دينيّة
26 حزيران 2017, 05:30

قدّيسو اليوم: 26 حزيران 2017

تذكار الشهيدين يوحنا وبولس (بحسب الكنيسة المارونيّة) كان يوحنا وبولس أخوَين بالجسد من أشراف روما. قد أقامهما الملك قسطنطين الكبير للعناية بشؤون ابنته قسطنسيا، التي كانت قد نذرت بتوليتها لله واقامت في مقصورة خاصة بها. فأحسنا القيام بمهمّتهما هذه ونالا كل ثناء واعتبار.

 

وبعد وفاة قسطنطين وابنته قسطنسيا، خدما كجنديين في ايام ابنائه، وكانت لهما المنزلة الكبرى والاعتبار. ولما استوى يوليانوس الجاحد على منصة الملك تركا الجندية واعتزلا في دارهما بروما.

فأرسل يوليانوس الملك يطلبهما ليكونا عنده في بلاطه، كما كانا في بلاط الملك قسطنطين وابنائه، وانه يريد تكريم مَن احسنوا الخدمة، ايام اسلافه. فأجابا بأنهما لا يريدان ان يخدما من قد جحد الدين المسيحي، بعد ان ولد فيه واعتمد في الكنيسة الكاثوليكية وهو يضطهد المسيحيين وينكّل بهم.

فاستشاط الملك غيظاً وهددهما بالعذاب والموت واعطاهما مهلة عشرة ايام ليقلعا عن عزمهما. فلم ينل منهما التهديد ولم يفرّا من روما، وعرفا بقرب المعركة، فاستعدا لها بكل ما اوتيا من الايمان الحي والشجاعة. فباعا املاكهما جميعاً ووزّعا ثمنها على الفقراء والكنائس، وصرفا مهلة الايام العشرة بالصلاة والاستعداد لقبول الشهادة.

وعند نهاية المدة المعينة، اتاهما تيرانسيانوس، خادم الملك، ومعه صنم المشتري. واخذ يحثهما على الاذعان لامر الملك والسجود فقط امامه للصنم الذي بيده ارضاء لخاطر الملك. فأجاباه بكل جرأة:" حاشا لنا ان نبدُل رضا مَلكٍ سماوي برضا مَلكٍ ارضي، والموت في سبيل ربنا يسوع المسيح خير لنا من الحياة".

واذ رآهما تيرانسيانوس، ثابتين على عزمهما، تأثر، معجباً بهما. فأحضر جنوداً حفروا حفرة في بستانهما وقطعوا رأسيهما ليلاً وألقوا جثتيهما في تلك الحفرة. وسرت اشاعة انهما تغيبا في ذلك الليل، حذرا من حدوث ثورة بين الشعب. وكان استشهادهما سنة 362. وقد آمن تيرانسيانوس بالمسيح واعتمد، لما رآه من شهامة ذينك الشهيدين البطلين وإقدامهما على الموت، غير هيّابَين، ودل المسيحيين على قبرهما، فأخرجوهما من الحفرة ودفنوهما بكل احترام.

وقد شيدت، منذ القدم، كنيسة بروما على اسميهما في محل دارهما. صلاتهما معنا. آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضًا : تذكار الطوباوي "أبونا يعقوب" الكبوشي

وُلِدَ خليل ابن بطرس صالح حداد وشمس يواكيم حداد، في بلدة غزير، قضاء كسروان، في 1 شباط 1875، وقبل سر العماد في كنيسة سيدة الحبشيّة في 21 شباط من السنة ذاتها، وتثبَّت على يد المطران يوحنا الحاج في 9 شباط سنة 1881. ترعرع في عائلة تميَّزت بالتقوى، ومخافة الله، وقد تركت أمه أثرًا في نفسه، تاركة له مسبحتها إرثاً ثميناً: "يا ابني، في ساعة الشدة صلّ بمسبحة أمِّك". تابع دروسه الأولى لدى الرهبان الكبوشيين في غزير، وفي مدرسة المزار، والحكمة في بيروت. بعدها سافر الى الاسكندريا ليُعلِّم اللغة العربية، في مدرسة القديس مرقس لإخوة المدارس المسيحية. هناك ناداه الرب للإلتحاق برهبنة مار فرنسيس، متأثراً بفقر راهب فرنسيسكانيّ شاب، عندما رآه مُسجًّى في الكنيسة، فهتف: "أريد أن أكون مثل هذا".

عاد إلى لبنان، ودخل دير الابتداء في دير مار أنطونيوس - خَشبَو - المجاور لبلدته غزير، مُصرِّحاً: " دَخَلْتْ طَيِّبْ، ما بِطلَعْ إلا مَيِّتْ". قضى فيه سني الفلسفة واللاهوت، وتميَّزَ باندفاعه في خدمة إخوته الطلاب الفرنسيين، إثر إصابة الكثيرين منهم بمرض التيفوئيد. إنتقل مع الدارسين إلى بلدة القرية المجاورة لبحمدون، وسيم كاهناً في 1 تشرين الثاني 1901.

كلّفه الرؤساء بإدارة المدارس الريفيَّة، فوسَّع شبكتها حتى بلغت أكثر من 200 مدرسة، يُشرف عليها كهنة الرعايا ومدرسون انتقاهم بعناية لقيادة النَّشء الطالع، وركَّز عنايته على تهيئة الأولاد للقربانة الأولى، ومن كلماته المأثورة:"إزرعوا بُرشاناً تحصدوا قديسين".

إلى جانب العناية بالمدارس، صبَّ جهوده على نشر رهبانية مار فرنسيس للعلمانيين، وهي جمعية التزمت أن تعيش وفق مبادىء الإنجيل، دون ترك العالم والحياة العائلية. لمّا نشبت الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، ارتحل المرسلون الكبوشيون وسلموا مسؤولية الرئاسة للأب يعقوب. قام بها رغم ما عاناه من عوز ومضايقة وملاحقات إذ أُدرِجَ اسمه في لائحة المطلوب إعدامهم.

منذ دخوله الرهبنة، كانت تراوده فكرة رفع صليب على إحدى قمم لبنان. فبدأ بمشروع صليب جل الديب سنة 1921، وألحقه بمؤسسة سيدة البحر. إستقبل فيها سنة 1926 أول كاهن عاجز، سلَّم العناية به الى فتيات  كنَّ نواة لجمعية راهبات الصليب. إعترفت بها السلطات الكنسية في 8 كانون الأول 1930.

نصب على تلَّة دير القمر صليباً جباراً، يبارك المنطقة ولبنان كله. ووسَّع نشاطه لخدمة الفقراء والأكثر حرماناً. وزرع في مختلف المناطق مؤسسات خيرية، من مدارس للفقراء ومياتم ومستشفيات، وغيرها من أعمال الرحمة، رافضاً أيَّ تمييز، متخذاً شعاراً له ولبناته راهبات الصليب: "تَشَبَّهوا بالينبوع؛ لا يسألُ العطشانَ قبل أن يسقيَهُ: مِن أيِّ دينٍ أو بلدٍ أنت".

سهر على تدريب بناته على الحياة الرهبانية الصالحة، مشدداً على خدمة من هم أكثر حرماناً، والذين ينفر منهم الشعور البشريّ، قائلاً: "من جهة المبدأ، لا يمكن أن نرفضهم لأنهم إخوتنا وقد أوصانا المسيح بهم".

تعامل بإخلاص مع السلطات اللبنانية والوزارات والبلدية، كان نجاحه الأكبر في مؤسسة دير الصليب لمعالجة الأمراض العصبية والنفسية. تميَّز بروح الصلاة وبإكرام الصليب مردِّداً: "يا صليب الرب، يا حبيب القلب". أحب وطنه لبنان، وكان على اتصال مع رجالاته، لكنه كان يخاف ويتألم من انقسام أبنائه: "ما في محبة، ما في نجاح".

كان آخر إنجازاته بناء معبد يسوع الملك سلطان السلاطين، الذين حفروا أسماءهم على صخور نهر الكلب، وزالوا، بينما بقي ملك الملوك ينادي الشعوب إلى الإخاء والعودة إلى الله. كان سبّاقاً في اندفاعه لتكريم القربان المقدَّس، فنظَّم الزياحات وحفلات القربانة الأولى والأناشيد الدينية.

من يطالع عظات "أبونا يعقوب"، وقد هيأها وكتبها بخط يده، وهي مجموعة من 54 جزءًا، تقع في حوالي 8000 صفحة، تستوقفه بصورة بديهية طريقة أبونا يعقوب المميزة والثابتة في معالجته لكل المواضيع على تنوعها، فهو يستشهد دوماً:

          أولاً: بالكتب المقدسة، من العهدين القديم والجديد.

          ثانياً: بأقوال آباء الكنيسة، وحياة القديسين والقديسات، رهباناً وراهبات.

ثالثاً: بأحداث تاريخية ماضية أو معاصرة، حفظها من مطالعاته لكتب التاريخ، ومن واقع اختباره الشخصي.

كان الأب يعقوب متين البنية، لا يوقفه الحرّ ولا البرد والثلج، يتنقّل ماشياً بين الساحل والجُرد للوعظ والإرشاد وتفقُّد بناته ومشاريعه. حلَّت به أمراض عديدة وأشدها فقدان البصر. ووصف نفسه:"مستشفىً مُتجوِّلاً"، إلى أن لوى تحت وطأة سرطان الدَّم، فرحل إلى جوار ربِّه يوم السبت 26 حزيران 1956، الساعة الثالثة بعد الظهر، يوم عيد سيدته العذراء، وغداة حبيبه قلب يسوع.

وبما أنه كان ابناً محباً للعذراء، تمنى أن تُدفن صورتها في مثواه الأخير.

تمَّت مراحل تطويبه بنجاح. فإعلنته الكنيسة طوباوياً ضمن احتفال جرى في بيروت عاصمة لبنان، وأُحصي بين الطوباويين بتاريخ 22 حزيران سنة 2008. صلاته معنا. آمين.

 

القديس البار داود التسالونيكي (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)

هجر داود موطنه منذ وقت مبكر، وموطنه كان بلاد ما بين النهرين. كذلك نبذ كل تعلق بالعالم وحمل صليبه وتبع السيد. صار راهباً في دير القديس ثيودوروس ومركوريوس المسمى دير الكوكولاتيس أي الرهبان ذوي المعاطف بقبعة الرأس، في تسالونيكية. تصدى لتوثبات الجسد بنسك زائد مسترشداً بالكتب المقدسة وحياة القديسين. القديسون العموديون أمثال القديس سمعان الكبير وسمعان العجيب ودانيال وباتابيوس أثاروا إعجابه. وإذ اشتعل رغبة في الاقتداء بهم تسلق شجرة لوز كانت إلى يمين الكنيسة واستقت على غصن كعمودي من نوع جديد. جعل نفسه مشهداً للملائكة والبشر وكابد، بصبرٍ، قسوة الأحوال الجوية: الأرياح تخبطه والشمس تحرقه والمطر يبلله والصقيع يصفعه والثلج يغمره. كان محروماً من الاستقرار دون العموديين على أعمدتهم. حط على غصن نظير عصفور ناهداً إلى ربه ليل نهار، يرفع الأنغام الحلوة لصلواته وتسابيحه دونما كلل .
صار رجال أتقياء غيارى على الفضيلة تلاميذ له ورجوه أن ينزل عن محط العصافير ليرشدهم إلى مراقي الحياة الرهبانية. جواب داود لهم كان أنه لن ينزل قبل ثلاث سنوات بعد أن يكون قد تلقى من ربه علامة. فلما انقضت الفترة الموعود بها حضره ملاك الرب وأعلن له أنه قد حظي برضى الله لنمط حياته السماوية وأن الوقت آن لينزل ويعتزل في قلاية قبل أن يسند إليه ربه مهمة أخرى. كشف داود عن الرؤيا لتلاميذه الذين أعدوا له كوخاً صغيراً ثم أنزلوه من الشجرة بحضور دوروثيوس، رئيس أساقفة تسالونيكية وحشد من الإكليريكيين. جرى الاحتفال بالقداس الإلهي ثم دخل القديس معتزله مواكبا بالتراتيل والتسابيح. كانت صلاته متواترة وبلا تشتت لذلك اقتنى من لدن الله فيضاً من النعمة وحظوة لدى الله.
ذات ليلة عاين الجنود من على السور نارا تخرج من نافذة قلايته. فلما حل الصباح، ذهبوا إليه فوجدوا الكوخ ولما يلحقه أذى ورجل الله سليما معافى فانذهلوا. تكرر حدوث ذلك حتى أمكن كل المدينة أن تعاين وتشهد. أحد السكان، واسمه بلاديوس، عاين العجب أكثر من مرة فقال: "إذا كان الله ليضفي على خدامه مثل هذا المجد، في هذا الدهر، فأي مجد يدخره لهم في الدهر الآتي حين تتلألأ وجوههم كالشمس؟" غادر بلاديوس إلى مصر وصار راهباً هناك .
هذا المجد الإلهي الذي عاينه داود أعطاه الرب الإله به القدرة على طرد الأرواح الشريرة ورد البصر للعميان وشفاء المرضى بذكر اسم المسيح حتى بات لسكان المدينة كلها ملاكا حارساً.
في ذلك الحين، هددت الجحافل المتحالفة للسلافيين والآفار التي اجتاحت وفتكت بأكثر مقدونيا، أقول هددت سيرميوم وهي مقر حاكم إليريكوم. فكتب هذا إلى متروبوليت تسالونيكية، أريستيذيس، يقترح عليه أن يوفد إلى الإمبراطور يوستنيانوس سفيراً رجلاً فاضلاً، يسأله نقل مقر الحاكم إلى تسالونيكية التي تقوى أسوارها على كل تدابير البربر. وإذ جمع الأسقف الأعيان والإكليريكيين وطرح عليهم المسألة هتفوا بصوت واحد أن داود الحبيس هو الوحيد الذي يستحق أن يمثلهم لدى الملك. أما القديس فتذرع بأنه تقدم في السن وأبى، أول الأمر، أن يسجيب، لكنه عاد وتذكر رسالة الملاك فأذعن وتنبأ بأنه سوف يغادر إلى ربه عند عودته، على بعد مئات قليلة من الأمتار عن قلايته .
خرج داود من قلايته فسجد له كل مواطني تسالونيكية لما عاينوا طلته المهيبة: شعره ولحيته كانا متدليين إلى قدميه، ووجهه كوجه إبراهيم، أبي المؤمنين، يشع بالمجد. أقلع برفقة اثنين من تلاميذه إلى القسطنطينية. كان الإمبراطور غائباً لما بلغ القصر. استقبلته الإمبراطورة ثيودورة وسألته الصلاة من أجل خلاص الإمبراطورية والمدينة. فلما عاد الإمبراطور وعلم بأن رجل الله كان في القصر، جمع مجلس الشيوخ ليسمع له. وقد قيل أن القديس داود أخذ جمراً بيديه وجعل عليه بخوراً وبخر العاهل وكل المشيخة ولما يحترق. أثر حضور هذا الشيخ الجليل في نفس الإمبراطور أيما تأثير واستجاب طلبته في شأن انتقال الحاكمية إلى تسالونيكية ثم أطلقه إلى وطنه بعدما أضفى عليه علامات الرفعة.
لما صارت السفينة بمحاذاة منارة تسالونيكية، في موضع يمكن منه مطالعة دير القديس، أعلن داود لتلميذيه أن ساعته قد دنت. فبعدما أعطاهما قبلة السلام ورفع إلى ربه صلاته الأخيرة أسلم نفسه المغبوطة بين يدي الله. كان ذلك حوالي العام 540م. ومع أن الريح كانت عاصفة إلا أن الباخرة جمدت في مكانها وانبعثت من الموضع رائحة بخور عطرة فيما ترددت تراتيل سماوية. فلما توقفت عادت السفينة فتابعت سيرها. المتروبوليت وكل السكان استقبلوا القديس على الشاطئ. وانسجاماً مع رغبته المعبر عنها سلفاً واروه الثرى في ديره .
عجائب عديدة جرت برفاته عبر الأجيال. نقله اللاتين، خلال الاحتلال اللاتيني لتسالونيكية، سنة 1222م، إلى بافي الإيطالية. وقد أعيد إلى كنيسة تسالونيكية سنة 1978م.
يشار إلى أن دير القديس داود كان خارج المدينة، قريباً من الأسوار وأن الدير الذي يعرف باسمه اليوم إن هو سوى دير لاتوموس القديم.

 

تذكار أبينا داود التسالونيكي (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

إنّ الكتبة الكنسيين يمدحون كثيراً فضائل هذا الأب البار، الذي ولد على الأغلب في بلاد ما بين النهرين، وترهّب في دير بقرب تسالونيكي، حيث انتشر صيت قداسته. إلاّ ان التاريخ لم يحفظ لنا شيئاً دقيقاً عن مكان ولادته، ولا عن أصله ونشأته. وجلّ ما نعلمه عنه أنّه بعد أن قضى السنين الأولى من حياته الرهبانية في الدير بالعيشة المشتركة، رغب في حياة النسك المنفردة، فطاف في القفار حتى وجد شجرة ضخمة فاختارها منسّكاً له، وصعد إليها وأخذ يمارس هناك أعمال النسك الشديدة بأنواعها.

وهكذا انقطع عن الناس، وحجبته أغصان الشجرة عنهم، فنعم بخلوته وتفرّغ بكل قواه لعبادته. إلاّ أن عبير لقداسة لا يلبث أن يفوح وتأتيه الناس على رائحة عطره فاستدلّ المؤمنون على منسكه وخلوته، وأخذوا يأتونه طالبين إرشاده وبركته. فكانوا يجتمعون حول الشجرة، ويقوم البار داود بينهم خطيباً، فيهديهم سواء السبيل ويشفي مرضاهم. وبقي هكذا ملازماً طريقته سنين طويلة، إلى أن توفّاه الله حوالي سنة 540.

إنّ العلامة الأولى للقداسة هي محبّة القريب والعطف عليه وخدمته في روحياته وزمنياته. ولا نجد قديساً سما بالفضائل المسيحية إلاّ كانت محبّة الله ومحبّة الفقير حبّاً لله في أساس حياته وقداسته.

 

استشهاد القديس جرجس المزاحم (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في مثل هذا اليوم من سنة 675 ش. (13 يونيو سنة 959 م.) استشهد القديس جرجس الجديد المعروف بالمزاحم كان أبوه مسلما بدويا متزوجا من امرأة مسيحية من أهل دميرة القبلية ورزق منها بثلاثة بنين أحدهم هذا القديس فسموه " مزاحم " وكان يتردد مع والدته علي الكنيسة منذ حداثته فرأي أولاد المسيحيين يلبسون ملابس بيضاء في أيام تناولهم الأسرار المقدسة فاشتاق أن تلبسه أمه مثلهم وتسمح له أن يأكل مما يأكلونه في الهيكل فعرفته أن هذا لا يكون إلا إذا تعمد وأعطته لقمة بركة من القربان الذي يوزعونه علي الشعب فصارت في فمه كالعسل فقال في نفسه " إذا كان طعم القربان الذي لم يقدس بالصلاة حلوا بهذا المقدار فكيف يكون طعم القربان المقدس؟ " وأخذ شوقه يزداد إلى الإيمان بالمسيح منذ ذلك الحين.

ولما كبر تزوج امرأة مسيحية وأعلمها أنه يريد أن يصير مسيحيا فأشارت عليه أن يعتمد أولا. فمضي إلى برما ولما اشتهر أمره أتي إلى دمياط واعتمد وتسمي باسم جرجس وعرفه المسلمون فقبضوا عليه وعذبوه فتخلص منهم وذهب إلى صفط أبي تراب حيث أقام بها ثلاث سنوات. ولما عرف أمرهذه إلى قطور ولبث بها يخدم كنيسة القديس مار جرجس ثم عاد إلى دميرة وسمع بها يخدم كنيسة القديس مار جرجس ثم عاد إلى دميرة وسمع به الملمون فأسلموه للوالي فأودعه السجن فاجتمع المسلمون وكسروا باب السجن وضربوه فشجوا رأسه وتركوه بين الحياة والموت ولما أتي بعض المؤمنين في الغد ليدفنوه ظنا منهم أنه مات وجدوه حيا. وعقد المسلمون مجلسا وهددوه فل يرجع عن رأيه فعلقوه علي صاري مركب ولكن القاضي أنزله وأودعه السجن وكانت زوجة هذا القديس تصبره وتعزيه وتعلمه بأن الذي حل به من العذاب إنما هو من أجل خطاياه لئلا يغريه الشيطان فيفتخر أنه صار مثل الشهداء وظهر له ملاك الرب وعزاه وقواه وأنبأه بأنه سينال إكليل الشهادة في اليوم التالي. وفي الصباح اجتمع المسلمون عند الوالي وطلبوا منه قطع رأسه فسلمه لهم فأخذوه وقطعوا رأسه عند كنيسة الملاك ميخائيل بدميرة وطرحوه في نار متقدة مدة يوم وليلة. وأذ لم يحترق جسده وضعوه في برميل وطرحوه في البحر وبتدبير الله رسا إلى جزيرة بها امرأة مؤمنة فأخذته وكفنته وخبأته في منزلها إلى أن بنوا له كنيسة ووضعوه فيها شفاعته تكون معنا. آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً : استشهاد القديس بشاى انوب الدمياطى في انصنا

في مثل هذا اليوم استشهد القديس بشاي أنوب الذي تفسيره "ذهب الطلاء " كان من بلدة تسمي بانايوس من كرسي دمياط وكان من جند قبريانوس والي أتريب ولما ثار الاضطهاد علي المسيحيين تقدم إلى الوالي وأعترف أمامه بالسيد المسيح فعذبه ثم أرسله إلى أنصنا فجاهر أمام واليها أريانا بالمسيح فعذبه كثيرا وأخيرا أمر بقطع رأسه خارج المدينة فخرج خلفه جمهور كثير وكان من جملتهم مروض سباع أريانا الوالي ومعه أسدان مقيدان بالسلاسل فقطع أسد منهما السلسلة ووثب علي القديس ليفترسه ففي الحال ظهر ملاك الرب وأخذ القديس وأتي به إلى مدينة عين شمس وهناك كملت شهادته.

صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما. آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً : إقامة أول قداس حبري بالكاتدرائية المرقسية الجديدة بدير الأنبا رويس

في مثل هذا اليوم من عام 1684 للشهداء الأطهار الموافق الأربعاء 26 من يونيو سنة 1968 احتفلت الكنيسة بيوم افتتاح الكاتدرائية المرقسية الجديدة المقامة بدير الأنبا رويس المعروف قديما بدير الخندق والتي وضع فيها رفات القديس مار مرقس بعد عودته من البندقية وروما.

ولهذه المناسبة أقيم في ذلك اليوم قاس حبري حافل رأسه البابا كيرلس السادس واشترك معه البطريرك مار أغناطيوس يعقوب الثالث بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس وعدد من مطارنة السريان والهند والأرمن الأرثوذكس وحضره الإمبراطور هيلاسلاسي الأول إمبراطور أثيوبيا والكردينال دوفال رئيس البعثة الباباوية الرومانية وكثيرون من رؤساء الأديان والمطارنة والأساقفة ورجال الدين مصريين وأجانب من مختلف بلاد العالم وعدد غفير من الشعب نحو ستة آلاف نسمة.

وأثناء القداس كان الصندوق الذي يحوى رفات مار مرقس الرسول موضوعا علي مائدة في منتصف شرقية هيكل الكاتدرائية وظل هناك طوال القداس وما أن انتهي القداس حتى نزل البابا كيرلس يحمل صندوق الرفات ومعه الإمبراطور وبطريرك السريان الأرثوذكس ورؤساء الكنائس في موكب كبير اتجه إلى مزار القديس مرقس المعد له تحت المذبح الرئيس، وأودع الصندوق في المزار في داخل المذبح الرخامي وغطي بلوحة رخامية كبيرة وعليها مائدة المذبح وهنا أنشدت فرق التراتيل بالتتابع ألحانا مناسبة بلغات مختلفة تحية لمار مرقس الرسول باللغات القبطية والأثيوبية والسريانية والأرمنية واليونانية واللاتينية والعربية فكان يوما بهيجا من أسعد أيام كنيسة الإسكندرية

بركة مار مرقس الرسول تشمل الجميع. آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً : نياحة البابا أشيلاوس البطريرك الثامن عشر

في مثل هذا اليوم من سنة 28 ش. 23 يونيو سنة 312 م. تنيح البابا أرشيلاوس البطريرك الثامن عشر وقد كان قسا في كنيسة الإسكندرية ولما نال البابا بطرس الأول خاتم الشهداء إكليل الشهادة اتفق المؤمنون بالإسكندرية وجمعوا الأساقفة ورسموا أرشيلاوس القس بطريركا عوضا عنه كما كان قد أوصي قبل انتقاله من هذا العالم فلما جلس علي الكرسي البطريركي في 19 كيهك سنة 28 ش. (24 ديسمبر سنة 311 م.) تقدم إليه جماعة من الشعب وطلبوا منه قبول أريوس فقبل سؤالهم ورسمه شماسا. ولما قبله وخالف وصية أبيه بطرس لم يقم علي الكرسي سوي ستة شهور وتنيح صلاته تكون معنا. آمين.