دينيّة
20 أيلول 2017, 05:30

قدّيسو اليوم 20 أيلول 2017

تذكار الشهيد اسطاتيوس وزوجته وولديه (بحسب الكنيسة المارونية) كان هذا القديس من اشراف روما، مشهوراً بغناه ومزاياه الحميدة ومقدرته في فن الحرب. وقد شهد يوسيفوس المؤرخ اليهودي انه كان قائداً للعساكر الرومانية، التي حاصرت اورشليم في عهد ترايانوس قيصر، وقد ادى خدمات جليلة للمملكة الرومانية في الحروب ضد اعدائها. وكان عطوفاً جداً على المساكين والفقراء.

 

فخرج ذات يوم الى الصيد، فاذا بغزال امامه وقد ظهر بين قرنيه صليب المسيح. فآمن بيلاجيدوس بالرب يسوع، مع امرأت وولديه واعتمدوا ودعي بالمعمودية اسطاتيوس. وما لبث ان ابتلاه الله، كما ابتلى ايوب البار فافتقر وانزوى في احدى القرى، عائشاً بالمذلة والفقر، شاكراً الله.

فنظر الله صبر عبده اسطاتيوس المنقطع النظير واعاد اليه مجده الغابر فأقامه الملك ترايانوس قائداً لجيشه ففاز بانتصارات عديدة.

وخلف ترايانوس الملك ادريانوس. واراد ان يقيم عيداً حافلاً تُقدم فيه الضحايا للاوثان. فابى اسطاتيوس حضور هذا الاحتفال، وقال للملك:" انا مسيحي". فأخذ الملك يلاطفه ويدعوه للتضحية للاوثان هو وعيلته، فرفض وبقي مع زوجته وولديه ثابتين في ايمانهم لا يهابون التهديد ولا الوعيد. فأمر الملك بسجنهم. وأتى اشراف المدينة يرجونهم ان يعترفوا بالآلهة فينجوا من الموت. فلم يعبأوا بهم. فغضب ادريانوس وأمر بطرحهم للوحوش، فكانت هذه الضواري آنس لهم واكثر شفقة عليهم من الوحوش البشرية. عندئذ استشاط ادريانوس غيظاً وأمر فأتوا بثور من نحاس واضرموا حوله النار ووضعوهم في داخله. فماتوا وهم يترنمون بتمجيد الله، وكان استشهادهم سنة 118 للميلاد.

اما اجسادهم فبقيت سالمة فجاء المسيحيون وحملوهم ودفنوهم في روما حيث بنيت على اسمائهم كنيسة ما زالت موجودة الى الآن. وهذه معاني اسمائهم باليونانية اسطلتيوس اي الناجح الثابت، وزوجته تاويستي أي المتكلة على الله، واغابيوس اي حبيب الله. وتاوبستوس اي المتكل على الله. صلاتهم معنا .آمين.

 

القدّيس العظيم في الشهداء أوسطاثيوس وزوجته ثيوبيستي وولديهما أغابيوس وثيوبيستس (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)

كان بلاسيدس - وهذا كان اسم أوسطاتيوس قبل تعرفه بالمسيح - ضابطاً كبيراً في الجيش أيام الإمبراطورين تيطس وترايان.

وكان، نظير كورنيليوس، قائد المئة الذي بشّره الرسول بطرس (أعمال الرسل 10)، رجلاً باراً، كثير الإحسانات، محباً للفقراء. ذهب مرة في رحلة صيد وراء الآيلة والغزلان. وفيما كان جاداً يبحث عن طريدة، إذا بغزال يظهر أمامه فجأة، فأخذ قوسه وشدّ سهمه وهمّ بتسديده. ولكن، فجأة، لمع شيء بين قرني الغزال فترّيث، وأمعن النظر جيداً فرأى هيئة صليب يلمع كالشمس وشخص الرب يسوع المسيح مرتسماً عليه. وإذا بصوت يأتيه قائلاً: بلاسيدس، بلاسيدس، لماذا تطاردني!؟ أنا هو المسيح الذي أنت تكرمه بأعمالك ولا تدري. لقد جئت إلى الأرض وصرت بشراً لأخلّص جنس البشر. لذلك ظهرت لك اليوم لأصطادك بشباك حبي. فوقع بلاسيدس عن حصانه مغشياً عليه. وبقي كذلك بضع ساعات. وما أن استرد وعيه وأخذ يستعد ما جرى له حتى ظهر له الرب يسوع من جديد وتحدّث إليه، فآمن بلاسيدس وقام إلى كاهن علّمه الإنجيل وعمّده هو وأهل بيته. فصار أسمه، من تلك الساعة، أوسطاتيوس، وأسم زوجته ثيوبيستي وولديه أغابيوس وثيوبيستس.

ووصل الخبر إلى ترايان فأمر بمصادرة ممتلكاته. وكان على وشك إلقاء القبض عليه عندما تمكن، بنعمة الله، من التواري.
وشيئاً فشيئاً، كشفت الأيام أن شدائد وضيقات عظيمة كانت تنتظر أوسطاتيوس، كمثل أيوب الصديق في العهد القديم.

ففيما كانت العائلة، التي فرّت في مركب، تهم بمغادرته، إذا بصاحب المركب، الذي كان فظاً شرساً، يخطف ثيوبيستي ويحتفظ بها لنفسه. فأخذ أوسطاتيوس ولديه ومضى حزيناً مغلوباً على أمره. وفيما كان الثلاثة يجتازون نهراً، إذا بأغابيوس وثيوبيستس يقعان بين الوحوش، وينجو أوسطاتيوس. وهكذا وجد أوسطاتيوس نفسه وحيداً وقد خسر كل شيء: مركزه، أملاكه، زوجته، وولديه. صار كأيوب عارياً من كل شيء، حتى من أعزّ من يحب. وحده الإيمان بالرب يسوع حفظه في الرجاء. "الرب أعطى والرب أخذ، فليكن أسم الرب مباركاً". وعلى مدى سنوات طويلة، استقر أوسطاتيوس في قرية من قرى مصر أجيراً، لا يدري بما في العالم ولا يدري العالم به.

وكان يمكن أن تنتهي قصّة أوسطاتيوس على هذا النحو، لكن للرب الإله أحكاماً غير أحكام البشر. فلقد تحرّك البرابرة، في ذلك الزمان، على الإمبراطورية الرومانية، وأخذوا يتهدّدون بعضاً منها، مما أقلق الإمبراطور ترايان قلقاً شديداً، فراح يبحث عن قائد من ذوي الحنكة والشجاعة والخبرة في حروب البرابرة، فلم يجد أحداً يسند إليه المهمة. أخيراً تذكر الإمبراطور الضابط السابق بلاسيدس وسجل بطولاته الحافل وكم من المعارك خاض ضد البرابرة وانتصر، فأخذ يبحث عنه في طول البلاد وعرضها. وتشاء العناية الإلهية أن يهتدي إلى مكانه. فمثل أوسطاتيوس أمام الإمبراطور، وكانت هيئته قد تغيرّت من كثرة ما عانى، فأعاد إليه ألقابه السابقة وممتلكاته وجعله قائداً لحملة جديدة على البرابرة. وقد قبل أوسطاتيوس كل ذلك صاغراً كما لو كان بتدبير من العلّي.

وبالفعل خرج أوسطاتيوس على رأس الجيش وتمكن، بنعمة الله، من البرابرة، وعاد مظفراً.
وكم كان شكره لله عظيماً عندما رأى زوجته وولديه أصحاء معافين في انتظاره. ولكن، كيف ذلك؟! ذاك البربري الذي خطف زوجته مات ميتة شنيعة، وولداه تمكن رعيان من إنقاذهما وحفظهما سالمين. وهكذا كانت تعزية الجميع عظيمة وفرحهم لا يتصوّر.

ولكن، هنا أيضاً، لم تكن هذه نهاية قصة هذه العائلة المباركة بل فصل منها وحسب. فما كادت العائلة تفرح باجتماعها من جديد وتشكر الله عليه حتى مات ترايان وحل أدريانوس محله (117م). وطبعاً كما جرت العادة بعد كل انتصار على أعداء الإمبراطورية، أراد أدريانوس أن يقدّم الشكر للآلهة فدعا قادة جيشه إلى رفع الذبائح للأوثان. وعندما جاء دور أوسطاتيوس امتنع وقال للإمبراطور: إن هذا الانتصار قد تحقّق بقوة الرب يسوع المسيح الذي أؤمن أنا به، لا بقوة هذه الآلهة الحجرية الباطلة. هذا الكلام لم يرق للإمبراطور أدريانوس، بل عدّه عصياناً سافراً، فأمر بأوسطاتيوس وأفراد عائلته، بعدما صادر ممتلكاتهم من جديد، فألقوا في قدر كبير فيه زيت يغلي فأسلموا الروح

ملاحظة : تعيد الكنيسة المارونية للقديس وعائلته في مثل هذا اليوم لكن اسمه غير وارد في لائحة الشهداء في الكنيسة اللاينية . 

 

تذكار القديس العظيم في الشهداء إفستاثيوس وزوجته ثاوبستي وإبنيهما أغابيوس وثاوبِستُس (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

أن القديس إفستاثيوس، أي الناجح والثابت، وزوجته ثاوبستي أي المتوكّلة على الله، وولديه أغابيوس، أي حبيب، وثاوبستس، أي المتوكّل على الله، هم من ضحايا المدّة التي انقضت بين الإضطهادين الثالث والرابع، على عهد الملك أدريانس (117- 138).

كان إفستاثيوس قائداً باسلاً من القوّاد الرومانيين، في أيام الإمبراطور ترايانس. وكان يُدعى بلاجيدس. وكان رجلاً مستقيماً رحيماً جدّاً للمساكين والفقراء، كما كان كرنيليوس قائد المئة على عهد الرسول بطرس. فنظر الرب يسوع بعطف إلى إفستاثيوس كما كان قد فعل مع سلفه كرنيليوس. فتراءى له يوماً وهو في الصيد يطارد الأيلة والغزلان. فشاهد غزالاً واقفاً أمامه، وقد ظهر بين قرنيه صليب وعليه المسيح مصلوباً. وإذا بصوت يدعوه: يا بلاجيدس. فقال: ومن أنتً أيها السيّد. فقال: أنا هو يسوع المسيح. فآمن إفستاثيوس بالرب. ثم عاد إلى بيته وتعلّم قواعد الإيمان على يد كهنة الكنيسة، واعتمد هو وزوجته ثاوبستي وأبناه أغابيوس وثاوبستس ودُعي إفستاثيوس.

فلمّا عرف أدريانس الملك أنّه انتحل الديانة المسيحيّة، أرسل فقبض عليه وعلى زوجته وولديه. فوبّخهم بقساوة على خيانتهم، وأمرهم أن يكفروا بالمسيح أو يساقوا إلى العذاب والموت. ولكن إفستاثيوس رجل الحروب بقي ثابتاً على عزمه وعلى إيمانه. وحرّض أعضاء أسرته ليكونوا شجعاناً نظيره. فجاهروا بإيمانهم بالمسيح. فطرحهم أدريانس للوحوش. لكن تلك الضواري إحترمتهم ولم تمسّهم بأذى. فوضعهم في ثور من نحاس وأضرم من حوله النيران، فالتهمتهم، وفازوا جميعهم بإكليل الإستشهاد وراحوا كلّهم معاً إلى نعيم السماء.

فممّا تقدّم يبدو لنا أن الله قد كافأ إفستاثيوس وعطفه على البائسين أولاً بنعمة العماد المقدّس، ثم بنعمة أعظم وأمجد هي نعمة الإستشهاد، وبالسعادة الأبديّة مع زوجته وولديه.

 

استشهاد القديسة مطرونة (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في هذا اليوم استشهدت القديسة مطرونة وكانت خادمة لامرأة يهودية، وكانت مسيحية عن أبائها، وكانت سيدتها تغريها باعتناق الديانة اليهودية، فلم تقبل ولذلك كانت تهينها وتثقل عليها الخدمة. وفي بعض الأيام أوصلت سيدتها إلى مجمع اليهود ثم عادت فدخلت بيعة المسيحيين. ولما سألتها سيدتها إلى أين ذهبت ولماذا لم تدخلي مجمعنا، أجابتها القديسة "إن المجمع الذي لكم، قد ابتعد الله عنه، فكيف أدخله، وإنما المكان الذي يجب الدخول إليه هو البيعة التي اشتراها السيد المسيح بدمه". فغضبت سيدتها لذلك، وضربتها ضربا شديدا، ثم حبستها في موضع مظلم، مكثت فيه أربعة أيام بلا أكل ولا شرب، ثم أخرجتها وضربتها ضربا موجعا، وأعادتها إلى الحبس فتنيحت فيه، فأخذتها سيدتها بعد موتها إلى أعلى مسكنها وألقتها إلى أسفل، ليقال انها سقطت عفوا، لأنها خافت أن تطالبها الحكومة بدمها، فداهمها السخط الإلهي فزلت قدمها وسقطت إلى أسفل وماتت وذهبت إلى الجحيم.

أما القديسة فقد انتقلت إلى النعيم الدائم. شفاعتها تكون معنا امين.

وفي مثل هذا اليوم أيضًا: استشهاد القديس يؤانس المصري وزملائه

تذكار استشهاد القديس يوأنس المصري وزملائه. صلاتهم تكون معنا آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضًا: استشهاد القديسة باسين وأولادها الثلاثة

تذكار القديس