سوريا
17 تشرين الأول 2022, 09:30

كاتدرائيّة مار أفرام السّريانيّ- حلب شهدت على تجليس المطران بطرس قسّيس راعيًا لأبرشيّة حلب وتوابعها للسّريان الأرثوذكس

نورسات/ حلب
"أين أنا الإنسان الضّعيف لأجلس على هذا الكرسيّ؟ أين أنا من القدّيسين وممّن دخلوا التّاريخ تاركين وراءهم إرثًا كبيرًا؟ نعم أنا إنسان ضعيف أتقوّى بعطاءات شعب نفض عنه غبار الألم والدّمار دون أن ينسى مرارة خطف المطران المغيّب يوحنّا ابراهيم الّذي خدم الأبرشيّة وبذل ذاته من أجلها".

"أين أنا الإنسان الضّعيف لأجلس على هذا الكرسيّ؟ أين أنا من القدّيسين وممّن دخلوا التّاريخ تاركين وراءهم إرثًا كبيرًا؟ نعم أنا إنسان ضعيف أتقوّى بعطاءات شعب نفض عنه غبار الألم والدّمار دون أن ينسى مرارة خطف المطران المغيّب يوحنّا ابراهيم الّذي خدم الأبرشيّة وبذل ذاته من أجلها".

عبارات كلّلت رتبة تجليس المطران مار بطرس قسّيس راعيًا لأبرشيّة حلب وتوابعها للسّريان الأرثوذكس حيث احتفل بها الرّئيس الأعلى للكنيسة السّريانيّة الأرثوذكسيّة في العالم أجمع وبطريرك أنطاكية وسائر المشرق مار إغناطيوس أفرام الثّاني في كاتدرائيّة مار أفرام السّريانيّ في السّليمانيّة- حلب.

شاركه في خدمة رتبة التّجليس عدد من المطارنة آباء المجمع الأنطاكيّ السّريانيّ المقدّس ولفيف من الآباء الكهنة والشّمامسة.

حضر رتبة التّجليس السّفير البابويّ لدى سوريا الكاردينال ماريو زيناري، مفتي محافظة حلب الشّيخ محمود عكام، مدير الأوقاف الإسلاميّة في حلب الدّكتور رامي العبيد، ممثّل عن محافظ حلب، رؤساء الكنائس المسيحيّة في حلب وممثّليهم، أعضاء مجلس الشّعب، فاعليّات رسميّة، حزبيّة، نقابيّة، أمنيّة، اجتماعيّة، قضائيّة، الأخوات الرّاهبات، المنظّمات، الجمعيّات الخيريّة والدّوائر، الهيئات ومؤسّسات الأبرشيّة، وجمهور كبير من المؤمنين وفدوا من مختلف المحافظات والمناطق السّوريّة ليشهدوا على هذا الفجر القياميّ.

إستهلّت رتبة التّجليس بمسيرة بدأت من ساحة جورج لحدو سيرًا على الأقدام تقدّمها البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثّاني محاطًا بالمطارنة والمؤمنين وذلك على وقع عزف الكشّافة واللّافتات المرحّبة والمهلّلة، وصولاً إلى كاتدرائيّة مار أفرام السّريانيّ حيث علت أجراس الكاتدرائيّة لتنبئ بفجر القيامة وسط شاشات عملاقة زيّنت جدران الكاتدرائيّة وأقواس النّصر والورود البيضاء كلّ ذلك يبشّر بروح السّلام الّتي تسود حلب والأبرشيّة.  

بعد التّجليس، ألقى السّكرتير البطريركيّ مار يوسف بالي بركة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثّاني الرّسوليّة الّتي وجّهها إلى أبناء الكنيسة أينما حلّوا والمجالس المليّة يعلن فيها تجليس المطران مار بطرس قسّيس لفضائله ولاختياره وتأييده من آباء المجمع وأبناء الأبرشيّة. مقدّمًا نبذة عن سيرته ومساره في مختلف الميادين.

بعدئذ، ألقى المطران الجديد مار بطرس قسّيس كلمة مؤثّرة حملت تباشير إيجابيّة وتضمّنت شؤونًا رعويّة اجتماعيّة ووطنيّة أبرز ما جاء فيها: "أشعر اليوم بنعمة سماويّة لا يحدّها لا زمان ولا مكان، نعم إنّها دعوة لنا جميعًا كرجال دين ومكرّسات والعاملين في حقل الرّبّ كي نستمرّ ونزداد. إنّها دعوة إلهيّة لنا جميعًا لنقدّم أجمل ما لدينا بثقة وإيمان وطاعة مقدّمين أنفسنا إلى الشّعب المحتاج، والخبز الرّوحيّ للمتعطّشين إلى كلمة الرّبّ".

اضاف: "أمدّ يدي إليكم اليوم كما مددتها دائمًا للجميع دون استثناء، أمدّها لكلّ متواضع في الخدمة وخارق في الإيمان، كي نسير معًا ونعمل على تثبيت شعبنا في أرض آبائه وأجداده. نعم المهمّة صعبة لكنّها ليست مستحيلة ولن يختلف اليوم عن الأمس إلّا بإرادة الصّمود."

وتوجّه إلى المطران المغيّب يوحنّا ابراهيم بالقول: "يا أيّها الرّاعي الصّالح يا من على مثال معلّمك قدّمت نفسك من أجل الكنيسة، في غيابك صرت أكثر تأثيرًا وكما صلّينا لك في السّنوات الماضية سنصلّي لك دائمًا. بالنّسبة لنا أصبحت لنا قضيّة حقّ وحقيقة. فلتطمئنّ لأنّ أبناءك في حلب ما زالوا ثابتين ولم ينسوا من أنت وماذا علّمتهم. أنت فخر السّريان وأيقونتهم".

كما شكر البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثّاني وأعضاء المجمع لثقتهم بشخصه، واعدًا بالعمل على تفعيل الوزنات الّذي أوكله إيّاها الرّبّ."

في نهاية رتبة التّجليس، كان للبطريرك مار إغناطيوس أفرام الثّاني لقاء مع الإعلاميّين ومن بينهم محطّة تيلي لوميار- نورسات الّتي وجّهت إليه سؤالاً عن الرّسائل الّتي حملتها رتبة التّجليس فأجاب: "إنّ رسالتنا اليوم هي رسالة محبّة وسلام وتآخي، رسالتنا هي رسالة بقاء وصمود مهما عصفت بنا الأيّام، ورتبة التّجليس هذه بثّت الفرح في نفوس أبناء الأبرشيّة الّتي ستكمل رسالة مطرانها المغيّب يوحنّا ابراهيم مع المطران الجديد مار بطرس قسّيس الّذي يتّزن بفضائل ووزنات تؤهّله ليقود سفينة الأبرشيّة إلى ميناء الخلاص.

في الشّقّ الوطنيّ، تمنّى السّلام لسوريا ورفع العقوبات الاقتصاديّة عنها من أجل خلاص شعبها.

في الختام، تقبّل المطران الجديد التّهاني وسط تطلّعات وأمال أن تشهد الأبرشيّة على خريطة إنمائيّة جديدة روحيًّا اجتماعيًّا إنمائيًّا وثقافيًّا.

من جهتم عبّر أبناء الأبرشيّة، صغارًا وكبارًا، عن فرحهم بتجليس مطران جديد، فأكّدوا في حديث لتيلي لوميار- نورسات من حلب أنّ "تجليس مطران جديد على الأبرشيّة بعد عشر سنوات من غياب المطران يوحنّا ابراهيم لهو دلالة على الفرح، لأنّ أمانة الأبرشيّة قد تمّ تسليمها إلى الشّخص المناسب ليقودها على خطى المطران يوحنّا ابراهيم."  

وأوضحوا أنّ "لغة الفرح تعمّ نفوس أبناء الأبرشيّة الّذين باتوا ينظرون إلى المستقبل بنظرة أمل ورجاء رغم التّحدّيات الاقتصاديّة والمعيشيّة لأنّ الأهمّ بالنّسبة إليهم هو تعزيز إيمانهم وتمسّكهم بإرث آبائهم وأجدادهم. "

وفي اليوم التّالي، ولمناسبة تجليس المطران مار بطرس قسّيس على أبرشيّة حلب وتوابعها للسّريان الارثوذكس، ترأّس البطريرك إغناطيوس أفرام الثّاني القدّاس الاحتفاليّ في كاتدرائيّة مار أفرام السّريانيّ- السّليمانيّة- حلب.

عاونه في خدمة القدّاس المطران الجديد وعدد من المطارنة آباء المجمع الأنطاكيّ السّريانيّ المقدّس ولفيف من الآباء الكهنة والشّمامسة بحضور جمهور كبير من المؤمنين.

في عظته بعد الإنجيل المقدّس، تحدّث عن الخادم الأمين الّذي يرعى شعبه ويخدمه بعطاء وتفان وكيف يعلّم الأخر محبّة القريب والبعيد، موضحًا أنّ "مسؤوليّتنا اليوم هي مسؤوليّة كبيرة توجب علينا أن نفكّر بالحساب الّذي يعطيه الإنسان أيًّا كان إلى شعبه. وهذا الأمر ينسحب اليوم على رسالة المطران الجديد الّذي أوكلنا إليه مسؤوليّة جديدة في الأبرشيّة، وهو الّذي يتّزن بالجدّيّة والخدمة والعمل الدّؤوب والتّفاني من أجل شعبه."  

وأشار: "إلى أنّ المطران الجديد لا يستطيع لوحده أن يحقّق إنجازات روحيّة كبيرة إلّا بتعاون وتضافر جهود كلّ اللّجان والمؤسّسات في الأبرشيّة، وإذا ما تحقّق هذا التّعاون ستكون الأبرشيّة كما عرفها الجميع نموذجًا مثاليًّا في الخدمة والإنماء".

وإختتم: "نحن بحاجة إلى ورشات عمل روحيّة قبل الإنمائيّة لذلك نصلّي كي يعطي الله الصّحّة والعافية للمطران الجديد ليخطّ مشاريع إنسانيّة روحيّة وإنمائيّة يتمّم من خلالها رسالة المطران المغيّب يوحنّا ابراهيم".

في الختام، أقيمت رتبة خاصّة بالكهنة الرّاقدين، تبعها كلمة شكر للمطران بطرس قسّيس.  

بعدئذ، منح أفرام الثّاني المؤمنين بركته الأبويّة، كما تقبّل المطران الجديد التّهاني من المؤمنين في صالة الكنيسة وسط هتاف عبارة "مستحقّ".