دينيّة
26 تشرين الأول 2021, 07:00

قدّيس اليوم عظيم في الشّهداء، من هو؟

ريتا كرم
هو الفائز بإكليل الشّهادة بعد أن أمضى حياته على الأرض يشهد للمسيح ويزرع الإيمان ويرفع الإنسان إلى العلى فيريه أنّ الله هو الأب والأمّ وكلّ شيء وموطنه هو السّماء؛ تحتفل الكنيسة اليوم بعيده ونبحث في فصول حياته مستلهمين من سيرته ممجّدين الرّبّ على قدّيسيه.

 

وُلد ديمتريوس المعروف أيضًا بـ"متري"، في مدينة تسالونيكي ونشأ فيها تقيًّا كوالديه، مستقيًا من أبيه القائد العسكريّ ضبط النّفس والجهاد والأمانة الّتي عزّزها بانخراطه في السّلك نفسه وبتولّيه منصب قائد جيش تساليا وقنصلاً على اليونان.

تميّز هذا الجنديّ بإيمان عظيم خوّله عيش الإنجيل وهو ينبض محبّة ويمتلئ سلامًا ويشعّ برًّا، ينشر كلمة الله ويبشّر بها بالقول والفعل؛ فما مرّ يوم إلّا وكان خادمًا للقريب والبعيد، مسعفًا لكلّ بائس وضالّ، ونورًا لمن أغمض عينيه عن الله وصمّ أذنيه عن كلمته، فتحوّل بفضله الكثيرون من الوثنيّة إلى المسيحيّة. غير أنّ مغرضين غيورين وشوا به إلى الامبراطور مكسيمينيانوس الّذي مرّ بتسالونيكي بعد انتصاره على  البرابرة السكيثيّين شمالي غربي البحر الأسود، فغضب منه بخاصّة بعد أن أعلن إيمانه بفخر وأمر بتجريده من ألقابه وشارته ملقيًا إيّاه في سجن تحت الأرض تعبق فيه روائح كريهة.

هنا أيقن ديمتريوس أنّ اللّحظة حانت ليمجَّد الله من خلاله، فأعدّ نفسه للاستشهاد مصلّيًا، موعزًا إلى رفيقه الأمين "لوبوس" الّذي كان يزوره ويعتني به في سجنه، أن يوزّع كلّ مقتنياته إلى الفقراء والمساكين. وما هي إلّا أيّام قليلة حتّى أمر الامبراطور بقتله، لاسيّما بعد أن تغلّب الشّاب "نسطور" على "لهاوش" أحد رجال الامبراطور في المصارعة بعد أن صلّى القدّيس من أجله، فنُفّذ الحكم على ديمتريوس وطُعن بالحراب حتّى أسلم الرّوح وملأت دماؤه أرض السّجن، فأخذ "لوبوس" خاتم الشّهيد مغمّسًا إيّاه في الدّماء ونزع عنه رداءه كذخيرة مقدّسة فأجرى الله من خلالهما أعاجيب متابعًا رسالته بعد وفاته.

واليوم، في ذكرى القدّيس ديمتريوس، نردّد مع التّرنيمة مصلّين: "إنّ المسكونة وجدتكَ منجدًا عظيمًا في الشّدائد وقاهرًا للأمم يا لابس الجهاد، فكما أنّك حطّمت تشامخ لهاوش، وفي الميدان شجّعت نسطر، كذلك أيّها القدّيس توسّل إلى المسيح الإله أن يُنعم بغفران الزّلّات لنفوسنا"، آمين!