ثقافة ومجتمع
25 كانون الثاني 2017, 13:31

قصة اليوم: قفص العصافير..

في إحد الأيام، جاء جورج توماس إلى كنيسته وهو راعيا لكنيسة في ضيعة من ضيع نيو انغلاند حاملًا بيده قفص للعصافير بدت عليه علامات الزمن واعتراه الصدأ، ووضعه على المنبر فراح جميع الحاضرين يحدّقون فيه ويتساءلون فيما بينهم عن أمره.

 

شعر توماس بتساؤلاتهم، فأخبرهم قائلًا:

"بينما كنت سائرًا، في وسط الضيعة يوم أمس، رأيت ولدًا يحمل قفص العصافير هذا، وفي داخله ثلاثة عصافير صغيرة، ترتجف خوفًا وبردًا، وهو يلوّح بها يمينًا ويسارًا من دون أي اكتراث.

استوقفت الولد وسألته: "ما هذا الذي تحمله يا بني؟" فأجاب: "إنها عصافير بريّة!"

-"وما الذي تريده من تلك العصافير؟"،

- "سآخذها الى البيت، وهناك سأبدأ في سحب ريشها واحدًا فواحدًا لأرى كيف تدافع عن نفسها. إنّ رؤيتها وهي تهرب من يديّ داخل القفص جميلة جدًّا"!
- "إنني متأكد بأنك لن تتلذّذ في تعذيبها..."
"لا بالعكس، لدي بعض القطط، فهم وهي تحب العصافير، فبعد أن أنتف ريشها، لن تستطيع الطيران وسأرمي بها أمام تلك القطط لأرى كيف ستصطادها".
صمتّ للحظات، ثم سألته "وكم تريد في هذه العصافير؟ أجاب الولد بسخرية، يا سيدي إنّها عصافير برّية، من الحقل، أنظر اليها، فألوانها ليست جميلة، حتى أنّها لا تزقزق..."
"كم تريد في تلك العصافير؟"

"عشرة دولارات".
أعطيته الدولارات العشرة، وما أن أخذها حتى توارى عن النظر، تاركًا القفص والعصافير التي فيه. أخذت القفص برفق، وذهبت به إلى مكان حيث كثرة فيه الأشجار، وهناك فتحت باب القفص، وأطلقت سراحها".
ثم تابع جورج توماس كلامه قائلًا، لقد قبض الشيطان في جنّة عدن على الإنسان بسبب خطيئته بعد أن وضع له مصيدة وفخًّا فوقع الإنسان في الفخ، وهكذا أصبح العالم بأسره في القفص، إذ كان قد قبض عليهم.
لكن عندما سأل يسوع "وما الذي تريد أن تفعله بإلانسان؟" أجاب الشيطان، سأريه كم هو صغير، وليس له أي قوّة للهرب من يدي... فسأل يسوع : وكم تريد؟ أجاب الشيطان، لماذا أنت مهتم هكذا في الإنسان، إنّه بلا نفع ولا قيمة، فإنه سيبغضك، وينكرك، لن يفهم ولن يقدّر عملك، وسيبصق في وجهك...
لكنه أصرّ قائلًا : "كم تريد...؟" فدفع يسوع دمه الكريم عوضًا عنّا، لكي يشتري لنا حياتنا.