قصة اليوم: حاكم القبائل الهمجيّة
أحبّته القبائل وغيّرت الكثير من طباعها العنيفة ولم تبق سوى عادة سنويّة واحدة لم يستطع فينج أن يُبطلها وهي أنّه في عيد إلههم، ينزل بعض قادة القبائل من الجبال الى الطريق المؤدي إلى القرى فيقتلون أوّل انسان يلتقون به ويقطعون رأسه ويقدمونه ذبيحة لإلههم.
بذل فينج كلّ الجهد مستخدمًا الّلطف تارة والتهديد تارة أخرى، لكنّهم رفضوا تمامًا إلغاء هذه العادة. وفي يوم، استلم فينج رسالة من امبراطور الصين جاء فيها إن لم تتوقف عادة قطع الرأس في يوم العيد سيضطر لاستدعائه إلى الصين في خزى وفشل.
واذ تسلم فينج الرسالة استدعى رؤساء القبائل وباطلاً حاول أن يقنعهم أن يكفّوا عن هذه العادة وأخيرًا قال لهم بحزم "أيّها الرؤساء المكرّمون، لقد حاولت أن أكون حاكمًا لطيفًا، لكنّكم مصمّمون على العصيان. غداً في الليل عندما يظهر القمر، سأسمح للقبائل لآخر مرّة أن تُمارس هذه العادة ولن تتكرّر مرّة أخرى".
وافق القادة على ذلك في شيء من التذمّر، وبالفعل في اليوم التالي اذ ظهر القمر نزلوا من الجبال ووجدوا انسانًا يرتدي ثوبًا أبيضًا فراحوا يغنّون لإلههم ويصرخون متهلّلين ثم تقدّم واحد منهم وضرب بفأسه رأس هذا الغريب ثم تركوا الجثّة على الأرض وحملوا الرأس وهم يغنّون ويرقصون على صوت الطبول .
ذهبوا إلى الرئيس الأعلى ليقدّموا الرأس ذبيحة احتفالًا بالعيد، وعلى ضوء النّار المشتعلة، تطلّع رئيس القبائل إلى الرّأس وصرخ صرخة مُرّة ثم حدث صمت رهيب. تطلّع الرؤساء نحو الرأس فإذا بها رأس صديقهم المحبوب جدًّا، فينج، وقد ظهرت ملامحه تحمل ابتسامة وسلامًا كمن قبل الموت بإرادته بغير خوف. صار كل واحد منهم يتطلّع إلى زميله صامتًا ومندهشًا. لقد فضّل فينج أن يقبل الموت في جسده عوض أن يحكم بقتل مرتكبي الشرّ. لقد أراد أن يقدّم لهم درسًا عمليًّا ليدركوا بشاعة ما يفعلونه، فقد قتلوا أعزّ صديق لهم وكان ذلك آخر جريمة يرتكبونها لتقديم ذبيحة لإلههم.