغير برزت عليها معالم الجوع المزمن والفقر الشّديد ممسكاً بيدٍ تشعّ حياة لم تذق يومًا طعم المجاعة.

من منا لم يهزّه موت الطّفل السّوري ايلان كردي الذي غرق فيما كانت عائلته تحاول الهروب من واقع مرير دفعها لاختيار الهجرة غير الشّرعية كمنفذ أخير. صورة هذا الصّبي هزّت العالم وحرّكت الرأي العام حول الحرب السّورية، حرب اندلعت لسنوات من دون أن تحرّك المشاعر الإنسانية.

وأخيراً، صورة عمران الذي انتشرت في الأيام الأخيرة، ذاك الطّفل انتُشل من تحت أنقاض حلب، الطفل الذي شاخ قبل أن يكبر، فشارك العالم أحزانه وأوجاعه عبر صورة تداولها كل ناشط على مواقع التواصل.  

الصّورة تساوي ألف كلمة، فالمجتمع لا يهتم لمرارة واقع لم يره أو يلمسه.. الإرهاب هو نفسه منذ آلاف السّنين والمجاعة هي عينها، الحروب لم تتغيّر والفقر لم يكن يوماً أقلّ حدّة، ولكن ما تغيّر هو أن العالم اليوم بات يرى هذا الجوع وذاك الإرهاب بفضل عدسات نقلت الواقع بجانبه الإنساني، فهل تتمكن هذه الصّور من خلق صورة عالم أكثر سلاماً؟