ثقافة ومجتمع
13 تموز 2017, 07:10

قصّة اليوم: لا تردّدي كلمات لا تفهمي معناها أو تعنيها من كل قلبك

دخلت إمرأة إلى الكنيسة للصّلاة كعادتها وجلست على أحد مقاعدها وابتدأت بالصلاة: أبانا الذي في السموات.. وهنا سمعت صوتًا يقول لها "نعم، أنا هو ماذا تريدين؟"

 

قالت بذعر "أنا هنا لأتلو الصلاة الرّبّانيّة"
فقال لها "أعرف، فأنا أراكِ تأتين كلّ يوم على أية حال أكملي الصلاة.."
تابعت السّيّدة صلاتها "ليتقدّس اسمك، ليأت ملكوتك لتكن مشيئتك كما في السّماء كذلك على الأرض"
وهنا قاطعها مرّة أخرى قائلا "أحقًّا تريدين مشيئتي أن تتمّ على الأرض؟ فكيف إذًا لا تهتمي لها في حياتك وتفعلين مشيئتك أنت طوال الوقت بلا مبالاة؟ أكملي الصّلاة لنرى…"

رفعت السّيّدة عينيها وقالت بنبرة حزن "الحياة مليئة بالمغريات ومن الصّعب الوقوف أمامها" !
"مليئة بالمغريات نعم، ولكن لم تطلبي معونتي قط. أكملي.."
وأخذت تكمل الصّلاة "خبزنا كفافنا أعطنا اليوم"
وهنا قاطعها مرّة أخرى قائلاً "ولماذا كنت تتذمّرين بسبب معيشتك وتعترضين على ما عندك كلّ يوم من دون رفع شكر بسيط لأجل خبزك اليوميّ الّذي لم ينفّذ قط؟ أكملي الصلاة.."

أكملت السّيّدة الصّلاة وهي تفكّر بكلّ هذه الأمور "اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضًا لمن أساء إلينا"
وهنا أيضًا قاطعها مجدّدًا "متى آخر مرة غفرت لأخيك أو جارتك أو زميلتك في العمل؟ لماذا تطلبين الغفران وأنت لم تغفري؟ أنا أرسلت ابني الوحيد ليمت بدلًا عنك على الصليب غفرانًا لخطاياكِ أما أنت فلم تغفري… أكملي الصلاة"

أكملت السّيّدة والدموع ابتدأت تترقرق في عينيها "ولا تدخلنا في التّجربة"
"أنا لم أُدخلك في تجربة قط! أنت من كان يركض إليها لأنّك كنت تقومين بما تمليه عليك إرادتك. لم تفكّري يومًا قط باستشارتي أو حتى طلب إرادتي في حياتك. أكملي الصلاة.."

"بل نجّنا من الشّرير لأنّ لك الملك والقوة والمجد من الآن وإلى الأبد، آمين".
"لقد نجّيتك من شرور كثيرة ولكنّك كنتِ مشغولة بأمور الحياة فلم تعيريني اهتمامك ولم تلاحظي محبّتي لك.
يا ابنتي الصّلاة هي اتصالك الشخصي بي.. وعندما تأتين إليّ لتصلّي تكون إذني صاغية لصلاتك عندما تكون نابعة من القلب. الصلاة هي شركة معي وليس فرض. فلا تردّدي كلمات لا تفهمي معناها أو تعنيها من كل قلبك".

وهنا ابتدأت السيدة بالبكاء ورفعت عينيها نحو الصّليب المعلّق على حائط الكنيسة وقالت "أشكرك أبي السّماوي لأنّك بحثت عنّي مرّتين: مرّة بموت ابنك على الصّليب ومرّة أخرى بجذبي إليك. اغفر لي أبتي واقبلني ابنةً لك".
خرجت السّيّدة من الكنيسة وهي واثقة بأنّ الآب السّماوي راضٍ عن صلاتها البسيطة هذه لأنّها كانت نابعة من القلب!

 

"إذا صلّيتم فلا تُكرّروا الكلام عبثًا مثل الوثنيّين، فهم يظنّون أنّهم إذا أكثروا الكلام يُستجاب لهم" (متى 6: 7)