أخبارنا
24 أيلول 2016, 16:38

قضيّة واحدة ورؤية موحّدة للإعلام المسيحي في الشرق

افتُتح مؤتمر «الإعلام المسيحي في الشرق: قضية واحدة ورؤية موحّدة»، صباح أمس في دير سيدة البير في جل الديب-بقنايا. وعُقِد المؤتمر الذي تنظّمه مجموعة «تيلي لوميار-نور الشرق» برعاية بطاركة الشرق، طيلة نهار أمس، على أن تستمرّ اليوم الجلسات المُنعقدة بين شخصيات روحية ووسائل إعلامية مسيحية عاملة في لبنان وعدد من الدول العربية، ويُختتم المؤتمر بعد الظهر بإعلان الشرعة الإعلامية والتوصيات الختامية.
 
شارك في جلسة الافتتاح ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر، وزير الإعلام رمزي جريج ورئيس مجموعة «تيلي لوميار» و«نورسات» جاك كلاسي.

كلاسي

بداية، شرحت مديرة البرامج في «نور الشرق» ومنسقة المؤتمر ماري تيريز الباشا حنين رسالة محطّة «نور الشرق» «الجامعة لكلّ المذاهب المسيحية والمعبّرة عن رؤيتهم». وأعلنت أنّ «الهدف الرئيس للمؤتمر هو السعي لتحقيق اتحاد للإعلام المسيحي في الشرق».

ثمّ ألقى كلاسي كلمة اعتبر فيها أنّ «إلغاء ثقافة على حساب ثقافة الآخر ممنوع. المهم في جلساتنا هو التنسيق والجمع بين مؤسساتنا الإعلامية لتكون قضيّتنا واحدة ورؤيتنا موحَّدة. سنفكر معاً، كيف نصوِّب الامور سوية ونتفاعل مع بعضنا البعض لنكون منبر ثقافة حرة، يتعاطى في كلّ الملفات التي لها علاقة بالهوية والثقافة والتقاليد والطقوس والعبادات والآداب والمسرح والموسيقى وحقوق الإنسان».

جريج

من ثمّ، تحدث الوزير جريج فقال: «إننا ندرك الأهمية القصوى لهذا الموضوع خصوصاً في ظلّ ما يحيط بنا من ويلات ونكبات دمّرت القيم الدينية والانسانية واستباحت الأفراد والجماعات والأوطان، بحيث لم ينج أحد من نار شرِّها. وهذا يدفعنا الى التشبّث بأرضنا وقيمنا والدفاع عنها تحقيقاً لرسالة المحبة والعيش المشترك التي هي قدرنا جميعاً. فالحضور المسيحي في الشرق أصيل أصالة الشرق نفسه».

وأكّد على ما تدعو إليه الكنيسة من «وجوب انخراط المسيحيين في الحياة الوطنية، وفي تولّي الشؤون العامة كجزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والسياسي في كلّ أماكن وجودهم.

من هنا يجب التشديد مع صاحب الغبطة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي على وجوب المبادرة فوراً ومن دون أي تأجيل إلى ملء الفراغ في السدة الاولى في لبنان عبر النزول إلى مجلس النواب وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، يصون وحدة البلد. وللإعلام المسيحي في هذا الشأن دور مفصلي إذ لا يمكنه السكوت على انهيار المؤسسات الدستورية وعلى الفساد وعلى انتهاك حقوق الانسان والحرّيات العامة».

مطر

وألقى المطران مطر كلمة البطريرك الراعي، فقال: «لا بد من أن نذكر التوجيهات الأخيرة لقداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس، التي يحمّل فيها الإعلاميين، لا مسؤولية نقل الحقيقة وخدمتها صافية وموضوعية وحسب، بل أيضاً وخصوصاً مسؤولية بناء هذا العالم، وبناء ملكوت الله عن طريق المصالحة والمحبة والدعوة إليهما، والتضحية في سبيل الوصول إلى تحقيق مشيئته تعالى، في خلقه وفي عياله.

وإنكم حسنا تقولون حيث تؤكدون أنّ الإعلام المسيحي هو قضية في هذا الشرق وفي كلّ أنحاء العالم، وهو رؤية في هذا الشرق أيضاً كما في العالم بأسره».

وتابع: «إن ذكرنا الشرق، ذكرنا فيه المسلمين مع المسيحيين»، وأكد أننا «لن نسعى في هذا الشرق ولا في العالم إلى أن يكون لنا كمسيحيين مصير خاص ومنفصل عن مصير إخواننا المسلمين أو عن مصير أخواننا البشر في أيّ مكان. بل نؤمن بأنّ المصير الشرقي واحد والمصير الإنساني واحد، وبأننا جميعاً عاملون من أجل أن يتأمّن للكون كله ولساكنيه معاً حسن المصير.

إنها الشراكة الحق ولبنان قد أدّى لهذه الشراكة ويؤدّي أثمن الخدمات، حتى إنه قد تحوّل بذاته وبمصيره إلى رسالة لهذه الشراكة وإلى عنوان لها». واعتبر أنّ «هذه هي القضية في الإعلام المسيحي».

دور الإعلام المسيحي

ومن ثمّ عُقِدت الجلسة الأولى بإدارة باسكال مونان البروفسور في جامعة القديس يوسف-بيروت، وتحدّث فيها المطران كوستا كيّال، ممثلاً بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا العاشر حول «الإعلام المسيحي في الشرق قول أم فعل»؟

من جهته، طرح النائب غسان مخيبر إشكالية «حرّية التعبير في لبنان متماسكة أم ممسوكة؟»،. وعن «دور وحدود الإعلام المسيحي في مصر» تحدّث رئيس قسم الإعلام في معهد الدراسات القبطية الدكتور رامي عطا. ومن ثمّ، قدّمت الدكتور باسمة سمعان من مكتب نورسات، الأردن شهادة إعلامية.

الأخلاقيات في الإعلام

أدار الجلسة الثانية الإعلامي والاستاذ الجامعي شربل مارون، وألقى خلالها الأشمندريت ايلي ابو شعيا، كلمة بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث، وممّا جاء فيها: أنه «لا بدّ أن يتميّز الإعلام المسيحي عن أيّ إعلام آخر. للأسف، غالباً ما يكون الإعلام للإثارة، وللسبق الإعلامي، وللتشهير، ولإبراز الشكوك والعثرات والعورات والسلبيات ولإشاعة التشاؤم».

وتابع «على الإعلام، ولا سيما المسيحي، أن يكون كما يقول بولس الرسول، لأجل البنيان! لأجل البناء، وشحذ الهمم، وإشاعة التفاؤل، وإشعار الناس بمسؤوليتهم أمام الحدث. فلا يكونون فقط متفرِّجين، مستمعين، سلبيّين! بل يشعرون بمسؤوليتهم أمام ما يشاهدون أو يسمعون».

من ثمّ، طرح الوزير السابق زياد بارود إشكالية «الأخلاقيات، الإعلام والشأن العام: هل اللقاء ممكن؟»، أما الأب جورج مسّوح فتناول الأخلاقيات الإعلامية التي يعطيها الإنجيل.

وطرح عميد كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية الدكتور جورج صدقة إشكالية «أيّ مساحة للمفاهيم الأخلاقية المسيحية في الإعلام»؟ وقدّم الإعلامي ماجد بو هدير شهادة إعلامية.

الإعلام والرجاء والسلام

في الجلسة الثالثة التي أدارها نائب رئيس جامعة سيدة اللويزة سهيل مطر، تحدّث المطران جورج صليبا، سريان أرثوذكس عن كيفية بناء الإعلام الرجاء والسلام. من جهته، تحدّث راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون عن «موقع الرجاء والسلام في المسيحية»، وطرح رئيس ucip لبنان الأب انطوان خضرا إشكالية «أيّ قضية للإعلام المسيحي اليوم»؟

وسأل الأمين العام لجامعة الحكمة الدكتور أنطوان سعد في كلمته «أيّ رجاء يصنعه الإعلام في زمن التحوّلات؟»، تلتها شهادة إعلامية لمدير محطة سات 7 في لبنان مارون أبي راشد. واختُتِم اليوم الأول من المؤتمر بجلسة نقاش.

وتتمحور الجلسات الثلاث من المؤتمر التي ستُعقد اليوم حول التحديات التي تواجه الإعلام المسيحي، واقع الإعلام المسيحي ورسالته وكيفية توحيد رؤيته، وموضوع الإعلام المسيحي والإعلام الجديد. على أن يُختتم المؤتمر بإعلان الشرعة الإعلامية والتوصيات الختامية.