قدّاس في سيدة الانتقال صوفر وفاء لشهداء الجيش في فجر الجرود فرج: بذلوا أنفسهم واعطوا حياتهم لتكون لنا الحياة والامان
بداية تلا المربي وديع رعد نص الرسالة الموجهة من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وجاء فيها: "جانب القيمين على حركة لبنان الشباب، تلقى فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون دعوتكم الى المشاركة في القداس الالهي لمناسبة عيد الصليب المقدس الذي تحيونه وفاء لارواح الشهداء والعسكريين في عملية "فجر الجرود". وفي المناسبة، ننقل اليكم شكر فخامة الرئيس على دعوتكم وتقديره لمبادرتكم الطيبة وتمنياته لكم بدوام التوفيق في نشاطاتكم مع المودة والتقدير".
المدير العام للمراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية الدكتور نبيل شديد.
عظة
بعد القداس، ألقى الارشمندريت فرج عظة قال فيها: "نجتمع كما في كل سنة لقاء احبة في هذه الكنيسة التي كانت مهجورة وتعود الحياة اليها كي نشعر بأننا لسنا ابناء موت بل ابناء حياة. هذه السنة ذكرى غالية على قلبنا نحتفل بها، انها ذكرى اليمة ومفرحة. هذا الالم ان نفقد شبانا في ريعان الشباب بسبب قوى الشر، هذه القوى الشريرة التي تعبث دائما في هذا العالم لن نتوقف حتى اخر يوم من هذا الكون. قوى الشر تدمر وتقتل وتفسد المجتمع. لقد افقدتنا شبابا احببناهم وهم الذين كرسوا انفسهم لخدمة هذا الوطن. هذه الخدمة هي شرف وعطاء ونبل ووفاء. قدموا أنفسهم ولم يهابوا الموت، وكل من تكرس وسار الى الامام لا ينظر الى الوراء، كما قال المسيح، لا نتطلع الى الوراء بل دائما الى الامام. هؤلاء الشباب هم رمز لهذه القوى التي كلها حياة ووفاء في جيشنا المفدى. هم فقط علامة ورمز لكل هؤلاء الشباب المكرسين والمنخرطين تحت لواء القوى الامنية والجيش، كلهم محبة وفداء لهذا الوطن ولا يخافون الموت. كم يكبر قلبنا اليوم عندما نرى هذه الشجاعة وهذا الفداء في هذا الوطن، نحن في أمس الحاجة الى ان نعود ونشعر بهذه القوى الموجودة بيننا المكرسة للخدمة والعطاء، برزت في عملية "فجر الجرود"، أظهرت وجه لبنان المشع ووجه هذا الجيش الذي هو منا. هم ابناؤنا اظهروا لنا كم هم ابطال وكم في قلبهم من المحبة لهذا الوطن، وكلنا جيش لأنهم اولادنا ونحن منهم وهم منا. واذا لم نكن وراء هذا الجيش فسيخرب وطننا. نحن في حاجة لكي نبني هذا الانتماء الى الوطن والى المؤسسة العسكرية التي تحمينا، وهي دائما حاملة الراية وتسير امامنا وتسهر علينا. نحن اليوم ودعنا هؤلاء الشباب بدموع وحسرة في القلب".
واضاف: "لنعد الى انجيل اليوم، الاحتفاء اليوم هو رفع يسوع المسيح على الصليب، اذا اول "دواعش" كانوا منذ وقت المسيح سمروه على الصليب، لربما البعض قتلوا بالرصاص كانت الطف، هنا عذبوا اخوتنا واولادنا مدة ثلاث سنوات وكذلك صلبوا المسيح. موسى كان في الصحراء كان قائد شعبة الذي تعرض للدغات الأمافي والحشرات فمرض ومات. جاؤوا وقالوا لموسى "انت اخرجتنا من مصر وهنا نموت". موسى، في الكتاب المقدس، طلب الى الله مساعدة لكي يحمي شعبه، فقال: "اصنع عصيا وضع عليها افعى نحاسية وكل من يتطلع الى هذه الافعى يشفى، فشفي كل الشعب. وكما قلت هنالك الشر وهناك الشفاء. نحن في ديننا المسيحي المسيح رفع على هذا الصليب، لماذا؟ كي يفتدي شعبه، وكل انسان على وجه هذه الارض، جاء يفتدي الانسان وليس اليهود لأنهم صلبوه، ما اكبر قلب هذا المسيح فتح يديه كي يضم كل الناس، مات فدية. هؤلاء الشباب ماتوا فدية عن الوطن، المسيح مات فدية عن الانسانية جمعاء، المسيح اعطانا الخلاص، العذاب كان مؤلما له وفقدان اولادنا مؤلم، مؤلم للمؤسسة العسكرية وللاهالي. رأينا الدموع والأسى وكل شيء عشناه ولم يكونوا فقط خاصة المؤسسة العسكرية ولا عائلاتهم انهم خاصتنا فنحن لانهم ماتوا عنا كما المسيح مات عن كل انسان، وهؤلاء العسكريون ماتوا عنا جميعا لانهم اولادنا واخوتنا وقاربتنا، لم يعودوا فقط لعائلاتهم اصبحوا ابناء الوطن ماتوا عن الوطن هذا الرمز وهذا الوجود هذا الفداء الذي نحن نفتش عنه، في الفداء هنالك حياة، المسيح مات ولكن اعطى الحياة. هكذا احب الله العالم حتى انه بذل ابنه الوحيد لكي كل من يؤمن به تكون له الحياة، كل هؤلاء الشباب بذلوا نفسهم اعطوا حياتهم كي تكون لنا الحياة والامان في هذا الوطن والمسيح يريد ان يعطينا اياها بوفرة، ونحن نفتيش عن هذه الحياة بوفرة لأننا نتخبط في الامر، لكن عندنا قيامة وموت. لا نخاف الموت لان بعد الموت قيامة، نحن نحتفل بفرح انتقال شهدائنا اصبحوا ابطالا، اصبحوا عنوان فرحنا، لذلك اليوم نشترك كلنا بقلب واحد نصلي لاجل من يحمينا ويسهر علينا وخصوصا جيشنا الباسل كي تكون ويكونوا احياء بكرامة وامان وسلام. في هذا الوطن وندعو للشرق كله ان يعيش بسلام ولا نحتفل فقط اليوم من اجل هؤلاء الشباب الذي قضوا على يد "داعش" بل لكل عسكري جندي قدم نفسه للوطن".
وتابع: "لنعد الى الوراء، امس في عبرا قبلها نهر البارد، وقبلها كل يوم هناك شهداء والشهادة هي رمز لعطاء ومحبة كبيرين، هكذا احب الله العالم، هكذا أحبت المؤسسة العسكرية لبنان وقدمت ابناءها. هكذا نحن نتطلع الى الحياة، لأننا نريد ان نتخلص من الشر. المسيح في رفعه على الصليب، اعطانا الامل ان الخير سينتصر على الشر، والامل ألا نيأس لأن هناك من يحب، وهذه المحبة وشهادة المحبة هي تغمرنا كلنا وتنسينا كل الاحزان. نحن اليوم نفرح ان هنالك حياة لهؤلاء الشباب عند الله. هم في حضرة الله قدموا نفسهم والله استقبلهم، وهو كان اول شهيد واول من قدم نفسه عن الجميع. نحن اليوم نفرح ونحزن نحتفل، ولكن قلوبنا مليئة بالامل والفرح، اذا، عيد الصليب هو عيد المحبة. ما من حب اعظم من هذا. واذا لم نعط من ذواتنا ليس لدينا اهمية. الحب الاعظم ان يعطي الانسان. وكم نحن في حاجة الى عطاء، الوطن في حاجة الى كل واحد منا مهما كنا وفي أي حزب ومؤسسة. الوطن في حاجة الينا جميعا، ان نعطي لا ان نأخذ، ألا تكون انانيين، بل ان نفتح قلبنا ونمد يدنا كي نكون كلنا اخوة ووطنا واحدا، وكلنا نبني مؤسسة واحدة ونبني هذه الوحدة التي تجمع وان المسيح اعطى محبة فياضة في كل انسان ويدعونا كي نفتح قلبنا ونستقبل هذه المحبة في قلوبنا. ويدعونا ثانيا ان نعطي هذا الوطن، لا ان نكون انانيين فيفشل ونفشل لان فيه كثيرين يفتشون عن مصلحة. لا تبنى الاوطان بمصالح، بل بعطاء. نبارك لكل شخص يمد يده كي يبني دولة ووطنا واخوة وجسورا، كي يشعر كل واحد منا بأننا عائلة واحدة وخصوصا في هذا البلد الذي كان عامرا بالمسيحيين، وكل مسيحيي بيروت كان مصيفهم صوفر. اختفينا، هل يا ترى هذا الاختفاء يفرح؟ لا اعتقد. فرحنا ان نلتقي، ونحن نأتي لكي نلتقيكم ونحبكم ونشعر بأننا ما زلنا معكم واننا اخوة نكمل مسيرة تاريخ ودهر، لا نريد ان نكون منفصلين. هذا هو عيد الصليب، عيد العطاء والمحبة، لتبقى المحبة في قلوبنا. هذه المحبة تبنينا، تجعلنا اناسا اقرب، ترفعنا وترفع معنوياتنا وكرامتنا، تلغي كل بغض وحقد وفصال وقتال يخدم التقهقر والتراجع".
وختم: "أعايدكم جميعا، أعايد المؤسسة العسكرية، نفرح معها انها اظهرت لنا الباب وفتحته كي نعود ونستعيد كرامتنا كلبنانيين ونفتخر بجيشنا الباسل ونحن كلنا مدعوون الى مسيرة محبة، واينما كان هناك محبة، هنالك الله موجود، الله محبة وكلنا نؤمن بهذا الاله، اذا كان الله في قلبنا هنالك محبة. نأمل ونصلي ان يملأ الله قلبنا في هذه المحبة كي نعيش باخوة وبسلام بين الاخوة وفي هذا الوطن".
بعدها، قدم فرح القربان الذي قال انه "على نية جنودنا الذين انتقلوا الى الحياة الابدية، على نية عائلاتهم وعلى نية المؤسسة العسكرية جمعاء من قائدها الى آخر جندي، على نية رئيس الجمهورية وعلى نية كل فرد من ابناء هذا الوطن كي يشعر بأنه يبنى هذا الوطن وهو مهم ومساهم في بنائه".
فرحات
بعد ذلك، ألقت دومنيك فرحات كلمة "حركة لبنان الشباب" فنوهت ب"بطولات الجيش"، مقدمة التعازي بالشهداء الذين سقطوا دفاعا عن الوطن.
ثم كان زياح حول الكنيسة تلاه كوكتيل.