ثقافة ومجتمع
07 تموز 2017, 11:26

قصّة اليوم: عيني ترعاك

خلف جبال الهمالايا كانت تختبأ ولاية صغيرة وكان يحكمها رجل كبير يتمتّع بخبرة ووقار ولكنّ المرض كان قد أنهكه وأحس بقرب نهايته وقد كان للحاكم ولد وحيد شاب في سن الطيش والمراهقة.

 

وذات يوم، أوصى الحاكم ابنه قائلًا: يا بني، إنّني أشعر بقرب نهايتي، وسأوصيك إن ضاقت بك الحال يومًا ما وكرهت العيش، فاذهب إلى المغارة المظلمة خلف القصر وستجد بها حبلًا مربوطًا إلى السّقف، اشنق نفسك به لترتاح من الدنيا. وما كاد الحاكم ينتهي من كلامه حتى أغمض عينيه ومات.

أما الوارث الوحيد للثروة فقد أخذ يبعثرها ويسرف ويبدّدها على ملذات العيش وعلى رفقته السّيئة التي طالما حذّره أبوه منها. وبعد برهة، وجد الابن نفسه وقد نفذت تلك الثروة الهائلة وتغيّر الحال وتركه أصحابه الّذين كانوا يصاحبونه لأجل المال فقط. لم يجد الشّاب ملاذًا، وما عاد العيش يطيب له بعد العزّ فهو المدلّل، المتعوّد على ترف الحياة ولا يستطيع أن يتأقلم مع الوضع المحيط .فتذكّر وصيّة أبيه وقال "آآآه يا ابتاه، سأذهب إلى المغارة وأشنق نفسي كما أوصيتني". وبالفعل دخل المغارة المخيفة والمظلمة ووجد الحبل متدليًا من الأعلى، سالت من عينه دمعة أخيرة، ولفّ الحبل على رقبته ثمّ دفع بنفسه في الهواء.
ما أن تدلّا من الحبل حتى انهالت عليه أوراق النقود من السّقف ورنين الذهب المتساقط من الأعلى ضجّ بالمغارة وقد سقط هو إلى الأرض وسقطت بجانبه ورقة كتبها له والده يقول فيها "يا بنيّ، قد علمت الآن كم هي الدنيا مليئة بالأمل، عندما تنفض الغبار عن عينيك، أقدّم لك نصف ثروتي كنت قد خبأتها لك. عد إلى رشدك واترك الإسراف ورفاق السوء، وابني طريقًا جديدًا بحكمة، واعرف إنني أحبّك".

"إنّي أُعلّمك وأُرشدك في الطّريق الّذي تسلكه وأكون ناصحًا لك وعيني ترعاك" (مز 31: 8)