ثقافة ومجتمع
28 حزيران 2016, 11:03

قصة اليوم: قصة صباح الخير يا جون

جون، طفل في السابعة من عمره، سأل ذات يوم جدته قائلاً "أنني لاأعرف كيف أصلي يا جدتي، هل تعلمينني؟" فردت عليه الجدة "إن الصلاة ليست تعليماً ولا حفظاً يا ولدي، إنها مثل الحديث بينك وبين شخص تحبه ويحبك، إن يسوع يحبك جداً، فهل تحبه أنت أيضاً ؟ ردّ جون في براءة الأطفال "نعم أحبه جداً، أنني أرى صوره وهو جميل جداً وعيناه جميلتان جداً جداً".

 

قالت له جدته " حسناً، كلما أردت أن تصلي، قف أمام صورته الجميلة وقل له ما تشاء وكأنك تحدّث صديق لك. فأجابها "ما زلت لا أعرف ماذا أقول له، وهل سيسمعني؟ وهل سيرد علي؟" في النهاية قالت له "ماذا لو تلقي عليه تحية الصباح على الأقل كل يوم؟" فكّر جون قليلاً ثم قال بفضول "وهل سيرد عليّ يا جدتي؟" فردّت الجدة بسرعة لتنهي حيرته "نعم، ولكنه قد يتأخر قليلاً في الرد لأن هناك عدد كبير جداً من الناس يطلبونه وهو لا بد أن يجيب عليهم أيضاً."
فرح جون بهذا الكلام واقتنع به، وبدأ منذ اليوم التالي مباشرةً كل صباح، أول شيء يفعله عندما يستيقظ أن ينظر إلى صورة المسيح التي في حجرته ويقول "صباح الخير يا بابا يسوع".
ومرّت السنين، وصار جون شاباً يافعاً قوياً وبقي على عادته ولم يمل أبداً، في كل صباح ينظر إلى الصورة ويقول "صباح الخير يا بابا يسوع ". لم يمل بالرغم من أن الصورة لم ترد عليه أبداً.
وذات يوم سافر والد جون ووالدته وأخوته فجراً لزيارة بعض الأقارب، ولم يكن جون معهم لأنه كان نائماً وبانتظاره يوم دراسي شاق وللأسف شاءت الأقدار أن تعرضوا لحادث مروع وتوفوا جميعاً. لم يصدّق جون أذنيه عندما اتصلوا به يوقظونه من النوم على هذا الخبر المفجع. ظل ساكناً لبرهة وانسالت دموعه في صمت عاجز وهو جالس على فراشه لا يزال غير قادر على الحراك وبنفس الشعور المذهول نهض ليذهب ويدفن أبويه وأخوته، وفي طريقه إلى باب الحجرة مرّ على صورة المسيح المعلقة على الجدار ونظر إليها بحزن شديد وقال والدموع تسيل من عينيه بصوت مبحوح "صباح الخير يا بابا يسوع سامحني لأنني لا أقابلك بابتسامتي اليوم، فأنا حزين جداً، لقد رحل أبي وأمي، ورحل أخوتي وصرت وحيداً، إنني لا أتخيل كيف سأعيش وحدي في هذا المنزل، لا زلت بحاجة إلى من يرعاني، كما أنني أحبهم جداً، يا لحزني، ويا لابتسامتك المشجعة التي طالما سحرتني ومنحتني البهجة". واستمر جون يحدّث الصورة ووجد نفسه يصلي من دون أن يقصد أو يعي أن هذه هي الصلاة التي كان يحاول أن يتعلمها ولم يفق من صلاته التي يخبر فيها المسيح عن حزنه ومتاعبه، إلا على صوت الهاتف الذي يرن ن جديد، وبيد مرتجفة رفع السماعة يسأل من الطالب فأجابه المتصل "أنا طبيب، لقد ذهبنا إلى موقع الحادث لرفع الأجساد، وفي طريق عودتنا إلى المستشفى أوقفنا رجل يرتدي زياً أبيضاً، وجهه جميل ا جداً وعيناه جميلتان جداً جداً، سألناه من هو وما هي هويته فأجاب أنه صديقك وأنه طبيب، وقد صعد صديقك إلى سيارات الإسعاف التي كانت تحمل الجثث ولم أدر ماذا فعل لأنني كنت خارجاً أراقب الطريق غير مهتم بما يفعل لثقتي من وفاة الأشخاص الذين كانوا في السيارات، ولكن أحد السائقين يكاد يقسم أنه رآه في مرآة السيارة الداخلية وهو ينفخ في وجه الفقيد الذي يقلّه معه في سيارته، وكانت المفاجأة، عادت الحياة لهم جميعاً وأعلنت الأجهزة الطبية أنهم جميعاً على قيد الحياة! مبروك." ظل جون عاجزاً عن الرد، مندهشاً مما يسمهع، تختلط على ملامحه الفرحة بالذهول وبالدموع. وفي النهاية سأل الطبيب الذي يحدثه "وهذا الغريب، ألم يقل لك ما اسمه؟" رد الطبيب "لا، ولكنه قال لي أن أبلغك رسالة واحدة عجيبة جداً في مثل هذه الظروف". فسأله جون متحيراً "وما هي؟" الطبيب "يقول لك صباح النور يا جون!".