قُتل لأنّه قرّر البقاء أمينًا لسرّ الاعتراف، من هو هذا القدّيس الّذي تحدّث عنه البابا؟
وقال البابا في هذا الإطار بحسب "فاتيكان نيوز": "إنّ جذور الشّجاعة والحزم الإنجيليّ- الّتي تعود إلى القدّيس الشّفيع- ينبغي ألّا تتحوّل إلى شعار يُعلّق على الحائط، أو تُحفة توضع في المتحف، إذ لا بدّ أن تبقى جذورًا حيّة لأنّ ثمّة حاجة إليها اليوم أيضًا.
إنّ كون الشّخص مسيحيًّا أو خادمًا للكنيسة في أوروبا وفي مناطق عدّة من العالم، يعني أن يقول: "لا" لقوى هذا الدّهر، و"نعم" للإنجيل. وهذه القوى قد تكون سياسيّة أو إيديولوجيّة أو ثقافيّة ويتمّ بثّها من خلال وسائل التّواصل القادرة على ممارسة الضّغوط وابتزاز الأشخاص وعزلهم.
إنّ شهادة القدّيس يوحنّا نيبوموك تذكّرنا اليوم بتفوّق الضّمير على أيّ سلطة أخرى دنيويّة، وبتفوّق الكائن البشريّ وكرامته غير القابلة للتّصرّف الّتي ترتكز إلى الضّمير المنفتح على المتسامي."
ومضى البابا إلى القول: "إنّ القدّيس يوحنّا نيبوموك هو أيضًا "حامي الجسور". وبغية إحياء ذكراه لا بدّ من السّعي إلى بناء الجسور حيث توجد الانقسامات، والمسافات وسوء الفهم. بل ينبغي أن نكون نحن بأنفسنا جسورًا وأدواتٍ متواضعةً وشجاعة للّقاء والحوار بين الأشخاص والجماعات المختلفة. وهذه صفة من صفات خدّام المسيح، كما يظهر في سيرة حياة العديد من الأساقفة والكهنة القدّيسين، الّذين كانوا صانعين للسّلام والمصالحة في أوضاع الصّراع.
إنّ هذه الجهود لا تتحقّق بمعزل عن الصّلاة، لأنّ الجسور تُبنى بدءًا منها ومن قرع باب قلب المسيح بإصرار. والصّلاة– كما قال الكاردينال مارتيني– هي "صرخة للتّشفّع"، وتكتسب اليوم أهمّيّة كبرى إزاء الحرب الدّائرة في أوكرانيا... إنّ المسيح هو الجسر، وهو سلامنا إذ هدم جدار العداوة. ولا بدّ أن نوجّه الأشخاص والعائلات والجماعات نحوه على الدّوام، متفادين أن نكون نحن في المحور. وهذا ما نفعله في حياتنا اليوميّة من خلال الاحتفال بالقدّاس."
وفي الختام، دعا الأب الأقدس أعضاء المعهد القادمين من بلدان مختلفة إلى الهروب دومًا من تجربة الظّهور، وإلى أن يكونوا جسورًا وخدّامًا لثقافة اللّقاء.