دينيّة
16 أيار 2017, 05:30

قدّيسو اليوم: 16 أيار 2017

تذكار مار عبدا ورفاقه الشهداء (بحسب الكنيسة المارونية) ولد هذا البار في كِلدُو في اوائل القرن الرابع. وكانت امّه مجوسيّة. وقد تحلّى عبدا بالمناقب الحميدة فأحّبه الجميع. وبعد أن ترقّى بالعلم والفضيلة ارتسم كاهناً وشيّد في بلدته ديراً وأنشأ مدرسة اعتنى بتعزيزها. وقيل انّها كانت تضمّ 60 استاذاً. فعمّد في كِلدُو كثيرين وأرجع ضالّين الى حظيرة المسيح. فقبض عليه المجوس وألقوه في السجن حيث بقي مدّة صابراً على الإهانة والجوع والألم، الى أن أطلق سراحه بعناية ربّانيّة.

 

وفي أثناء الاضطهاد الذي أثاره سابور على المسيحّيين، انبثق من الأرض صليب بشكل شجرة وكان يفيض بالمعجزات. قبنوا هناك ديراً قصَدَه عبدا منادياً ببشارة الإنجيل. وكان قد أصبح اسقفاً على المدائن. فتتلمَذَ له كثيرون. لكّنه اتُّهِمَ بأنّه هَدَم معبد النار للمجوس، فغضب الملك وكّلفه أن يجدّد بناء المعبد المهدوم. فأبى، حذراً من الاشتراك في العبادة المجوسيّة. عندئذ أمر الملك بقتله، فساقوه الى خارج المدينة وقتلوه هو وسبعة كهنة وسبعة شمامسة وسبع عذارى. فنالوا اكليل الشهادة سنة 374. صلاتهم معنا. آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً: تذكار القديس اجناديوس بطريرك القسطنطينية

كان اجناديوس كاهناً في كنيسة القسطنطينية ثم انتخب بطريركاً عليها لسمو فضائله وغزارة علومه.

ولما اختلس بطرس القصَّار كرسي انطاكية، سعى البطريرك اجناديوس لدى الملك لاون الاول، فأصدر أمراً بطرده. وقد رد كثيرين من الهراطقة الى الايمان القويم، ومن جملتهم مرسيان الكاهن.

وكانت له المنزلة الرفيعة والكلمة النافذة لدى الملك، حتى أقنعه بأن يُصدر مرسوماً ملكياً، يمنع فيه رعاياه من الشغل يوم الاحد. وحظر على الحكومة المدنية استدعاء الاكليريكيين الى المحاكمة أو الشهادة بدون اذن رؤسائهم. وبعد جهاد مقدس في سبيل الكنيسة وتقديس النفوس، رقد اجناديوس بالرب سنة 471. صلاته معنا. آمين.

 

عبد يشوع رئيس كهنة قطيسفون (بحسب الكنيسة السريانيّة الكاثوليكيّة)

كان مار عبديشوع أسقفاً في قرية كشكر، وكان قاطناً معه واحد من أولاد أخيه علق في شبكة الخطيئة فحرمه الأسقف القديس. ولكي يأخذ هذا الشقي بثأره من عمّه إنطلق عند الملك في بيت لاباط وسعى به عنده إنّه يقبل في داره جواسيس الروم ويكتب لقيصر كل ما يجري في مملكة الفرس. فقبض عليه وبرفقته عبدآلاها الكاهن وسيقا إلى بيت لاباط قدّام أردشير أخي الملك فأمر بجلدهما، ومن شدّة الجلد إنحلّت أعضاؤهما وتكسّرت أضلاعهما فوقعا على الأرض مغشياً عليهما، فحملوهما وأودعوهما سجناً ضيّقاً ثم سيقا إلى ليدان حيث كان شابور وضرب كل واحد منهما مائة سوط. وفي الغد ضرب عنقا مار عبد يشوع وعبدآلاها وكان في ذلك في سنة 376.

 

القدّيس ثيوذورس البار المتقدّس(بحسب الكنيسة الارثوذكسية)

وُلد ثيودورس في وسط مسيحي راقٍ في صعيد مصر، فسلك في التقوى منذُ نعومة أظافره. كان يصوم كل يوم إلى المساء ممتنعاً عن كل طعام مرغوب فيه.
انضم ثيودوروس إلى دير لاتوبوليس حيث سلك في النسك بمعيّة بعض الرهبان المسنّين. ولما سمع بحكمة القدّيس باخوميوس الكبير ارتحل إليه بغيرة حارقة. عمل على الإقتداء بالأب باخوميوس في كل شيء. كان يعتبره بمثابة حضور لله منظور. سهر بصرامة، على حفظ نقاوة قلبه، لا يتكلّم إلاّ عند اللزوم، سالكاً في الطاعة رغم حداثته، اهتم بأن يكون عزاء للعديدين ونموذجاً يُحتذى به.
سلك ثيودورس بطاعة وتواضع تجاه كُل ما يعلمه، أو يطلبه منه الأب باخوميوس. وبناءً على طلب باخوميوس زار ثيودوروس الأديرة الشركوية وكان معلماً مُرشداً للرهبان، كما عُين مسئولاً عن قبول الرهبان الجدد في الدير الذي يسكن فيه بطلب من باخوميوس. وبعد وفاة باخوميوس صار الأب هورسياز رئيساً للدير في طبانسين، هذا استقال فناب عنه ثيودوروس الذي اعتبر نفسه بديلاً وليس رئيساً لذلك كان يعود إليه في أي أمرٍ ينوي فعله.
وبفضل مثابرته في جهاده، تمكن بنعمة الله أن يقود الحياة الرهبانية في الدير نحو الميناء الهادئ. فثبت نظام الشركة في الدير، وحافظ على ما أرساه القديس باخوميوس من قواعد أساسية في سلوك الرهبان.
بعد ذلك، نجح ثيودورس في حمل هورسياز على العودة إلى بابو وقام بخدمته باعتباره ثانياً له، كما صار يتناوب وإيّاه على زيارة الأديرة.
بعد فصح عام 368م مرض ثيودوروس ورقد بسلام في الرب في 27 نيسان. فصاح الإخوة كلهّم: "اليوم تيتمنا لأن أبانا البار باخوميوس هو الذي مات اليوم في شخص ثيودورس".

 

تذكار أبينا البار ثاوذورس المتقدّس تلميذ القديس بخوميوس (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

أن القديس ثاوذورس هذا كان من صعيد مصر العليا، من أقليم ثيبة. وكان أبواه من أشراف تلك البلاد ومن كبار أغنيائها. فنال تربيةً عاليةً. لكن الفضيلة والتقوى كانتا زينة ذلك البيت المسيحي، فشبّ ثاوذورس على تلك المبادىء السامية التي رضعها مع اللبن في بيت أبويه. وكان كثير التأمّل في الحقائق المسيحيّة، ولذلك أضحى ناضج العقل، ينظر إلى الدنيا ومبهجاتها وعظمتها الحقيرة بغير العين التي ينظر إليها بها غيره من الشبّان الأغرار.

وكانت الشعوب المسيحيّة في تلك الأيام قد حافظت على كثير من العادات الوثنيّة، في إقامة الولائم الفاخرة والأفراح العالمية السمجة في بعض الأعياد. وكان الأساقفة يبذلون ما في وسعهم لإبطال تلك العادات القبيحة، ويعوّضون عنها بإحتفالات دينيّة ومظاهر خشوعيّة.

فأتى عيد الغطاس، وقامت معه الولائم والأفراح في بيت ثاوذورس وبيوت أقربائه وذويه. فنظر ثاوذورس إلى ذلك الغرور وأخذ يفكّر في نفسه ويقول: " ماذا ينفعك يا ثاوذورس أن تكون سعيداً في هذه الدنيا وكثير النجاح وكبير العظمة، إن لم تكن كذلك في الدهر الآتي؟، وامتلأ قلبه من هذه الأفكار السديدة، وفعلت نعمة الروح القدس فيه فعلها، فعافت نفسه مسرّات الدنيا وأفراحها، وبدأ وهو في بيت أبيه بالتشديد على نفسه وبإماتة حواسه، وأكثر من الصلاة والعبادة والتأمّل، عاكفاً على الإتّحاد بالله في كل دقائق حياته.

وبقي على ذلك سنتين كاملتين. ثم وطّن النفس على هجر العالم والتفرّغ في القفر لعبادة الله. فترك بيت أبيه، وذهب إلى البريّة وانتحل الحياة الرهبانيّة. سمع بالقديس بخوميوس الكبير، فذهب إليه وتتلمذ له. ففرح به بخوميوس فرحاً كبيراً، لأنّه عرف بروح النبوءة أن هذا الراهب الجديد سوف يكون إناءً مختاراً لله في تلك الصحاري المصرية. فعُني بخوميوس عناية كبرى بتلميذه ثاوذورس، فمشى هذا في طريق الكمال بخطى كبرى جبّارة، وكان مثال الطاعة الكاملة والتجرّد الشديد، وديعاً صبوراً حارّاً في الصلاة، متواضع القلب والعمل معاً، نشيطاً في الخدمة وعمل الأيدي. فكان بخوميوس ينظر إليه ويبارك الله.

ومات أبوه، فجاءت أمه تطلبه، علّها تظفر به وتعيده إلى البيت. وحملت معها إلى بخوميوس تواصي مشددة من كبار الأساقفة في مصر. فقبلها بخوميوس بكل إحترام،  وأتى إلى تلميذه ثاوذورس وأمره أن يقابل والدته، وأعلمه ببغيتها. فأجاب ثاوذورس: هل تأمرني يا أبتِ بأمر الطاعة أن أقابل والدتي وأتحدّث إليها؟ قال: أنا لا آمرك أمراً، بل أسمح لكَ سماحاً. فقال ثاوذورس: إذن تكرّم يا أبتِ وقل لها لا يمكنني أن أراها. فلمّا رأت منه والدته تلك الفضيلة السامية عادت إلي بيتها، فوزّعت أموالها على الفقراء والكنائس والديورة، وهجرت العالم، ودخلت في دير للراهبات تديره شقيقة بخوميوس، على أمل أن تتمتّع حيناً بعد حين برؤية ولدها داخلاً إلى الكنيسة وخارجاً منها.

فما كاد ثاوذورس يبلغ السن الثلاثين حتى أقامه بخوميوس رئيساً على ذلك الدير، ووكّل إليه إرشاد سائر الرهبان. فأذعن ثاوذورس لأمر أبيه وأخذ يقوم بأعمال وظيفته. واجتمع الرهبان في دير تابانا على عادتهم لسماع كلام بخوميوس. فلمّا فوجئوا بثاوذورس يعتلي المنبر ويقوم بإرشادهم، تذمّر الكثيرون منهم وخرجوا وذهبوا إلى بخوميوس شاكين متذمّرين، كيف يقيم لهم شابّاً ليرشدهم، وهم الشيوخ الطاعنون في السن العارفون بطرق الكمال. فوبّخهم بخوميوس على صنيعهم، وحذّرهم من روح الكبرياء الذي يقودهم، وقال لهم أن الفضيلة والمقدرة على إرشاد النفوس لا تقاس بعدد السنين. ثم فرض عليهم قصاصات صارمة جزاء تذمّرهم، وثبت ثاوذورس في وظيفته. فتواضع ثاوذورس أمام أبيه وأخوته الرهبان، وبقي مثابراً على عمله بطاعته ونشاطه المعتاد.

ومرض بخوميوس مرضاً ثقيلاً وأشرف على الموت. فاجتمع رؤساء الأديار إليه يعودونه ويبتهلون إلى الله من أجله، وأخذوا يتفاوضون فيما بينهم في من يخلفه في الرئاسة العامة من بعده. ولمّا كانوا يعلمون عطفه على تلميذه ثاوذورس طلبوا إليه أن يرضى بالرئاسة العليا من بعد معلّمه. فنزل عند إلحاحهم وقبل بما عرضوه عليه. وعلم بخوميوس بما جرى، وعرف بإلهام إلهي أن الله كان قد أعدّ للرئاسة العليا راهباً آخر غير ثاوذورس، فاستدعى ثاوذورس إليه ووبّخه بعنف على كبريائه، وأقاله من وظيفته، وأعاده إلى رتبة راهب بسيط وحجزه في منسكٍ منفردٍ، عقاباً له على ما أتاه. فتواضع ثاوذورس أمامه، واعترف جهاراً أنّه إنّما أطاع في باطنه روح المجد الباطل، وترك الرئاسة وانزوى في المنسك الذي عيّنه له بخوميوس معلّمه ورئيسه. ورفض بخوميوس أن يصلّي لأجله لكي يفارقه وجع الرأس المستحوذ عليه. فقبل ثاوذورس ذلك كلّه بشكر وتواضع عميق، فرحاً بأن يحارب ما كان يهاجمه به الشيطان من حب المجد الباطل.

فلمّا تقلّد ثاوذورس زمام الرئاسة العليا في تلك الرهبانيّة الكبرى، جعل همّه الأول حفظ الوحدة بين لفيف الأديار والرهبان، براط المحبّة والسلام. ولمّا كان قد بلغ إلى درجة سامية من القداسة والكمال، فأن الله بارك عمله ونجّح أموره وقاد إليه القلوب صاغرةً تعمل بإشارته وتهتدي بكلمته. فكان يقرن الشدّة باللين، ويسهر بلا توانٍ على حفظ القوانين. وكان أباً للكبير والصغير وبابه مفتوحاً للجميع، وبلغ الكثيرون من رهبانه إلى درجةٍ سامية من الكمال.

وما زال كذلك، ورهبانيته تنمو وتزدهر، حتى رقد بالرب سنة 367.

 

نياحة أنبا يحنس السنهوتي (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في مثل هذا اليوم استشهد القديس يحنس السنهوتي. وقد ولد هذا القديس بسنهوت من أب اسمه مقاره وأم اسمها حنة وحدث وهو يرعى غنم أبيه أن ظهر له ملاك الرب وأراه إكليلًا من نور وقال له لماذا أنت جالس هنا والجهاد قائم قم امض إلى أتريب (بنها) وجاهد علي اسم السيد المسيح ثم أعطاه السلام ومضي عنه، فودع والديه ومضي إلى الوالي واعترف أمامه بالسيد المسيح فسلمه الوالي إلى أحد الجنود ليلاطفه عساه يذعن إلى قوله ولما تسلمه الجندي أجري القديس أمامه جملة آيات جعلت الجندي يؤمن أيضا بالسيد المسيح وينال إكليل الشهادة علي يد الوالي. فغضب الوالي وعذب القديس بكل أنواع العذاب ولكن الرب كان يقويه ويصبره ثم أرسله إلى أنصنا فعذب هناك أيضا وفي الآخر قطع رأسه بالسيف فأخذ يوليوس الأقفهصي جسده وكفنه وأرسله إلى بلده سنهوت فتلقاه أهلها بالتسبيح والترتيل ووضعوه في الكنيسة وجسده الآن في شبرا الخيمة. صلاته تكون معنا آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً : نياحة دانيال قمص شيهيت

في مثل هذا اليوم تنيح الأب القديس الأنبا دانيال قمص شيهيت. ولقد كان أبا طاهرا كاملا ولما شاع صيته أتت إليه القديسة أنسطاسيه في زي رجل وترهبت ومكثت في مغارة بقربه مدة ثماني وعشرين سنة ولم يعلم بأمرها أحد.

أبصر مرة أنسانا اسمه أولاجي كان يقطع حجارة كل يوم بقيراط ذهب فيقتات منه باليسير ويطعم الفقراء بالباقي ولم يكن يدخر شيئا فلما أبصر القديس ذلك أستحسن سيرته وطلب من الله أن يعطيه مالا ليزداد في عمل الخير والرحمة وقد سمع له الله إذ وجد أولاجي كنزا أثناء عمله في الأحجار وأخذه ومضي إلى القسطنطينية. وسعي بماله حتى صار وزيرا وترك عمل الخير. فلما سمع بخبره القديس دانيال قصد القسطنطينية وعرف سيرته وما صار إليه من ترك عمل الخير. ثم رأي كأن السيد المسيح جالس يحكم بين الناس وكأنه أمر بصلب القديس دانيال وطالبه بنفس أولاجي. ولما استيقظ من نومه عاد إلى ديره وسأل الله عن أولاجي أن يعيده إلى ما كان عليه فظهر له ملاك الرب ونهاه عن أن يعارض حكم الله في خلقه وبعد هذا مات ملك القسطنطينية وملك غيره فطرد أولاجي وأخذ منه ماله فهرب لينجو بنفسه وعاد إلى بلده يقطع الحجارة كما كان أولا فاجتمع به الأنبا دانيال وقص عليه ما حل به بسببه.

وقد حلت بهذا القديس متاعب شديدة في سبيل الإيمان وأظهر الله علي يديه آيات كثيرة وعرف زمان انتقاله من هذا العالم فجمع الرهبان وأوصاهم وثبتهم وعزاهم ثم تنيح بسلام. صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً : تذكار صعود ربنا إلى السماء على اعتبار ان صلبه 27 برمهات وقيامته 29 برمهات

في هذا اليوم تذكار صعود ربنا يسوع المسيح إلى السماء باعتبار أن القيامة كانت يوم 29 برمهات.