ثقافة ومجتمع
18 أيار 2016, 05:36

قصة اليوم : قصة حب مُسن يناهز الثمانين

ذات صباح مشحون بالعمل في غرفة الطوارئ في المستشفى، وفي حوالي الساعة الثامنة والنصف، دخل مُسن يناهز الثمانين من العمر لإزالة بعض الغرز من إبهامه، وذكر أنه في عجلة من أمره لأن لديه موعد في التاسعة .

طلبت منه أن يجلس على الكرسي المخصّص لإجراء الغيارات على الجروح وتحدثت قليلا ً معه وأنا أزيل الغرز وأهتم بجرحه .سألته عن طبيعة موعده ولما هو في عجلة من أمره، أجاب "كل صباح أذهب لدار الرعاية لتناول الفطور مع زوجتي"، فسألته عن سبب دخول زوجته لدار الرعاية ؟ فأجابني بأنها هناك منذ فترة لأنها مصابة بمرض الزهايمر.
بينما كنا نتحدث انتهيت من التغيير على جرحه وسألته "وهل ستقلق زوجتك لو تأخرت عن الموعد قليلاً ؟"
فأجاب "إنها لم تعد تعرف من أنا، إنها لا تستطيع التعرّف علي منذ خمس سنوات" فقلت مندهشاً "ولا زلت تذهب لتناول الفطور معها كل صباح على الرغم من أنها لا تعرف من أنت ؟"، ابتسم الرجل وهو يضغط على يدي وقال "هي لا تعرف من أنا، ولكني أعرف من هي.". 
اضطررت لإخفاء دموعي حتى رحيله وقلت في نفسي'"هذا هو نوع الحب الذي أريده فى حياتي."