ثقافة ومجتمع
31 آذار 2016, 09:31

قصة اليوم : بذرة أصبحت ثمرة عظيمة

ﺫﻫﺐ أﺣﺪ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﺍﻟﻌﻈﻤﺎﺀ ﺍلى إﺣﺪﻯ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﻛﻲ ﻳﻠﻘﻲ ﻋﻈﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺨﺪﺍﻡ. ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻢ ﺫﻭ ﺍﺳﻢ ﻛﺒﻴﺮ ﺟﺪﺍً ﻭﻣﺸﻬﻮﺭ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﻈﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ أﺛّﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻬﺎﻓﺖ ﺇﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻲ ﻳﺄﺗﻲ ﻭﻳﻠﻘﻲ ﻛﻠﻤﺔ.

ﻭﻓﻲ إﺣﺪى ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ ﺫﻫﺐ ﺍلى أﺣﺪ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻧﺪﻭﺓ ﻣﻔﺘﻮحة، ﻭلكل ﺧﺎﺩﻡ ﺳﺆﺍﻝ ﻳﻜﺘﺒﻪ على ﻭﺭﻗﺔ ﻭﻳﺮﺳﻠﻬﺎ ﺍﻟﻴﻪ ليقوم ﺑﺎﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺮﺃ أﻭﻝ ﺳﺆﺍﻝ ﺑﺪﺃﺕ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺗﺪﻣﻊ ﻓاﺳﺘﻐﺮﺏ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻭﻥ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ أﺑﻜﺎﻩ، وﺼﻤﺖ ﻗﻠﻴﻼ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ "ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﻣﻜﺘﻮﺏ "أﻧﺎ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﻋﺠﻮﺯ ﺧﺎﻃﺊ .. ﺍﻗﺘﺮﺑﺖ أﻳﺎﻣﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ .. أﺭﺷﺪﻧﻲ ﻛﻴﻒ ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ، أﺭﺟﻮﻙ ﺳﺎﻋﺪﻧﻲ ﻭأﺭﺷﺪﻧﻲ ﻣﺎﺫﺍ ﺃﻓﻌﻞ؟" ﻭﻗﺒﻞ أﻥ ﻳﺠﻴﺐ على ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻗﺎﻝ "أﺣﺐ أﻥ أﺧﺒﺮﻛﻢ ﻣﻦ أﻧﺎ، ﺑﺪﺍية ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻲ ﺻﺪﻳﻖ ﺟﻴﺪ، ﻛﻞ أﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﻛﺎﻧﻮا أﺻﺪﻗﺎﺀ ﺳﻮﺀ. ﻛﻨﺖ أدخن ﺍﻟﺴﺠﺎﺋﺮ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﻭﻛﻨﺖ أﺣﻀﺮ ﺍﻟﺴﻬﺮﺍﺕ ﺍﻟﻠﻴﻠية ﻣﻊ أﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﻭﻣﺎ أﺩﺭﺍﻛﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ خلالها. ﻛﻨﺖ أﻋﺎﻛﺲ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ وأوجّه لهنّ ﻛﻼماً ﺟﺎﺭحاً ﻛﻲ ﺍﺷﺒﻊ ﻏﺮﻳﺰﺗﻲ. ﻭﻓﻲ إﺣﺪى ﺍﻟﻤﺮّﺍﺕ ﻗﻤﺖ ﺑﺴﺮﻗﺔ أﺣﺪ أﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ بعد أن ﻮﺿﻊ ماله ﻭﻣﻔﺎﺗﻴﺢ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﺑﺠﻮﺍﺭﻱ ﻭﻗﺎﻡ ﻟﻴﺸﺮﺏ ليجد المفاتيح فقط عند عودته ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺄﻟﻨﻲ أﻗﺴﻤﺖ ﻟﻪ إنني ﻟﻢ أﺭﻫﺎ ﻋلى ﺍﻟﺮﻏﻢ من أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﻲ. ﻛﻞ ﺍﻟكهنة ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﻔﺮ ﻣﻨﻲ ﻭﻟﻢ ﻳﻔﺘﻘﺪﻭﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻲ لأﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻔﺮﺣﻮﻥ ﺑﻮﺟﻮﺩﻱ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺘﻲ أﺳﺒﺒﻬﺎ.
ﻭﻓﻲ إﺣﺪى ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ ﺣﺪﺙ شيء ﻏﺮﻳﺐ ﺟﺪﺍً إذ ﻭﺟﺪﺕ أﺣﺪ ﺍلكهنة ﻗﺎﻡ ﺑﺈﻓﺘﻘﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ: "أﻧﺎ كاهن ﺟﺪﻳﺪ ﻭأﻗﻮﻡ ﺑﺈﻓﺘﻘﺎﺩ ﻛﻞ ﺍﻷولاد" ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ "إﻧﻚ أﻭﻝ كاهن ﻳزورني".
ﻓﺄﺳﺘﻐﺮﺏ ﺍﻟكاهن ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻲ ﻫﺬﺍ ﻗﺎﺋﻼً "ﻛﻴﻒ ﻫﺬﺍ .. أخبرني ﻛﻞ ﺍﻷولاد أن الكهنة كانوا يفتقدونهم ﺑاﺳﺘﻤﺮﺍﺭ"
فأخبرته عن ﻤﻌﺎﻣﻠﺔ الكهنة ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻭﻟﻜﻦ أﺛﻨﺎﺀ ﻛﻼﻣﻲ ﻣﻌﻪ ﺣﺎﻭﻟﺖ أﻥ أﻇﻬﺮ ﻟﻪ أنني ﻣﻈﻠﻮﻡ على ﺍﻟﺮﻏﻢ من أنني ﺣﻘﺎً أﺳﺘﺤﻖ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻌﺎملة أﺳﻮأ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻬﻢ ﻟﻲ. ﻭﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﻗﻒ الكاهن ﻏﺮﻳﺐ ﺟﺪﺍً، ففي ﻣﺪﺍﺭﺱ ﺍلأﺣﺪ ﺟﻌﻠﻨﻲ أﻗﻮﺩ ﺍﻟﺼﻼﺓ ... أﺧﻄﺄﺕ ﺑﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﻭﺿﺤﻚ أﺻﺪﻗﺎﺋﻲ عليّ، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻔﺰﻧﻲ ﻭﺟﻌﻠﻨﻲ أﺗﻮﻗﻒ ﻋﺪّة ﻣﺮﺍﺕ ﻋﻠى ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟكهنة ﻭأﻣﻴﻦ ﺍﻟكهنة ﻟﻤﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻣﻌﻲ إﻻ إﻧﻪ أﺻّﺮ أﻥ ﻳﻜﻤﻞ ﻣﺎ ﺑﺪﺃﻩ ﻣﻌﻲ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ على ﻫﺬﺍ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﺟﻌﻠﻨﻲ المشرف العام على ﺻﻔﺤﺔ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ على الفيسبوك ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻋﺪﺩﻫﺎ ﻳﻔﻮﻕ ﺍلآﻻﻑ. ﻛﺘﺒﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ مقواة ﻣﻦ إﺣﺪى ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭأﺗﺎﻧﻲ ﺗﻌﻠﻴﻘﺎﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮﺓ أﺳﻌﺪﺗﻨﻲ، ﻓﺒﺪﺃﺕ أﺑﺤﺚ ﻋﻦ مقولة أﺧﺮى ﻛﻲ أﺟﺪ ﻣﺪﺡ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭأﺭى ﺭﺩﻭﺩ أﻓﻌﺎﻟﻬﻢ المختلفة. ﻣﺮﺓ ﺗﻠﻮ الأخرى ﻭﺟﺪﺕ شيئا غريبًا ﺟﻌﻠﻨﻲ أﻛﻤﻞ القراءة ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﻣﻘﻮﻟﺔ ﺗﻠﻮ ﻣﻘﻮﻟﺔ ﻭﻗﺮﺍﺀﺓ ﺗﻠﻮ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻭﺻﻼﺓ ﻓﻲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺗﻠﻮ ﺻﻼﺓ. ﺷﻌﺮﺕ إنني ﻗﻤﺖ ﺑﺘﻐﻴﻴﺮ ﺟﻠﺪﻱ ﻣﻦ ﺟﻠﺪ ﺍﻟﺨﻄﻴئة الى ﺟﻠﺪ ﺍﻟﺘﻮبة. ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮ، ﻟﻢ أﻛﻦ أﻋﻆ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺍﻟﻌﻈﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ أﺟﻞ أﻥ أحصل منهم على ﻛﻠﻤﺔ "ﻣﺸﻜﻮﺭ ورائعة ﻭﺍﻟﺮﺏ ﻳﺒﺎﺭﻛﻚ" ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻌﺪﻧﻲ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺮﺓ ﺗﻠﻮ ﺃﺧﺮﻯ، ﺑﺪﺃت ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻠﻪ تسكن ﺑﺪﺍﺧﻠﻲ. ﻣﻦ ﻳﻜﻠﻤﻜﻢ ﺍلآﻥ ﻛﺎﻥ لصًا ﻭﺧﺎطئًا ﻭﻣﺪمنًا على الممنوعات ﺑﻜﻞ أﻧﻮﺍﻋﻬﺎ، ﻭﻟﻜﻦ ﺟﺎﺀ كاهن ﻭﻏﻴّﺮ ﺣﻴﺎﺗﻲ، ﻫﺬﺍ أﻧﺎ ﺻﻠﻮﺍ ﻣﻦ أﺟﻠﻲ".

ﺻﻔﻖ ﻟﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ تصفيقًا ﺣﺎﺭًا على ﻋﻈﺘﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺸﻒ ﺑﻬﺎ أﺻﻞ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﻭﺑﻌﺪ أن أنهى ﻛﻼﻣﻪ، ﻗﺎﻡ عن ﻛﺮﺳﻴﻪ ﻭﺗﻮﺟﻪ إلى ﺭﺟﻞ ﻋﺠﻮﺯ ﻭﻗﺒّﻞ ﺭﺃﺳﻪ .. ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ "ﺃﻟﻢ ﺗﺘﺬﻛﺮﻧﻲ؟؟ ﺍﻧﺎ ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺃﺣﺪ ﻣﺨﺪﻭﻣﻴﻚ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ الإﺑﺘﺪﺍﺋﻲ ﻭأﻧﺖ ﻛﻨﺖ ﺃﻣﻴﻦ ﺧﺪﻣﺘﻲ ﻓﻲ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻮﻗﺖ" ..
ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺧﺠﻞ ... "ﻭﺍﻧﺎ ﻣﻦ أﺭﺳﻞ ﻟﻚ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ أﺑﻜﺎﻙ من ﺩﻭﻥ أﻥ أﻋﻠﻢ ﻣﻦ أﻧﺖ"