ثقافة ومجتمع
26 تشرين الثاني 2015, 22:00

قصة اليوم : القناعة كنز لا يفنى

كان رجل قروّي يعمل حجّاراً، وكان يجلس كل صباح ينقر ينحت ويكسب عيشه وعيش أولاده. ويوماً ما، سمع صوت جنود يقتربون منه، ويفتحون الطريق لشخص مهمّ كان سيمرّ من هناك. سأل "من هو الشخص المهمّ الذي سيمرّ؟" قالوا له: "إنّه وزير". شعر الرجل بالغيرة، وطلب أن يصبح وزيراً وهكذا كان. ذات يوم، أتى خبر أن الملك سيمرّ فاصطفّ الوزراء بإحترام، ليمرّ الملك. علم الرجل الذي أصبح وزيراً أن هنالك من هو أهمّ منه، فشعر بالضعف وطلب أن يصبح ملكاً وكان له ذلك.

وذات يوم، أراد الرجل-الملك أن يذهب إلى الصيد، فرافقه الخدم وفتحوا الطريق أمامه كي يتصيّد. وإذ بالسماء ترعد والمطر ينهمر فخاف الملك واختبأ. عندئذٍ شعر الرجل-الملك أن هناك من هو أقوى منه فطلب من الله أن يصبح غيمة تحمل المطر لأن الملك نفسه يخاف من الغيمة، فكان له ذلك. وسارت الغيمة في السماء، وأخذت تلقي المطر على الأرض وتنظر برضى إلى الناس يتراكضون كي يحتموا من المطر لكنّها رأت أن الماء عندما يسقط على صخرة كبيرة، كان يرتدّ عنها عن إختراقها. شعر الرجل-الغيمة أن هنالك من هو أقوى منه ويتحدّاه فطلب أن يتحوّل إلى صخرة كبيرة. فكان له ذلك.
وقفت الصخرة- الرجل شامخة أبيّة تتحدّى المارّين والغيم وعناصر الطبيعة، إلى أن أتى يوم، اقترب عامل حجّار من الصخرة وبدأ يكسّرها بإزميله الحاد حتى تحوّلت إلى قطع صغيرة. شعر الرجل-الصخرة أن هناك من هو أقوى منه، فطلب باتّضاع أن يعود حجّاراً كما كان، فكان له ذلك.